في ظل الأوضاع الصعبة التي يشهدها قطاع غزة في جميع مناحي الحياة، وانعدام فرص العمل، تبقى الدراسة بالخارج والحصول على منحة دراسية حلمًا يراود الشباب الغزيين، لكن الوصول لهذه المنح ليس أمرًا سهلًا، فهناك صعوبات كبيرة تواجه هذه الفئة في التقديم للمنح والتواصل مع الجهات المانحة.

من هنا جاءت فكرة الشاب إسلام دهليز (28 عامًا) في إنشاء منصة إلكترونية تساعد الشباب في التقديم والحصول على منح دراسية من خلال تسهيل عملية التقديم والرد على استفساراتهم بكل ما يتعلق بعملية التسجيل.

وتعمل المنصة التي أطلق عليها دهليز اسم "مييت سكولارز" على تجميع المنح المقدمة من جميع دول العالم بكل تفاصيلها وطرحها على المنصة لتسهيل عملية البحث على المتقدمين.

كما تعمل على ربط المتقدمين للمنح الدراسية بالذين نجحوا سابقًا في التقديم والحصول على منحة، وذلك لمساعدتهم في تعديل ومراجعة طلباتهم وإعطائهم جلسات إرشادية في كيفية التقديم الصحيح للمنح الدراسية، وزيادة فرصة حصولهم على المنحة.

ويلجأ الشباب في قطاع غزة للبحث عن المنح الدراسية للهروب من الواقع المرير والضغط النفسي الذي يمر به سكان القطاع في الآونة الأخيرة من جهة، ومن جهة أخرى لتوسيع الأفق الدراسية التي قد تفتح أمامهم الأبواب في الحصول على فرص عمل أفضل في الخارج.

وعن سبب توجه دهليز لإنشاء هذه المنصة، يقول لـ"الوطنية": "هناك عدد كبير جدًا من المتقدمين للمنح يطلبون المساعدة على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والمواقع الأخرى، وفي غالب الأحيان لا يحصلون على مرادهم من وضعهم للأسئلة في هذه الأماكن، حيث أن 90% يبدون امتعاضهم من عدم حصولهم على الرد المناسب لاستفساراتهم بالإضافة إلى عدم حصولهم على المنحة".

وأضاف: "لذلك أنشأت منصة (مييت سكولارز) لتكون دليلًا لهؤلاء الشباب وتساعدهم في عملية التسجيل للمنح بالطريقة الصحيحة والتي تزيد من إمكانية قبولهم بالمنحة".

وتستهدف هذه المنصة خريجي الثانوية العامة والجامعات والدراسات العليا من عمر 17 – 36 سنة، من فلسطين والأردن.

وتتضمن المنصة قسمين مترابطين، القسم الأول قائمة المنح الدراسية وفيها يتوفر جديد المنح الدراسية المتوفرة للطلبة العرب وخصوصاً الفلسطينيين، والقسم الثاني قسم المرشدين، والذين سيقومون بتقديم الجلسات الارشادية للطلبة الذين يودون بعض المساعدة في التقدم للمنح الدراسية.

وأشار دهليز إلى أن هناك  قسم آخر منفصل، وهو قسم التقييم، في حالة لم يكن المتقدم على دراية كاملة من أين يبدأ أو ما هي المتطلبات يقوم بتعبئة نموذج مخصص لهذا الغرض، ويتم من خلال المنصة ترشيح المرشد و المنح المناسبة له.

ونوّه إلى أن المستخدم بإمكانه التواصل مع المرشد داخل المنصة، حيث تتم العملية كاملة داخل الموقع ولا حاجة لاستخدام أدوات مساعدة في عملية الاتصال والتواصل.

وقد واجه دهليز في بداية إنشائه للمنصة الكثير من الصعوبات، لكن "مؤسسة (غزة سكاي جيكس) قامت بتذليل هذه الصعوبات أمامنا ووضعتنا على الطريق الصحيح، وقدمت لنا الكثير من الجلسات الإرشادية لإخراج منتج ممتاز ويلبي احتياجات الفئة المستهدفة" حسب قوله.

يشار إلى أن مؤسسة غزة سكاي جيكس مسرعة وحاضنة أعمال رائدة ومساحة عمل مشتركة ومركز تعليمي تكنولوجي يقوم بتحضير المطورين ورياديي الأعمال في غزة للمنافسة على مستوى عالمي.

ويما يتعلق بالدعم المقدم لعمل المنصة، أوضح دهليز أن "غزة سكاي جيكس" تقوم حاليًا بتقديم بعض الدعم المادي في عمليات التسويق والوصول إلى الفئة المستهدفة، بالإضافة إلى ربطنا مع مستثمرين داخل وخارج فلسطين، مضيفًا "ما دون ذلك تمويل ذاتي وبمجهود شخصي".

ويصف دهليز حجم الإقبال على المنصة بالمعقول، حيث تناقلها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على صفحاتهم الشخصية، ولكنه يأمل بأن تزداد نسبة الإقبال عليها، وأن تصل هذه المنصة إلى عدد كبير من الفئة المستهدفة.

المصدر : الوطنية/ إسراء شحادة