قال المحلل العسكري ألون بن دافيد، إن "إسرائيل" نجحت في التغلب على المخاطر الأمنية الخارجية، وتحقيق إنجازات أمنية على كافة الجبهات في سوريا وغزة، لكن الخطر الحقيقي الذي يهدد "إسرائيل" هو خطر داخلي.

وأضاف "بن دافيد" في مقال له عبر صحيفة "معاريف": تنتهي أشهر الصيف بتحقيق إنجازات أمنية كبيرة على الجبهتين الشمالية والجنوبية، "إسرائيل" نجحت في تشويش المجهود الإيراني للتمركز العسكري في سوريا، ونجحت في التوصل إلى هدوء بغلاف غزة".

وأكد، أن المعركة أمام ايران بسوريا لم تنتهي، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة "حماس"، إلا أن السكان في الداخل يشعرون بالأمن على كافة الجبهات.

وأوضح أن السياسات الأمنية الإسرائيلية نجحت في تحقيق إنجازات كبيرة بالضفة الغربية، فتم وقف ظاهرة العمليات الفردية وتقليص عددها.

وعلى صعيد قطاع غزة، قال المحلل العسكري، إن "إسرائيل" اقتنعت مؤخرًا أن التفاوض يجب أن يكون مع الطرف الأقوى بغزة وهي "حماس"، وذلك بعد أن تسببت بأحراق مساحات كبيرة من الحقول الزراعية بغلاف غزة، وخسائر مالية تقدر بـ 12 مليون دولار.

وتابع "حتى الآن تم التوصل إلى عدة تفاهمات بين الطرفين، حول عودة الهدوء والأمن للمناطق الحدودية والغلاف، مقابل فتح المعابر وإدخال البضائع للقطاع، وعلى إسرائيل دراسة خطواتها خلال الفترة القدامة تجاه غزة، والتفكير بفصل غزة عن سلطة أبو مازن".

وأكد أن هذه النجاحات على الصعيد الأمني، لا يمكنها أن تمنع من محاسبة النفس كإسرائيليين، أو من تجاهل التهديد الخطير الذي يوجهنا من الداخل.

وأشار إلى أنه وبجانب السياسات الأمنية التي تقودها الحكومة الإسرائيلية، فهي تقود سياسات داخلية تزيد الانقسام والتوتر داخل المجتمع الإسرائيلي، فهناك العديد من المشاكل التي تسببت بها حكومة "نتنياهو"، خصوصًا القوانين الجديدة التي سنتها مثل قانون القومية.

وأردف أن هذه القوانين تزيد الانقسام في المجتمع الإسرائيلي، الذي يعاني من عدة تناقضات بالأساس، وتشكل الخطر الأكبر على مصير الدولة من الداخل.  

وجزم أن لا يوجد بالحكومة شخص قادر على التفكير في تداعيات هذه القوانين، أو العنف ضد السكان العرب، ناصحًا وزراء الحكومة الاسرائيلية الحالية بالعودة لدراسة العبر المستخلصة من تاريخ أوروبا قبل 80 سنة.

المصدر : الوطنية