قال غلعاد شارون نجل رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق أرئيل شارون، إن والده لم يكن يعلم إذا كان الإسرائيليون أو الكنيست سيدعم قراره بالانسحاب الكامل من قطاع غزة عام 2005.

وأوضح غلعاد 53 عامًا في مقال ترجمه موقع "عربي21"، أن والده عمل لمصلحة "إسرائيل" لـ60 عامًا متتالية، وخاطر بحياته في الكثير من المرات، وحين اعتقد أن "مصلحة الدولة" تكمن في اقتلاع تجمعات استيطانية من قلب قطاع غزة، قام بذلك مباشرة، رغم أنه طيلة عشرات السنين فكر عكس هذا الاتجاه، إذ قال والده في مناسبة سابقة:" قيمة مستوطنة نتساريم في قلب قطاع غزة، تساوي قيمة تل أبيب".

وأكّد أن والده أراد تحسين وضعه بمواجهة الفلسطينيين، بعد اقتناعه أنه لا يمكن أن يتوصل معهم لاتفاق، فالحل المطلوب آنذاك هو القيام بإجراءات أحادية الجانب "الانسحاب"، بغض النظر كيف سيراها الفلسطينيون.

وبرّر جلعاد آنذاك، قرار والده بالانسحاب بقوله :" والدي أبلغ أحد قادة المستوطنين آنذاك قائلاً له: أنتم اليوم 8000 مستوطن والفلسطينيون 1.5 مليون نسمة، وأنا أنظر لما بعد عشرين وثلاثين وخمسين عامًا، سيكون في غزة 3 ملايين إنسان، وأنتم ستبقون 15 ألف يهودي فقط!"

وأكد: "والدي لم تكن حساباته هكذا حين دعم الاستيطان في عقود سابقة في غزة، اعتقد أن بالإمكان التدبر مع القضية، انطلاقا من اعتبارات صهيونية بحتة، ربما لو فحصت هذا المخطط فستصفه بالجنون، أنا أؤمن أن والدي مر بمرحلة انقلاب في التفكير، كأن يستيقظ الحاخام الأكبر ويعلن أنه لا إله في هذه الحياة".

وأشار إلى أن "بعض الإسرائيليين اعتقدوا، وما زالوا حتى هذه اللحظة، أن مصلحة إسرائيل تتمثل بالبقاء في غزة، والدي فكر في الاتجاه المعاكس، بالخروج منه، مع أنني لم أسمع حتى اليوم أحدا ممن عارضوا خطة الانسحاب من غزة آنذاك يطالب اليوم بالعودة إليها".

وأوضح أنه "لا يمكن تخيل ما الذي كان سيحصل في مستوطنات نتساريم، كفار دروم، موراج، في ظل شبكة أنفاق حماس المنتشرة في غزة اليوم، في يونيو 2004 تم حفر أول متفجر تحت موقع أورحان بمستوطنة غوش قطيف، وقتل آنذاك جندي، هذه كانت بداية سيرة الأنفاق في غزة".

واستدرك قائلا إن "الخروج من غزة لم يخلصنا من مشكلة الأنفاق، هذا صحيح، لكن هذا هو الوضع القائم ونحن خارج القطاع، ترى ماذا سيكون لو بقينا هناك، كنا حينها سنحتاج أعدادا مضاعفة من القوات العسكرية لمجابهة هذه المشكلة". 

وادّعى أن "وضع إسرائيل اليوم أفضل كثيرا مما هو قبل تنفيذ الانسحاب من غزة، لا تمارس علينا ضغوطا كالسابق، والدولة تعيش حالة ازدهار، من حيث السياحة الخارجية ومستوى الرضا عن الحياة، والأهم من ذلك أن الانسحاب من غزة جعلنا أكثر تمسكا بالضفة الغربية، والدي لم يفكر بتعميم فكرة الانسحاب على الضفة الغربية بعد انتخابات 2006".
واختتم حديثه بالقول إن "الوضع في الضفة مختلف عن غزة، ليس من سبب يدفعنا للانسحاب منها كغزة، الضفة أمر آخر، لأننا إذا غادرناها فستكون هناك انسحابات متتالية من غوش دان وسط إسرائيل لأولئك الإسلاميين، أنا أؤمن أنه لن نتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين، ولو توصلنا إليه فلن يساوي الحبر الذي كتب به".

 

المصدر : الوطنية