قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، إن قرار حل المجلس التشريعي والدعوة إلى انتخابات والاحتكام إلى الشعب، هو المخرج اليتيم لإعادة وحدة الوطن، بعد أن وصلت المصالحة مع حركة "حماس" إلى طريق مسدود.

وأوضح اشتية أنه وبعد 11 سنة من محاولات الوصول إلى مصالحة، ما زالت الأمور عالقة، لأن المصالحة من منظور حركة "فتح" مبنية على شرعية واحدة، وقانون واحد، وحكومة واحدة، ورجل أمن واحد، وهذا المنظور غير مقبول لدى حركة "حماس".

وأضاف اشتية في حوار مع وكالة "وفا"، اليوم السبت، أن "حماس" لم تلتزم باتفاقات المصالحة، وجولات الحوار على مدار 11 سنة، والقيادة تعاملت مع قطاع غزة 10 سنوات، "وعمليًا كنّا نموّل انقلابًا على أنفسنا، لذلك المخرج الآن هو أن نذهب إلى انتخابات، وأن نحتكم إلى شعبنا".

وتابع: " أجل ذلك كان هناك رأي قانوني بحل التشريعي والدعوة إلى انتخابات، وبناء على ذلك نحن نريد أن نعيد الحياة الديمقراطية لشعبنا، ونريد أن نعيد للسلطة هيبتها، ونريد أن نسير إلى الأمام، ولا نبقى رهائن للانقسام".

وبين أن "حماس" لديها منظور آخر مبني على التقاسم الوظيفي، "ماذا لنا وماذا لهم، وهذا المنظور غير مقبول بالنسبة لنا".

وأشار إلى أن "حماس تدّعي أنها تريد انتخابات، لكن هناك استحقاق لهذه الانتخابات، مضيفًا "نحن لا ندير انتخابات تحت (بوليس) حماس، نريد وحدة المعلمين، وحدة رجال الأمن، وحدة المؤسسة، ولجنة الانتخابات المركزية هي المشرف الرئيسي والحقيقي".

وأكد اشتية أن حركة "فتح" احترمت نتائج انتخابات 2006 عندما فازت "حماس"، والرئيس محمود عباس احترم النتيجة وكلف إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة، وقمنا بتسلم مفاتيح الوزارات لوزراء من حماس، موضحًا أنه "لا خيار لنا إلا أن نحتكم إلى الشعب الفلسطيني أولا، ونعيد وهج الديمقراطية في الساحة الفلسطينية ثانيًا، ونوحّد الحال تحت قبة البرلمان".

وأضاف: "إذا أصرّت حماس على أنها لا تريد انتخابات، بالنسبة لنا لكل حادثة حديث، سنذهب إلى أي صيغة أخرى من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة".

وبما يتعلق بحكومة الوفاق الوطني، لفت اشتية إلى أنها في حكم المنتهية، لذلك إما ستصبح حكومة تسيير أعمال إلى حين إجراء الانتخابات، أو سيتم تشكيل حكومة من ممثلي فصائل منظمة التحرير، حتى تستعيد المنظمة زمام الأمور، مشيرًا إلى أن هذه القرار متروك للرئيس عباس وحكمته.

وقال: "بالمجمل العام لدينا رؤية في هذا الأمر، لكن إذا ذهبنا إلى انتخابات بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر ستصبح الحكومة لتسيير أعمال، أما اذا تعطلت الانتخابات ولم يتم إجراؤها، يصبح هناك منظور آخر لشكل الحكومة القادمة".

وخلال حديثه عن ما يسمى بـ"صفقة القرن" والمشروع الأمريكي، قال اشتية "المشروع الأميركي أو ما يسمى بصفقة القرن ولد ميتًا ومشروع ترمب تبخّر، ونتنياهو في ذهابه إلى الانتخابات، يريد أن ينقذ نفسه من التهم الموجهة له".

وأردف قائلًا: ما يطرح هو أفكار أميركية ولا نسميه صفقة القرن لأن الصفقة تعني وجود اتفاق ونحن لن نكون طرفا في هذا الاتفاق.

وأوضح أن الأفكار الأميركية تعتمد على ثلاثة جوانب، أولها الجانب المنهجي من خلال اتباع الإدارة الأميركية لمنهجية "حظيرة ذبح الأبقار" أو "تاجر العقارات في بروكلين"، حيث أغلقوا مكتب المنظمة في واشنطن، وادّعوا أنها منظمة إرهابية، وأوقفوا تمويل السلطة والأونروا، ونقلوا سفارتهم من تل أبيب إلى القدس معتقدين أنهم يستطيعون من خلال ذلك خفض سقفنا السياسي، ولكن عندما وصل الأمر إلى قضية القدس وقف الرئيس محمود عباس سدًا منيعًا في وجههم ولم يستطيعوا دفعه إلى المذبح السياسي.

وأشار إلى أن الجانب الآخر في الأفكار الأميركية هو المحتوى الفلسطيني الإسرائيلي، والمطروح هنا دولة غزة، هذا ما يريده ترمب، والمحتوى الآخر هو التطبيع العربي مع إسرائيل قبل أن تدفع إسرائيل الاستحقاق السياسي، المتمثل بإنهاء الاحتلال أولًا، ومن ثم يعقد العرب علاقات مع إسرائيل. 

وقال: "ونحن نرفض أفكار ترمب، نرفض أيضًا المفاوضات الثنائية مع "إسرائيل" والاحتكار الأميركي لعملية السلام".

وفي معرض حديثه عن حلول القضية الفلسطينية، أكد اشتية أن "إسرائيل" لا تريد لا حل دولتين ولا حل دولة واحدة، موضحًا أن "كل الذي تريده إسرائيل هو استمرار الأمر الواقع، وأننا حكم ذاتي محدود ضمن الهيمنة الإسرائيلية الشاملة على فلسطين التاريخية".

وأضاف: "مشروع الحل السياسي، ومفاوضات مدريد واتفاق أوسلو، كلها مبنية على التقسيم، وفي لغة مخففة لتقسيم فلسطين اسمها حل الدولتين".

وقال: "من الناحية السياسية نحن نريد، أن نبقي الأمل لحل الدولتين ضمن إطار برنامجنا السياسي، الذي يحظى بإجماع فلسطيني بما في ذلك من حماس، وجميع الفصائل الفلسطينية المتفقة على حل الدولتين، ويحظى بإجماع عربي ودولي، وأخذنا ذلك 50 عامًا حتى بنينا هذا الإجماع. ولكن على أرض الواقع، إسرائيل تجرف إمكانية إقامة دولة فلسطينية، فإلى أين نحن ذاهبون؟".

وأضاف: "نحن وإسرائيل ننزلق إلى حالة الدولة الواحدة وليس إلى حل الدولة الواحدة، إلى أمر واقع جديد مكوناته: انهيار حل الدولتين على أرض الواقع مع بقائها أمل سياسي للشعب الفلسطيني ينال إجماع فلسطيني عربي دولي".

وشدد: "هذا يعني أن إسرائيل تسيطر اليوم على كامل الأراضي الفلسطينية أي دولة واحدة ولكن تحت احتلال شامل وكامل، أقلية يهودية يحكمون أغلبية فلسطينية، مبنية على نظام عنصري مؤسس على قدمين: الأول عنصري بالأمر الواقع، والثاني عنصري بالتشريع. وقانون القومية نموذج على أن إسرائيل ذهبت إلى تشريع العنصرية".

المصدر : الوطنية