كتب المحلل العسكري "عاموس هرائيل" في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن حزب الله كان يخطط لاحتلال الجليل، وإدخال قوات "الكومندوز" الخاصة به إلى الأراضي الإسرائيلية، خلال الضربة الافتتاحية المفاجئة بأي حرب مستقبلية بين إسرائيل ولبنان.

وأوضح "هرائيل" في المقال الذي كتبه، بعد زيارته لموقع نفق حزب الله، الذي تم الكشف عنه على حدود لبنان، أن هدف حزب الله هو تشويش قدرات الجيش الإسرائيلي، واختطاف جنود أو مواطنين إسرائيليين، ونقلهم الى لبنان بواسطة هذا النفق.

وأضاف أن هذا هو النفق الأول لحزب الله، الذي يكشفه الجيش الإسرائيلي، على الحدود اللبنانية، والذي كان مخترقا للأراضي الإسرائيلية، مسافة مئات الأمتار.

وأشار إلى أن المنطقة الذي تم كشف النفق بها، أعلن عنها الجيش الإسرائيلي كمنطقة عسكرية مغلقة، ولم نتمكن من التصوير هناك، وهذا التكتيم الإعلامي يهدف الى عدم الكشف عن الجهود بالجانب الإسرائيلي.

وبحسب ما كتب "هرائيل"، فإن الحكومة الرسمية بلبنان تحاول التقليل من أهمية هذا الحادث، لكن في حزب الله يدركون أن العملية مهمة وتعبر عن تطورات جوهرية في محاربة أنفاق التنظيم.

بحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فان هذا النفق اعد للبدء بضربة مفاجئة لإسرائيل خلال أي حرب تقع ضد حزب الله، ولكن لم يحددوا موعد دقيق متى سيقوم الحزب بهذه الضربة، لكنهم في الاستخبارات العسكرية يؤكدون ان النفق كان معدا للعمل المستقبلي ضد إسرائيل، من الداخل، بنفس الطريقة التي تستخدمها حماس بقطاع غزة، وفق المحلل العسكري الإسرائيلي.

ولفت إلى أن هناك تخوفات لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، من تهديدات حسن نصر الله، باحتلال الجليل، وذلك من خلال إدخال قوات الكومندوز عن طريق الانفاق، وذلك من خلال مفاجئة الجيش الإسرائيلي، واحتلال منطقة معينة بالجليل، أو السيطرة على أحد المستوطنات، او قطع خطوك الامداد العسكرية للجيش الإسرائيلي.

وتابع:" هذه الأنفاق معدة لتمكين وحدات حزب الله الخاصة "قوات الرضوان" من اختراق الأراضي الإسرائيلية، وإدخال العشرات من المقاتلين من عناصر حزب الله للقتال داخل الأراضي الإسرائيلية، ويقوم بتشويش جهود الجيش الإسرائيلي، من خلال عمليات القنص، او السيطرة على أماكن مرتفعة، واستخدام الصواريخ الموجهة ضد مركبات وآليات الجيش، ومنع تحرك الجيش ووصوله الى الحدود اللبنانية.".

وذكر أن قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، مستعدة لحملة طويلة قد تستمر لعدة شهور، من أجل الكشف عن انفاق حزب الله بالشمال، والمستوى السياسي يحاول القول أن لديه معلومات استخباراتية عن كافة أنفاق حزب الله، لكن هذا يعتمد على عمليات البحث فقط.

وبين أن هدف هذه الحملة هو تحييد الخطر المحدق بالسكان بالشمال، خلال أي حرب مستقبلية مع حزب الله، وهذه العملية قد تجر الى تصعيد جديد مع حزب الله، يستمر لدة أيام، لكن ليس الى حرب شاملة.

ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس الأركان أن العملية ضرورية، لعدم تمكين حزب الله من تأهيل هذه الأنفاق، وخلال الأيام القادمة، سيتم استخدام هذه الأنفاق لأغراض سياسية دولية، تمام كما فعلت الحكومة الإسرائيلية، مع أنفاق حماس بغزة.

وسيقوم نتنياهو باستدعاء السفراء والدبلوماسيين الأجانب في إسرائيل لزيارة هذا النفق في منطقة مطلة، من أجل تجسيد تهديدات حزب الله على إسرائيل.

من جهتها، تعتبر الحكومة الإسرائيلية أن الكشف عن النفق، هو جزء من معركة كبيرة، ضد التواجد الإيراني، وضد حزب الله بالشمال، وهذه المعركة قد تستمر على عدة مستويات، حتى في العام القادم.

المصدر : الوطنية