النجاح في الحياة وتحقيق انجازات كبرى، أمر وارد جدًّا ومن الممكن تحقيقه لمن أراد، مهما كانت الظروف صعبة أو مشينة أو حتى مأساوية، الكل يستطيع طالما توافرت الإرادة، بل إن البعض يستخدم هذه الظروف والأزمات كمنطلق للوصول إلى النجاح

محمد عطية حرب (21 عامًا) من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حاصل على شهادة الدبلوم من هندسة الطاقة البديلة "الطاقة الشمسية" من كلية فلسطين التقنية، تمكن من اختراع روبوت حامل للأفراد ومتعدد الأغراض والاستخدامات يشبه جهاز "السكوتر".

الاجتهاد والكفاح والعزيمة جميعها مصطلحات استطاع أن يقدمها محمد كما يجب أن تكون، فامتلاكه لورشة صغيرة في منزله أنشأها منذ عدة سنوات ساعدته في تنفيذ فكرته، كما أن حب الاستطلاع وهوايته وخبرته في عالم الإلكترونيات دفعته لإنجاز هذا العمل بنجاح.

راودت محمد فكرة صناعة روبوت بسيط خلال تصفحه الإنترنت ومشاهدته تقرير للاحتلال الإسرائيلي يعرض به استيراده لناقلات جند بدون سائق وذلك للتقليل من مخاطر إصابة الجنود، يقول محمد: " بعد مشاهدتي لتقرير شعرت أنه باستطاعتي تنفيذ شيء يشبه ذلك، بدأت بالسعي والبحث على الإنترنت ورسم خرائط ومجسمات.

من داخل القطاع المقفول جمع محمد أدواته التي استعان بها من بعض الأجهزة الإلكترونية القديمة عِوضًا عن القطع الأصلية باهظة الثمن، يقول: " جمعت المعدات المتوفرة لدي وباشرت بتركيبها لكنني لم أنجح في المرة الأولى.

يكمل محمد حديثه لـ"الوطنية": " لكن إذا كنت مُوقِنًا بكلمة (لا تيأس) فيمكنك أن تكون من الأشخاص الناجحين الذين يشار إليهم بالبنان".

وانطلاقًا من هذا استمر محمد في البحث لتطوير فكرته ما يقارب خمسة أشهر، رغم محاولاته التي باءت بالفشل لكنه لم يستسلم، قائلا: "حاولت البحث والتعمق أكثر حول كيفية تجميع الأدوات بطريقة مبتكرة عن سابقتها".

يتميز هذا الروبوت بقدرته على حمل الأوزان من 170- 200 كيلو والتحرك بشكل محوري بدرجة 180، كما أنه يمكن التحكم به من خلال الهاتف المحمول، بالإضافة إلى توجيهه لأي مكان دون سائق وذلك عن طريق التحكم به من جهاز لاسلكي عن بعد من 150- 200 متر وكاميرا مراقبة مثبتة أمام الجهاز.

حاز هذا الإبداع الغزي على إعجاب الكثيرين بعدما انتهى منه محمد وخرج به إلى الطريق لينظر إليه الجميع بدهشة، في هذا الصدد عبرت والدة محمد عن سعادتها قائلة: "سعيدة جدًا بهذا الإنجاز الرائع الذي حققه محمد بالرغم من قلة الإمكانيات المتاحة للشباب في القطاع".

يطمح محمد إلى تطوير مشروعه حيث يمكن توظيفه في خدمة القطاع الصحي من خلال تطوير برمجة الروبوت ليتمكن من الوصول إلى الأماكن التي تشكل خطرا على الإنسان في حالات الطوارئ ونقل معدات طبية عليه، وذلك عن طريق التحكم بالجهاز عن بعد واحتوائه على لوحة لجمع إحداثيات عن المكان.

أظهر هذا الاختراع مدى تأثر الشباب الفلسطيني في واقعه والعمل بناءً على ما يناسبه، فالإبداعات والإنجازات تتوالى في القطاع رغم الحصار والمعيقات التي تحول دون تطوير ابتكاراتهم وإتمامها على أكمل وجه.

ImageImageImageImageImage

المصدر : الوطنية - يارا أبو شنب