قال وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، إن التحديات التي تواجه شعبنا وقيادته تستدعي أوسع حملة إسناد وتضامن عربي رسمي وشعبي.

وأوضح أبو ردينة في كلمته خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب اليوم الاثنين، أن هذا ما نعوّل على بنائه بشكل كبير وتعزيزه من خلال إعلام عربي فاعل، لتحصين الوعي العربي من محاولات التشويه الهادفة لخلق الفرقة والشرذمة والتسطيح لقضايا الأمة، التي يخشى أن تكون نتيجتها تصفية القضية، والتي جاءت أولى خطواتها باعتراف إدارة ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بتصفية قضية اللاجئين، وتشديد سياسة الاستيطان.

وأكد أن مدينة القدس ومقدساتها وما تمثله بالنسبة لمئات الملايين من المؤمنين في مختلف أرجاء المعمورة ما زالت تئن تحت الاحتلال، ويعيش أهلها تحت سيف التهديد بالاقتلاع والتضييق والتهجير بهدف تهويدها وتفريغها من أهلها.

وتابع "إننا نتطلع من خلال مساندتكم وتضامنكم مع شعبنا وقضيته، والذي طالما عبرت عنه المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا، وحرصت على تكريسه كموقف وسياسة في الساحة العربية، ودعمته في أروقة المؤسسات والمنظمات الدولية، لإنقاذ عاصمتنا واستعادة مقدساتنا".

واقترح تنظيم ندوة دولية إما في الرياض أو في دولة أوروبية، تخصص لفتح حوار معمق مع الإعلاميين والكتاب المؤثرين والباحثين الدوليين المهتمين بالقضية الفلسطينية تحت عنوان "ندوة الرياض لدعم قضية فلسطين"، حيث لاقى الاقتراح ترحيبًا من وزراء الاعلام العرب والحضور.

ونقل أبو ردينة تحيات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وعموم شعبنا في الوطن والشتات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، وللمملكة شعبا وحكومة، تقديراً للمواقف السعودية الثابتة في دعمها للقضية الفلسطينية على مر التاريخ.

وقال "كون الرياض عاصمة للإعلام العربي للعام 2019، فإننا نؤمن بأن للإعلام والإعلاميين العرب دورا كبيرا، ويمكن تفعيله في نشر وتعميق خطاب المحبة والتسامح، ولم الشمل ورأب الصدع، بديلاً عن خطاب الكراهية، وحالة الإحباط والتشرذم السائدة في عالمنا العربي، والتي تفشت بشكل كبير في السنوات الأخيرة".

وأشار إلى أن  الشعب الفلسطيني وقيادته ممثلة بالرئيس عباس، يواجهون اليوم أعتى مشاريع التصفية للقضية، وآخرها الشعارات المرفوعة المطالبة بقتله، وعلى رأسها  ما تسمى "بصفقة القرن" التي ترمي إلى إنهاء  الحلم الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، حيث تتعرض لأعتى حملات التهويد من أجل تغيير معالمها وطمس هويتها وطابعها الحضاري.

وعلى صعيد المحاولات المحمومة لفصل قطاع غزة عن باقي أجزاء الدولة المنشودة، أكد أبو ردينة أن الموقف الفلسطيني ثابت، وهو ما عبر عنه الرئيس مراراً وتكراراً بشكل لا يقبل التأويل، وهذا ما نؤكده اليوم، بأنه "لا دولة في غزة، ولا دولة بدون غزة، ولا دولة بدون القدس، والقدس ومقدساتها لا تباع بالذهب ولا بالفضة".

وأضاف "إننا إذ نعتز بالعلاقات المميزة التي تربط فلسطين بعمقها العربي دولاً وشعوباً، وبالمملكة العربية السعودية، وبمواقفها الثابتة، التي عبر عنها الملك سلمان بأن المملكة مع فلسطين وستبقى مع فلسطين ومع حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".

وأشار إلى أن الإعلام الفلسطيني الذي نجح في كشف وجه الاحتلال البشع، وجرائمه وممارساته الوحشية، يتعرض بصحافييه وإعلامييه ومصوريه وطواقمه الفنية يومياً للاستهداف المتعمد بهدف إسكات صوتهم، حيث قدم الاعلام الفلسطيني تسعة عشر صحفيًا شهيداً منذ العام 2014، كما تم توثيق 3200 انتهاك بحقهم من اعتقال واعتداء بالرصاص والحرمان من الحركة، بما يشكل مخالفة فاضحة للقانون الدولي الإنساني.

وقال إن الجسم الإعلامي الفلسطيني، وهو يقدر لكم جهودكم، سيواصل القيام  برسالته وواجبه في ظل الظروف المستحيلة التي يعيشها، وحتى ينجح في إفشال ما يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلي من طمس للحقيقة، والاستفراد بشعبنا، فانه يتطلع الى مشاركة أوسع من قبل الأشقاء الإعلاميين العرب لإبراز الحدث الفلسطيني وإعطائه الأولوية.

وتابع "نتطلع إلى مؤازرتكم لتوسيع مساحة المناصرة لقضيتنا في الساحة الدولية، حتى يطلع العالم بأسره على حقيقة ما يجري على الأرض من جرائم وانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي".

المصدر : الوطنية