في منزلها الصغير نجد زاوية مليئة بألوان الصوف المختلفة وأشكال دمى مميزة وميداليات وفوانيس وغيرها من الاشكال المصنوعة من خيوط الكروشيه، فبعد تعب يوم كامل تجد الغزية حنين راحتها في هذا المكان.

إن الفن يستطيع عمل ما تعجز عنه الكلمات أحيانا, فمن بقايا خيوط الصوف وبأبسط الخطوات وباستخدام سنارة ومقص ومخدات للحشو وبأناملها تشكل لنا فن يطلق عليه "الايموجرمي".

فن الايموجرمي هو أحد أشكال فنون الكروشيه، وهو مجال يشبه فن النحت ولكن بالمنسوجات القطنية أو الصوف يستخدم فيها خيوط الكروشيه، التي يتم تشكيلها لكي تكون دمية في النهاية، ويرمز لها ب (دمى كروشيه).

Image

 تقول حنين محيسن البالغة من العمر 28 عاماً لـ "الوطنية"، عن حياتها مع الايموجرمي " قبل 5 سنوات لاحظت انتشار هذا الفن عند الاتراك والأجانب، وفي متابعة مستمرة على اليوتيوب وجدت بالصدفة أثناء بحثي على الإنترنت أشكال دمى من الكروشيه، بدأت بأخذ النماذج والأنماط الخاصة بهم وترجمتها حتى وصلت لهذا المستوى، وهو اختراع دمى مختلفة  من الصوف".

واصلت حديثها: قبل ثلاث سنوات لم تكن هذه الدورات متواجدة في غزة مما جعلني مضطرة لأن أتلقى دورات أون لاين على الانترنت مع الأتراك.

وبما أنها لم تفقه شيئاً من اللغة التركية وشكل هذا عائقاً أمامها بترجمة الباترون إلا أنها بقيت مصممة أن تستمر بالتعلم فيه حتى أتقنت الرموز التركية والإسبانية.

كما اشتركت محيسن في دورات مع مصريين على الانترنت جعلها تتقن هذا الفن وتتطور به حتى بدأت تعتمد على نفسها وتقوم بدورات داخل قطاع غزة لتنقل هذا الفن لفتيات يحلموا بإتقان الايموجرمي، وليصبح مصدر دخل لهم.

Image

وعن الوقت الذي تستغرقه في عمل كل قطعة قالت حنين " ليس كل القطع تنتهي في نفس الوقت فحسب الحجم والتفاصيل والغرز ولكن من الصعب انتهاء قطعة في أقل من أسبوع".

ولاقت محيسن تشجيعا كبيراً من أهلها وزوجها بهذا المجال وكل من شاهد هذا الفن حتى بدأت تعرض منتجاتها في محلات تجارية وأصبح يشكل مصدر دخل لها، متأملة أن تفتح متجر خاص بها وتنشر هذا الفن في غزة.

في البداية اكتفت حنين بالكروشيه كهواية، ولكن آراء صديقاتها الإيجابية دفعتها إلى عمل مشروع أونلاين، عرضت أعمالها على موقعي التواصل الاجتماعي "الانستجرام والفيس بوك" وبدأت في استلام الطلبات.

وعبرت محيسن عن ممارستها لهذا الفن بقولها "وبالرغم من أنه يشكل مصدر دخل خاص لي, فهذا لا يهمني بقدر ما أنا سعيدة بوضع إبداعي وأفكاري التي أتخيلها بدمية"، مضيفةً أنها قادرة على عمل دمى بأي شكل ترغبه.

ImageImageImage

المصدر : الوطنية - آية العمريطي