أكدت مصادر وصفت بـ"المقربة من حركة (حماس)" لصحيفة "العربي الجديد" وجود خطة للتهدئة بين الحركة والاحتلال، يجري مناقشتها بين قادة "حماس" في قطاع غزة، تنقسم إلى عدة أجزاء متتابعة، وجوهرها الهدوء في غزة مقابل التسهيلات ورفع الحصار، وإنهاء تدريجي للقيود المفروضة على المحاصرين منذ 12 سنة.

ورجحت الصحيفة، التقدم الأخير إلى نجاح المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف في تفكيك نقاط الاشتباك بين حركة "حماس" ودولة الاحتلال، إذ استطاع أن يقنع "إسرائيل" بأن ملف الأسرى لدى حركة "حماس" منفصل تمامًا عن ملف التهدئة، ونجح أيضًا في دفع "إسرائيل" لتجاوز مطالبها بنزع سلاح "حماس" والفصائل في غزة مقابل التسهيلات ورفع الحصار والقيود المفروضة على الفلسطينيين، وهو الشرط الذي أعاق كل المحاولات السابقة للاتفاق.

وفي تفاصيل خطة التهدئة، أكدت الصحيفة أن الخطة المصرية الأممية للتهدئة، تقفز عن ملف المصالحة بين حركتي "حماس" و "فتح"، ما يشير إلى فشل اللقاءات الأخيرة التي عقدتها قيادة حركة "فتح" مع المخابرات المصرية.

وأشارت المعطيات التي جمعتها الصحيفة إلى أنه يجري حاليًا العمل على التوصل لتهدئة شاملة ومتزامنة بين حركة "حماس" و دولة الاحتلال، تتراوح مدتها بين خمس وسبع سنوات وربما أكثر، تبدأ بإعادة الأوضاع على الحدود إلى ما قبل مسيرات العودة وكسر الحصار التي انطلقت في الـ30 من مارس/آذار الماضي، وتعيد "إسرائيل" مقابل ذلك فتح معبر كرم أبو سالم التجاري بشكل طبيعي.

بعد ذلك تبدأ الأمم المتحدة بتجنيد الدعم الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة خصوصًا البنية التحتية، وقطاعي الكهرباء والصحة، وتبدأ "إسرائيل" برفع القيود عن السلع الممنوع دخولها إلى قطاع غزة، وتفتح مصر معبر رفح بشكل أفضل وباستمرار.

إضافة لذلك، ستستلم مصر تنفيذ مشاريع جديدة في غزة عبر شركاتها الحكومية، وبإشراف مباشر من الأمم المتحدة المنوط بها توفير الأموال اللازمة لهذه المشاريع، كما أنها تلتزم بإدخال بضائع للفلسطينيين عبر أحد موانئها القريبة من القطاع، وتسهيل سفر الفلسطينيين عبر أحد مطاراتها القريبة أيضاً.

واستكملت الصحيفة سرد المعلومات عن خطة التهدئة، بالحديث عن بدء مفاوضات تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، برعاية مصرية وأممية، مع تمسك "حماس" بشرطها السابق لبدء تنفيذ هذا الأمر، الذي ينص على الإفراج عن أسرى صفقة الجندي (جلعاد شاليط) الذين أعيد اعتقالهم في الضفة الغربية وعددهم 50 أسيرًا.

وأضافت أن الهدوء مقابل التسهيلات ورفع الحصار كان العنوان الأبرز لهذه الصفقة التي يجري نقاشها بشكل واسع داخل "حماس"، لكن الحركة قد تواجه بعض المشاكل، أولها اعتراض بعض الأقطاب العسكرية لديها عن المعروض حاليًا، وثانيها أن الفصائل الأخرى قد لا تلتزم بشكل كامل بالاتفاق.

ضحت أن الإدارة الأميركية أعطت الضوء الأخضر للسلطات المصرية للمضي في خطتها للتهدئة في غزة، وذلك خلال لقاء عقد قبل أيام بين مدير جهاز الاستخبارات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، ومسؤولين أميركيين في واشنطن.

المصدر : الوطنية