أوصت ندوة إعلامية عقدت في غزة اليوم الأربعاء، برفع درجة الوعي لدى مستخدمي شبكات التواصل الإعلامي والعاملين في المؤسسات الإعلامية والصحفية بطرق التعامل مع الدعاية الإسرائيلية، بما يحقق أعلى درجة من الانضباط الإعلامي خاصة في وقت الحرب والتصعيد.

وكان طلاب اختصاص الإعلام وتكنولوجيا الاتصال في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بالشراكة مع مركز الأبحاث الإقليمية نظموا، اليوم ندوة إعلامية بعنوان "الدعاية الإسرائيلية أوقات الحرب والتصعيد الآليات وسبل المواجهة".

وتأتي الندوة في إطار استكمال الطلبة لمتطلبات مساق تنظيم الأحداث الإعلامية، والتي جاءت تحت عنوان "شركاء المجتمع 2"، وفيه ينفذ الطلبة فعاليات إعلامية مختلفة ومتنوعة بالشراكة مع مؤسسات مجتمعية أهلية ورسمية.

واستضافت الندوة كلا من الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي وعميد كلية الإعلام في جامعة الأمة عدنان أبو عامر، ورئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، وحضرها عدد من المتخصصين والإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وطلبة الإعلام.

وأوضح أبو عامر أنّ الاهتمام بطبيعة النشر وتناقل المعلومات في الإعلام "الإسرائيلي" هو أهم من معرفة الأخبار نفسها وتناقلها عنه، ومعرفة لمن ينشر؟ وكيف ينشر؟ ومن هي المواقع التي يجب اعتمادها؟.

وقال أبو عامر: "إسرائيل لديها منظومة إعلامية متكاملة حكومية وسياسية وعسكرية وأمنية، وحينما نقرأ لكاتب أو خبر هنا أو هناك في أي صحيفة أو موقع فهم يتم عبر منظومة متكاملة، وهذا لا يعني من انتشار العشوائيات من المواقع والصفحات الباحثة عن الإثارة".

وأكّد أنّ الصحافة "الإسرائيلية" لا تهتم بشيء أكثر من اهتمامها بالكتابة لجمهورها ورأيها العام ولا تأخذ في حسبانها الكثير الاهتمام بالرأي العام الفلسطيني أو العربي، "فهي تعتقد أنّ لها مهمة محددة وتعمل عليها وتهتم برأيها العام بشكل كبير، لذا فإنّ الإسرائيليون لديهم تقدير فائق لكل ما ينشره إعلامهم".

وأشار إلى أنّه من الإجحاف أخذ الإعلام الإسرائيلي دفعة واحدة، مبيناً أنّ الإعلام الإسرائيلي يمثل صور مصغرة عن المجتمع الإسرائيلي، مبيناً أنّه لديه إعلام مركزي ومهم وهي الصحف الأربع اليومية وعدد من المواقع أما عدا ذلك فهي مواقع هواة ومواقع للإثارة وأكثر مصادرها للأخبار هي صفحات فلسطينية، ثم يتناقل بعض النشطاء أخبارها كأنّها مصادر "إسرائيلية".

وشدد أبو عامر، على ضرورة عدم اللهاث خلف كل معلومة تصدر عبر الإعلام "الإسرائيلي" أو شبكات التواصل، داعياً للبحث في الصحافة "الإسرائيلية" عن المصادر الجدية وضرورة الترجمة الدقيقة للأخبار.

وأضاف: "للأسف في أوقات التصعيد تترك الناس المصادر الصحفية الرصينة والرزينة، وتذهب للاهتمام بما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعتبر المصدر الأول لكل الأخبار في مثل هذه الأوقات".

بدوره، أشار معروف إلى أنّه في التصعيد يكثر التهافت على المعلومة بعيداً عن معايير الدقة ومصادر النشر والموضوعية، داعياً إلى نشر ثقافة الوعي بطبيعة التعامل مع الأخبار التي يتم تناقلها وقت التصعيد.

وحدد معروف خمسة مصادر لإثارة الفتنة والشائعات وإحداث حالة البلبلة وقت التصعيد، كمان أقلها خطورة – حسب قوله – الصفحات "الإسرائيلية" المعلنة على شبكات التواصل الاجتماعي والتي تبث الرسائل لأهالي القطاع بين الفنية والأخرى، مبيناً قلة خطورتها بسبب أنّها مكشوفة ويمكن للمواطنين تلاشيها بسهولة.

أما المصدر الثاني، والذين وصفهم بالطابور الخامس، لافتاً إلى أنّ هؤلاء مجندين لخدمة الاحتلال وقد تختلف رقعة تواجدهم، وأوضح أنّه بعد التحري والتدقيق وخلال التصعيد الأخير كشف المكتب الإعلامي الحكومي أنّ عدد من الأخبار غير الصحيحة والدقيقة كانت تُنشر من حسابات وهمية من الأردن ولبنان.

وأشار إلى أنّ الصفحات المشبوهة تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الخطورة، حيث قد تجد لها الكثير من المتابعين سيما في ظل حالة الانقسام والتي تحاول من خلاله هذه الصفحات زرع بذور الفتنة بين أبناء التنظيمات.

وأما النقل عن الإعلام الإسرائيلي بلا رقيب وحسيب تأتي في المرحلة الثاني من خطورتها- كما يقول معروف-، معرباً عن أسفه في أنّ الكثير من المواقع والصفحات الفلسطينية تعتمد بعض مواقع الإعلام العبري غير الرسمي وتنقل عنها.

ونبه معروف، أنّ أسوأ التحديات التي تواجههم هي عدم الوعي وعدم وجود ثقافة حقيقية من مجمل من ينشط عبر هذه الصفحات بمدى تأثير ما يُنشر، وأشار إلى أنّ مجتمعنا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كمنابر إعلامية ويصبح كل شخص لديه وسيلة إعلام.

وأوضح أنّ مكتبه جهّز خلال التصعيد الأخير عدة آليات لمواجهة مخاطر تناقل الإشاعات، كان أبرزها ضرورة توفير الرواية الرسمية بالسرعة الممكنة لتكون مادة بديلة للتداول عن الإشاعات.

وقال: "عملنا على مواجهة رواية الاحتلال بأشكال وصيغ مختلفة، بالنفي المباشر وتنويه لوسائل أو تحذير من رسائل مشبوهة"، مع السعي الحثيث لضبط النشر لشبكات التواصل والمواقع وتحميل الناس مسؤولياتها.

وأوضح معروف، أنّ 23 تعميماً وتنويهاً وزعها المكتب الإعلامي الحكومي لوسائل الإعلام ولشبكات التواصل الاجتماعي خلال العدوان "الإسرائيلي" الأخير.

ونبه إلى وجود ردع قانوني، حيث رفع المكتب ثلاثة قوائم يتخللها عشرات الأسماء والحسابات التي تنشر إشاعات أو أنباء لا أساس لها من الصحة، أو نقلت عن مصادر مجهولة.

المصدر : الوطنية