صمت رسمي ولا تعليق إعلاميا".. هكذا يمكن تلخيص الموقف الإسرائيلي حتى الساعة من حادثة اختفاء الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي.

فمنذ تصاعد قضية خاشقجي الذي اختفى إثر دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول قبل أكثر من أسبوعين، اكتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنقل ما تنشره وسائل الإعلام التركية والأمريكية. ولم يعقب على الحادث أي سياسي إسرائيلي حالي سواء في الحكومة أو في المعارضة.

كما امتنع كبار المحللين والمعلقين الإسرائيليين عن الحديث أو الكتابة عن الحادث.

وكانت هناك فقط بعض التحليلات التي أعدتها وسائل إعلام عالمية ونقلتها الصحافة الإسرائيلية.

ويبدو أن إسرائيل تفضل عدم التدخل في هذا الموضوع بأي شكل من الأشكال.

وهذا ما عبرت عنه صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية في الـ 12 من الشهر الجاري، حيث كتبت تقول: "على السطح، تبدو هذه القصة بعيدة عن إسرائيل. لم تكن إسرائيل متورطة بأي شكل من الأشكال".

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، فيما تشهد العلاقات بين تل أبيب وأنقرة توترا منذ عدة أشهر إثر الموقف التركي الرافض لهجمات إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة.

ورغم الصمت الرسمي وتجنب التعليق الإعلامي في إسرائيل إزاء قضية خاشقجي، كانت هناك تحذيرات من بعض الباحثين المعروفين بتوجهاتهم اليمينية، من أن تصب القضية نهاية المطاف في مصلحة إيران.

إذ نقلت صحيفة "جروزاليم بوست" عن الباحث عيران ليرمان، نائب رئيس "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية"، والنائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي قوله: "بالتأكيد ليس من مصلحتنا أن نرى وضع الحكومة السعودية يتضاءل في واشنطن".

في السياق ذاته، نقلت الصحيفة العبرية عن دوري غولد، رئيس "مركز القدس للشؤون العامة"، والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، تحذيره من استغلال الإيرانيين قضية خاشقجي لـ "ضرب إسفين بين الغرب والسعودية".

وأضاف: "أي شيء يعزز موقف إيران في الشرق الأوسط هو سيئ بالنسبة إلى إسرائيل".

وتابع غولد: "وفق معادلة توازن القوى بالشرق الأوسط، فإن السعودية الضعيفة تعني إيران القوية".

كذلك تحدثت "جروزاليم بوست" عن خاشقجي نفسه، وليس عن واقعة اختفائه.

ففي الـ 14 من الشهر الجاري، قالت الصحيفة العبرية عن الرجل: "لقد كان شغوفا بالإخوان المسلمين عندما كان شابا (...) وفي وقت لاحق بنى علاقات مع هياكل السلطة السعودية بصفته صحفيا من الداخل".

وأضافت: "كان خاشقجي أيضا مصدرا رئيسا للمسؤولين الأمريكيين في الرياض، حيث تكشف البرقيات الدبلوماسية المتسربة (ويكيليكس)، أن سلسلة من السفراء الأمريكيين بين عامي 1988 و2012 اعتمدوا عليه للحصول على معلومات حول المملكة. بعضهم اعتمد عليه شخصيا، وآخرون كانوا قارئين لكتاباته".

ولفتت إلى أن خاشقجي قال لمراسل لها في 2007، عندما كان ملحقا إعلاميا في السفارة السعودية بواشنطن: "نعم لدينا مشكلة مع إسرائيل، لكنها مشكلة سياسية".

وأضاف: "تعتبر محرقة اليهود حادثا مروعا في التاريخ، لكن هناك أيضا أحداثا مرعبة أخرى عبر التاريخ، مثل غزو المغول لبغداد عام 1258، أو النكبة الفلسطينية في 1948".

وتابع خاشقجي: "أعلم أن الشعب اليهودي لا يحب هذه المقارنة، لكن الجميع جرت ضده محرقة".

المصدر : الأناضول