نقلت وكالة "الأناضول" التركية، اليوم الخميس عن مصدر فلسطيني مطلع، أن جهاز المخابرات العامة المصري حقق تقدمًا ملموسًا في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة "حماس".

وكان القيادي في "حماس" غازي حمد أكد يوم أمس في حديثه للوكالة الوطنية للإعلام، إن" الجانب المصري يركز  الآن على ملف التهدئة، ونعتقد أن ذلك في معناه ليس ترك ملف المصالحة".

وقال حمد إن المصريين يرون وجود فرصة قائمة من أجل تطبيق صيغة متوفرة للتهدئة، مشيرًا إلى أن هناك تقدماً ملموسًا في هذا الملف.

ونقلت "الأناضول" عن قول المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن رفض الرئيس محمود عباس، للتهدئة، قبل تحقيق المصالحة، وتسليم حركة حماس الإدارة الكاملة لغزة لحكومة رامي الحمد الله، يعرقل إنجاز الاتفاق.

وأوضح المصدر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيسعى إلى إقناع عباس، في لقاء مرتقب بينهما، بقبول التهدئة، واستئناف مسيرة المصالحة مع "حماس".

وصباح اليوم، أعلن السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح، أن الرئيس عباس سيشارك في افتتاح منتدى شباب العالم في مدينة شرم الشيخ، غدا الجمعة، وسيجري لقاءً مع الرئيس السيسي، للتباحث حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية.

ولم تنجح جهود سابقة في التوصل لتهدئة، رغم وصولها لمراحل متقدمة، بسبب إصرار الرئيس عباس على تسليم "حماس" إدارة القطاع، كاملة، للحكومة الفلسطينية أولا، قبل بدء سريان وقف إطلاق النار.

وذكر المصدر أن اتفاق التهدئة الذي تسعى "المخابرات المصرية"، لإنجازه، "تدريجي، ويتكون من ثلاث مراحل:

وتتضمن المرحلة الأولى، استمرار دولة قطر في تمويل محطة توليد الكهرباء بغزة بالوقود ودفع رواتب الموظفين الذين عينتهم حركة حماس إبّان حكمها للقطاع.

والمرحلة الثانية تتضمن تحويل محطة الكهرباء بغزة، للعمل بالغاز الطبيعي، وهو ما سيخفض تكلفة تشغيلها، وسيتم كذلك تحسين التيار الكهربائي المقدم من إسرائيل، وتحسين العمل في معبر رفح بين القطاع ومصر.

وتشمل المرحلة الثالثة والأخيرة، إعادة إعمار القطاع، وفق خطة نيكولاي ميلادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط والتي تتكلف نحو٦٠٠ مليون دولار.

وفي المقابل، ستتوقف "حماس" عن إطلاق البالونات الحارقة، ثم عمليات تدمير السياج الحدودي بين القطاع وإسرائيل، وستعمل على إبعاد الجماهير المشاركة في مسيرات العودة عن السياج بنحو 500 متر.

ويشار إلى أن مسيرات العودة انطلقت منذ نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، حيث أسفرت عن استشهاد أكثر من مائتي فلسطيني وجرح الآلاف.

كما تعمل وحدات ، على إطلاق بالونات حارقة، على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وتخريب السياج الفاصل، وتفجير عبوات ناسفة "صوتية".

ويجري وفد من المخابرات المصرية، برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، مشاورات مع حركة حماس وإسرائيل منذ عدة أسابيع، وزار قطاع غزة، ثلاث مرات، خلال الأسبوعين الماضيين.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد ذكر الثلاثاء الماضي، إنه "يؤيد تهدئة مع قطاع غزة ويسعى لتفادي حرب معها، وقد أبدى تأييده للمساعي والجهود الأممية للتهدئة في القطاع".

المصدر : الوطنية