يصادف اليوم الأربعاء الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول ذكرى وفاة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، والتي تعتبر من أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين من مدينة نابلس وهي من عائلة فلسطينية معروفة.

لقبت بشاعرة فلسطين، حيث مثّل شعرها أساسًا قويًا للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع.

الولادة

ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس عام 1917، درست على يد أخيها شاعر فلسطين الكبير، إبراهيم طوقان، الذى وجهها نحو كتابة الشعر وسماها "أم تمام"، ثم سماها محمود درويش لاحقا "أم الشعر الفلسطيني"، ومع أنها وقّعت قصائدها الأولى باسم "دنانير"، وهو اسم جارية، إلا أن أحب أسمائها المستعارة إلى قلبها كان "المطوّقة".

النكبات في حياة طوقان

توالت النكبات في حياة فدوى طوقان بعدما توفى والدها ثم أخوها ومعلمها إبراهيم، وأعقب ذلك احتلال فلسطين، وفى الوقت نفسه فإن ذلك دفع فدوى طوقان للمشاركة السياسية خلال خمسينيات القرن الماضي.

الخروج من الأساليب الكلاسيكية

وتعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجاً سهلاً، وحافظت فيه على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث.

ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد، مع ميل للسردية والمباشرة، كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة، تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.

وكتبت طوقان عن نفسها ذات مرة قائلة "أنا عين المرأة.. الشاهدة.. بؤرة العدسة.. صياح الديك عند الفجر.. لؤلؤة الكلام.. حجارة الحيطان العتيقة.. نبتة الظلال التي تعانق المساء.. انا الصوت الحنون الذي يستحضر الامل وقت الكلام".

علاقتها مع شقيقها إبراهيم طوقان

وشكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم طوقان علامة فارقة في حياتها، فهو الذي نجح في دفع شقيقته الصغرى إلى فضاء الشعر، فاستطاعت وإن لم تخرج إلى الحياة العامة بسبب الطبيعة المحافظة للشعب الفلسطيني بشكل عام ومجتمع مدينة نابلس على نحو خاص، أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية، وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينات القرن الماضي ومطلع الأربعينات.

موت شقيقها إبراهيم ثم والدها خلال نكبة فلسطين 1948، جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينات، وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948.

رحلتها إلى لندن

وجاءت النقلة المهمة في حياة فدوى مع رحلتها إلى لندن في بداية الستينات من القرن الماضي، التي دامت سنتين، إذ فتحت هذه الرحلة أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية، وجعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة.

وبعد نكسة 1967 خرجت الشاعرة لخوض الحياة اليومية والسياسية الصاخبة بتفاصيلها، فشاركت في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال، وبدأت عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته، وحاولت لعب دور الوسيط بين وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

وفاتها

وفي مساء السبت الثاني عشر من شهر ديسمبر عام ٢٠٠٣ ودعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عامًا، قضتها مناضلة بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين.

الدواوين الشعرية

وعلى مدى 50 عاما، أصدرت الشاعرة ثمانية دواوين شعرية، هي على التوالي: "وحدي مع الأيام" الذي صدر عام 1952 و"وجدتها" عام 1957 و"أعطنا حبا"، عام 1960 و"أمام الباب المغلق" عام 1967 و"الليل والفرسان"، عام 1969 و"على قمة الدنيا وحيدا"  1973 و"تموز والشيء الآخر" 1989 و"اللحن الأخير" الصادر عام 2000.

الأعمال النثرية

ومن أعمالها النثرية "أخي ابراهيم" عام 1946 و"رحلة صعبة ـ رحلة جبلية" عام 1985 و"الرحلة الأصعب" وهي سيرة ذاتية كتبتها عام 1993 في العاصمة الأردنية.

وقد تمت ترجمة العديد من أعمالها إلى الانجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية والايطالية والفارسية.

الجوائز

وحصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة، وحازت على تكريم العديد من المحافل الثقافية، ومن بين الجوائز التي فازت بها جائزة رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983، وجائزة سلطان العويس عام 1987، وجائزة البابطين للإبداع الشعري عام 1994، وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا، ووسام فلسطين، وجائزة كافاتيس الدولية للشعر عام 1996 .

المصدر : الوطنية