بعد ما أفصح به السفير القطري محمد العمادي، عن تقديم بلاده طلبًا إلى الجانب الإسرائيلي يتعلق بإقامة مطار في غزة يعمل مبدئيًا بإشراف الدوحة، انهالت الاتهامات والانتقادات من حركة "فتح" على قطر، بسبب تصرفاتها الأخيرة التي تُثير علامات استفهام في الوسط الداخلي الفلسطيني.

وقال رئيس المكتب الإعلامي- مفوضية التعبئة والتنظيم في الحركة، منير الجاغوب، إن حركة "حماس" جعلت من العمادي وسيطًا عند "إسرائيل"، بهدف إنشاء مطار وميناء في قطاع غزة، لافتًا إلى عدم جود رغبة لدى "حماس" بالعودة إلى الصف الوطني والوحدة، "من الواضح أن لديها مشروعاً خاصًا يتمثل بإقامة دولة في غزة فقط".

وبالعودة إلى موقف "فتح" من الدور القطري الذي اعتبرته الحركة غير مرغوب فيه، قال الجاغوب في حوارٍ أجرته "الوطنية" معه اليوم الثلاثاء:" كنا نأمل من القطريين أن يعملوا على فتح ممر آمن يربط بين الضفة وغزة كما جاء في اتفاق أوسلو، بدل الادعاء بعمل مطار وميناء ومعبر بعيدًا عن الأراضي الفلسطينية".

وشدد على أن أخذ قطاع غزة بعيدًا عن الكل الفلسطيني ، أمرٌ مرفوضٌ بشكل كامل، واصفًا أي شيء يجري خلف القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير، بـ "العبثي"، في إطار حديثه عن قطر وسياستها الأخيرة.

ووفقًا لما جاء على لسان الجاغوب، فإذا كانت قطر ترغب بتقديم المساعدة، عليها المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أراضيه. وفيما يتعلق بعمل العمادي في غزة، قال:" العمادي ليس الجهة المسؤولة عن القطاع، ونرجو من دولته بحال تريد تقديم المساعدة، ألا تتدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي والوقوف إلى جانب قضيتنا ودعمها"، مؤكدًا أن الفلسطينيين لا يتدخلون في الشأن الداخلي للدول العربية.

وانتقد بشدة ما يجري حاليًا بين "حماس" وقطر، مؤكدًا أن منظمة التحرير هي العنوان الوحيد والموجود، وغير ذلك عبارة عن عبث بالقضية الفلسطينية ودعمٌ لصفقة القرن التي من تفاصيلها، إقامة دولة في غزة وحكم ذاتي بالضفة.

وعند سؤال "الوطنية" حول صمت القيادة الفلسطينية عن سياسات قطر، أجاب الجاغوب:" السلطة قدمت احتجاجًا بشكل مباشر للحكومة القطرية، وفي الأيام الماضية أُرسل مبعوث من القيادة إلى قطر للحديث عن كل شيء".

واعترض رئيس المكتب الإعلامي لـ "فتح" على طريقة صرف قطر لرواتب موظفي حماس، متهماً قطر بأخذ بصمات الناس وتسليمها إلى الموساد الإسرائيلي، واصفًا الأمر بـ "الخطير جدًا".

وتابع:" هذا الأمر له علاقة بالحالة الأمنية، وليس فيما بتعلق بتقديم مساعدة مالية للشعب الفلسطيني".

ولفت إلى أن قطر رفضت تقديم الرواتب لموظفي حماس بغزة، عندما طٌلبت منها المساعدة في ملف المصالحة، أما الآن تدفع الرواتب من خلف السلطة الفلسطينية وبدون إتمام للمصالحة، "وهذا تدخل بحت في شأننا الداخلي".

وطالب قطر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية نهائيًا، مضيفًا:" إذا أرادت أن تتدخل فهناك عناوين رئيسية للتحدث معها".

هل تدخل قطر أفشل مخطط تقويض سلطة حماس بغزة؟

وقال الجاغوب خلال إجابته على السؤال المذكور سابقًا:" هناك اجتماع للجنة الوطنية العليا التي شكلت لدراسة هذا الأمر"، منوهًا إلى عدم استطاعته الحديث في هذا الإطار، لعدم امتلاكه معلومات حول إذا كانت هناك مراجعة للأمر بعد التدخل القطري.

 

( المجلس التشريعي.. وحله)

وأكد الجاغوب أن حل "التشريعي" موضوع ليس فيه خلاف، لأن "المجلس المركزي" التابع لمنظمة التحرير هو الذي أخذ قرارًا عام 1993 بإنشاء السلطة ومؤسساتها الرسمية.

وأضاف أن "المركزي" باستطاعته إضافة وإزالة وإطلاق ما يشاء على السلطة، وهو صاحب الوصاية واليد العليا.. والسلطة تستطيع تقديم كل ما تراه مناسبًا وفق مصلحة الشعب الفلسطيني ومؤسساته الموجودة".

 

(المصالحة)

وقال مدير المكتب الإعلامي لحركة فتح- مفوضية التعبئة والتنظيم، إن "حماس" رفضت أي مقترح يؤدي إلى مصالحة حقيقية، متسائلاً:" ماذا تريد؟، وإذا كانت تريد انتخابات، قلنا لهم تفضلوا لإجرائها"، في إشارة إلى قيادة "حماس".

وأكمل حديثه:" هم أخذوا موضوع الانتخابات وبدأوا في المناورة.. ولذلك لا يوجد عندهم نوايا صادقة باتجاه إنهاء الانقسام الداخلي".

وحول تقديم "حماس" ورقتي مصالحة للجانب المصري، وفق ما ذكره عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، أوضح الجاغوب  أن ما قُدم له علاقة بإحياء المجلس التشريعي.. وما إلى ذلك، "يعني إدامة الانقسام"، مشيرً إلى اتفاق 2017 الذي أبرم في القاهرة، داعيًا "حماس" إلى الالتزام به وتطبيق بنوده.

المصدر : ليث شحادة_الوطنية