تناول الإعلام الإسرائيلي بشكل موسع، موجة العمليات والأحداث التي هزت الضفة الغربية المحتلة، والتي وقعت عقب اغتيال منفذ عملية "بركان" المطارد أشرف نعالوة، ومنفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "عوفرا" صالح البرغوثي.

 

"يديعوت"

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، في إحدى المقالات، أن "سلسلة عمليات إطلاق النار في منطقة عوفرا مقلقة"، مؤكدةً أن "التقديرات التي تدل على أن حماس فشلت في ربط مؤيديها بالضفة بالحملة التي تخوضها على الجدار في غزة كانت سابقة لأوانها".

وأشارت إلى أن "النار انطفأت في غزة واشتعلت في الضفة"، منوهة إلى أن هناك "ترددًا إسرائيليًا لدى الخبراء؛ هل تبشر هذه العمليات بانتفاضة جديدة أم إنها ظاهرة عابرة".

وشددت على أن السؤال الذي يجب على المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر "الكابينت"، أن يجيب عنه هو: "ما العمل لمنع انتفاضة جديدة؟"، موضحةً أن هناك "مدرستين متعارضتين في التعامل مع هذه المسألة، الأولى؛ تؤمن بالعقاب الجماعي، والثانية؛ تؤمن بالفصل بين منفذي العمليات والسكان".

وذكرت أن "الحكومات الإسرائيلية، وجدت صعوبة في أن تقرر ما هي الطريقة الأنجح؛ فاليمين يدفع نحو العقاب الجماعي، والجيش والمخابرات الإسرائيلية يفضلان التطبيع"، معتبرةً أن المسارات التي اتخذتها تلك الحكومات لعلاج هذا الأمر، "كان التفكير فيه؛ سياسيا حزبيا، وليس أمنيا".

ونوهت الصحيفة إلى أن "هدف إسرائيل هو تخليد الوضع القائم؛ حكم ضعيف لحركة فتح في رام الله، وحكم ضعيف لحماس في غزة، وتغذية العداء بينهما"، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تواصل التعاون مع الجيش والمخابرات الإسرائيلية في مكافحة العمليات، وبتعليمات من الرئيس محمود عباس.

وأضافت: "هذا التعاون أدى إلى إحباط 400 عملية في الضفة عام 2017، وعليه فإن من يعتقد أنه كان يمكن الوصول إلى هذا الإنجاز دون مساعدة السلطة، فهو يعيش في فيلم"، معتبرةً أن كل ما يفعله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الضفة من إجراءات "لن يخفض لسنتمتر واحد مستوى الهجمات".

 

"هآرتس"

وتحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقال لمعلقها العسكري عاموس هرئيل، عن "قلق" يسود قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، موضحةً أن ملخص حديث ضابط إسرائيلي "متميز" غلب على صوته "القلق"، يؤكد أن "الضفة على شفا موجة عنف أخرى".

واعتبرت أن "القدرة على إنهاء هذا التوجه في الأيام القادمة قبل أن ينتشر، ترتبط بالأساس بأداء الجيش على الأرض، والصورة التي ستنتهي فيها الأحداث القادمة، من شأنها أن تؤدي في أعقابه إلى موجة من محاولات التقليد"، زاعمةً أن "عمليات إطلاق النار الكثيرة، هي في أحيان كثيرة أمر يتعلق بسرعة الرد وبالقليل من الحظ".

 وذكرت الصحيفة، أن التقدير الإسرائيلي بشأن أشرف نعالوة، وصالح البرغوثي، أنهما "كان ينويان تنفيذ عمليات أخرى قريبا، في الوقت الذي سجل فيه ارتفاع في علميات إطلاق النار بالضفة خلال الأسابيع الأخيرة".

 

"معاريف"

وفي مقال آخر للكاتب الإسرائيلي آفي بنيهو، بعنوان "قنبلة موقوتة"، تساءلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "هل نحن على شفا انتفاضة عنيفة في المناطق؟"، مشيرةً إلى أن موجات العملية التي ضربت في الضفة، تدل على ميل تجدد العمليات، وفي هذه المرة ليس بالسكاكين في إشارة لعمليات الطعن.

ونبهت إلى أن "شبكات المهاجمين، التي تبلورت وبدأت تعمل في الضفة تتحدى جهاز الأمن الإسرائيلي، الذي من مهمته الآن حشد الجهود الاستخبارية والعملياتية الهائلة لإحباطها، ومنع دورة أخرى من الانتفاضة العنيفة التي من شأنها أن تؤثر سلبا على سياقات وميول إيجابية لإسرائيل في الشرق الأوسط".

وشددت الصحيفة، على أنه يتوجب على "الجيش والمخابرات خوض حرب إبادة ضد المهاجمين، بالتعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية، كما أن على القيادة السياسية أن تجند الرؤيا وتسعى لحل على المدى المتوسط والبعيد"، مؤكدة أن "كل شيء آخر هو دس للرأس في الرمال، وإضافة مادة اشتعال لبرميل البارود المتفجر في الضفة والقطاع".

ونوهت أن "إسرائيل، التي تتمتع بتأييد عظيم في البيت الأبيض، وتقف أمام انطلاقة تاريخية مع السعودية ودول الخليج، سترتكب خطأ إذا ما واصلت تكنيس المشكلة الفلسطينية تحت البساط؛ لأنها لن تختفي وستكبر وتهددنا".

المصدر : الوطنية