في تصرف أزعج الكثيرين بالوسط الاجتماعي داخل غزة، حينما قامت طواقم البلدية بإزالة "البسطات" على طول "الكورنيش" بالقوة، ما جعل أغراضها ومكوناتها كالخراب، ملقاه على رمال البحر، وجزء أخر تم مصادرته.

إلا أن تخريب البلدية للبسطات الصغيرة التي تكون أمامها بالعادة بعض المقاعد والكراسي المُجهزة للمتنزهين الراغبين بتناول المشروبات والأطعمة أمام البحر، فتح جرح هؤلاء الشباب المحرمون من أي فرصة عمل منذ سنوات.

ولجأ شبان عاطلون عن العمل في غزة منذ تسوية شارع البحر، إلى إنشاء مشاريع صغيرة مثل هذه "البسطات" على طول "كورنيش" البحر، كمصدر رزق بسيط لهم، يُعيلهم على مشاق الحياة في القطاع الذي لا زال يكتوي كل يوم بنيران الحصار والانقسام.

وقال صاحب "بسطة" لم تعد قائمة، صهيب حمدان لـ "الوطنية"، إنه لجأ للعمل على "الكورنيش"، بعد تركه لعمل المطاعم التي تعاني من وضع  اقتصادي صعب، مشيرًا إلى أنه يقطن مع عائلته بالإيجار، ودخله الوحيد كان من مشروعه الصغير الذي هو عبارة عن "عربة" يحضر بداخلها مشروبات.

وأصر حمدان على مواصلة عمله وعدم تركه بتاتًا، حتى لو وصل الأمر إلى ضربه من قبل طواقم البلدية أو تخريب أغراضه الجديدة.

أما الشاب معاوية عاشور، صاحب "بسطة" أخرى، عبر عن غضبه إزاء النهج المفاجئ من قبل البلدية التي رفضت أكثر من مرة، أن تعطي ترخيصاً مقابل مبلغ مالي، لافتاً إلى هذا العمل كان يستره ويعيل 10 أسر.

وأكد عاشور أن القائمين على جميع هذه "البسطات"، لا يأخذون مبالغ كثيرة كما يدعي البعض، وإنما يؤخذ شيقل واحد على كل مشروب، بحال لم يطلب أحد مشروباً، يؤخذ منه سعر الجلسة وهو شيكل واحد أيضًا.

وقال وهو بحالة مؤثرة:" نحن مدمرون منذ زمن، وفوق ذلك يدمروننا أكثر ويزيدون علينا الهم والنكد"، متسائلاً:" أين سنذهب بعد ذلك، وهل تريدوننا أن نحتج ونعمل فوضى في البلد".

وأضاف:" تريدون منا أن نتسول ونشوه سمعتنا، ونحن متعلمون ومثقفون.. وأولاد ناس محترمة".

تعقيب البلدية

بدوره، قال مدير دائرة النظام والانضباط في البلدية نضال الشاويش لـ "الوطنية"، إن الموسم الصيفي انتهى، وتم ابلاغ الجميع بضرورة إزالة العربات الثابتة، لافتاً إلى أنهم سمحوا للباعة بممارسة أعمالهم على عربات "متنقلة" وليست ثابتة.

وأكد الشاويش أن البلدية ليس لديها أي مشكلة في طريقة البيع، لكنها اشترطت على إنهاء أعمالهم مع نهاية اليوم، وعدم المكوث والمبيت في المكان.

ونفى إقدام طواقم البلدية بتكسير أو تدمير أغراض هؤلاء الباعة، مؤكدًا أن الطواقم عملت بشكل سلمي بتواجد الشرطة.

وحول عدم إعطاء الباعة تراخيص البيع، أوضح الشاويش أن البلدية لا تعطي تصاريح للعمل على "الكورنيش"، وأن الشاطئ ملك العام، وليس خاص لها أو لأي أحد أخر.

 

المصدر : خاص_ الوطنية