لا تزال الأجواء حول ملف المصالحة ضبابية، فبالرغم من انتهاء لقاءات وفد حركة "فتح" مع المسؤولين المصريين في القاهرة، إلا أنه لم يعلن عن أية نتائج للزيارة، فيما يتوقع أن تكون قلة النتائج نابعة من انتظار المخابرات المصرية لزيارة وفد قيادي من حركة "حماس" للقاهرة.

فعلى مدار اليومين الماضيين، عقد وفد حركة فتح الذي يضم عزام الأحمد –رئيسا للوفد- وعضوية كل من روحي فتوح وحسين الشيخ ومحمد اشتية، مباحثات بشأن المصالحة مع مسؤولي الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية، قبل أن يلتقي الوفد أيضا بوزير الخارجية المصري سامح شكري.

وبعد انتهاء الزيارة، لم يعلن المصريون أو الوفد الفتحاوي، عن الخطوات اللاحقة لهذه الزيارة، ما يعني انتظار الطرفين لزيارة "حماس" للعاصمة المصرية قريبًا.

رئيس الوفد الفتحاوي عزام الأحمد، انتقد موقف "حماس" تجاه رد فتح على الاقتراحات التي قدمتها مصر مؤخرًا، واصفًا رد "حماس" بالسلبي، وقال : "نحن استمعنا لرد حماس من الأشقاء المصريين، وبصراحة لا تتلاءم ملاحظاتهم مع حجم السلبية التي يصرحون بها، وتنتم عن عدم وجود إرادة لدى حماس لإنهاء الانقسام".

وتتوقع مصادر فلسطينية مطلعة تحدثت مع "القدس العربي"، أن تظهر صورة التحركات المصرية الجديدة، بشأن تحريك ملف التهدئة، عقب وصول وفد قيادي من حماس إلى القاهرة، لبحث الملف خلال الأيام المقبلة، بعد أن جرى توجيه دعوة رسمية من مصر إلى الحركة.

ويتردد أن فشل الجولة الحالية، ربما يدفع القيادة الفلسطينية لاتخاذ "إجراءات جديدة" تجاه حماس في غزة، قد تصل إلى حد وقف دفع التمويل المالي المقدم للوزارات، غير أن ذلك لم يجر تأكيده رسميا حتى اللحظة من قبل المسؤولين.

وكجزء من زيارة الوفد الفتحاوي للقاهرة، فقد أطلع الوفدُ وزيرَ الخارجية المصري سامح شكري، على آخر التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، وما يتعلق بالجهود المبذولة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

وقال الأحمد عقب لقائه بالوزير المصري في مقر وزارة الخارجية المصرية، إنه تم إطلاع الوزير شكري على الوضع الفلسطيني بشكل عام خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير والهجمة الاستيطانية الواسعة في الضفة الغربية والقدس، مضيفًا أن اللقاء تناول الممارسات الاسرائيلية المخالفة لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي خاصة عمليات "التطهير العرقي" للبدو في منطقة الخان الأحمر، إضافة إلى الحصار الإسرائيلي غير القانوني على قطاع غزة الذي يعاني من ظروف إنسانية صعبة للغاية.

وأوضح أن اللقاء تطرق إلى "تصعيد" الولايات المتحدة والضغط على القيادة الفلسطينية من خلال إغلاق السفارة الفلسطينية في واشنطن، وقطع الأموال عن الشعب الفلسطيني، ووقف المساعدات بما فيها التعليم والصحة.

وقال الأحمد إنه جرى استعراض الجهود التي تقوم بها مصر من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الفلسطينية باعتبار ذلك "أهم عامل لإحباط المخططات الإسرائيلية"، مثمنًا الدور التي تقوم به مصر من أجل طي صفحة الانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكد الأحمد على ضرورة توحيد الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، والتأكيد على أنه لا يمكن فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تحت أي ظرف، معبرًا عن أمله في أن تتجه جهود مصر في تحقيق هذا الهدف اليوم قبل الغد وطي صفحة الانقسام.

المصدر : الوطنية