قالت صحيفة "الحياة اللندنية" اليوم الجمعة، إن مصر تعد لتوجيه دعوات إلى حركتي "فتح" و"حماس" في الأيام القليلة المقبلة، للذهاب إلى القاهرة من أجل عقد جولة محادثات أخيرة في شأن المصالحة، قبل بدء تنفيذ بنودها على أرض الواقع.

وكانت "فتح" "حماس" قد وافقتا على الورقة المصرية لتطبيق اتفاقي المصالحة الموقعين من قبلهما في 4 أيار (مايو) 2011، و12 تشرين الأول (اكتوبر) 2017.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، إن مصر أبلغت الجانبين، بأنها تلقت ردوداً إيجابية من كليهما في شأن اقتراحات لأجندة الحوار، وتبعاً لذلك ستوجّه دعوات لبدء جولة محادثات في القاهرة قريباً.

 فيما كشفت مصادر فلسطينية أخرى للصحيفة، أن "فتح" أبلغت المسؤولين المصريين بموافقتها على الورقة المصرية، التي تتضمن رفع السلطة الفلسطينية عقوباتها عن قطاع غزة أولاً، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية، ودمج آلاف من موظفي "حماس" على مراحل، وتسليم الأخيرة الجباية الداخلية إلى السلطة.

وقالت المصادر، إن وفدًا رفيعاً من "فتح"، سيصل غدًا إلى القاهرة لإجراء محادثات مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء الوزير عباس كامل ومساعديه، وفي مقدمهم مسؤول الملف الفلسطيني اللواء أحمد عبد الخالق.

وعبر مسؤولون في "حماس"، بحسب "الحياة اللندنية"، عن ارتياح الحركة لهذه المصالحة المتدرجة المقترحة من مصر، وقال أحدهم إن" القاهرة قدمت اقتراحات إجرائية لاقت قبولًا لدينا".

وأبلغ رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، اللواء كامل خلال اتصال هاتفي بـ موافقة الحركة على الورقة المصرية للمصالحة، فيما أكدت حماس في بيان أمس  أن اعتماد قيادتها الورقة المصرية أتى "حصيلة حوار معمق" و "انطلاقاً من تقديرها للظروف الاستثنائية التي تمر بها الساحة الفلسطينية والاستهداف الخطر للقضية، خصوصاً في ملفي القدس واللاجئين".

وأشارت الحركة إلى أن الاتصال تناول التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، خصوصاً ملف المصالحة والمشاريع الإنسانية لأبناء قطاع غزة، إضافة إلى التصعيد الإسرائيلي الأخير.

وأضافت أن هنية عبّر عن تقديره للروح الإيجابية التي سادت النقاشات خلال زيارة وفد الحركة برئاسة (نائبه) صالح العاروري"، مؤكداً جاهزية الحركة للتعاون في المسارات كافة.

ويذكر أن عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق ذكر في تصريحات سابقة، أن الاقتراحات المصرية تبدأ بـ "رفع فوري للإجراءات العقابية كافة عن قطاع غزة".

وكشف أن "الاقتراحات المصرية متدرجة عبر مراحل عدة، وكل مرحلة مقيدة في إطار زمني محدد استناداً إلى اتفاق القاهرة الذي وقع في العام 2011"، حيث قال إنها تتضمن عودة الوزراء إلى العمل في وزاراتهم في قطاع غزة، من دون تغيير في هيكلية هذه الوزارات، ثم الشروع في إجراء مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

كان وفد "حماس" أنهى الجمعة الماضي زيارة إلى القاهرة للبحث مع مسؤولين مصريين في شأن الورقة المصرية لتطبيق المصالحة وفق جدول زمني محدد.

وأتت زيارة الوفد بعد زيارة مماثلة لوفد من "فتح" برئاسة عضو لجنتها المركزية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد، الذي وصل القاهرة مرة أخرى قبل يومين في زيارة دامت ساعات قليلة قادماً من بيروت، التي عاد إليها بعد إجراء محادثات سريعة مع المسؤولين المصريين.

ورحّب الأحمد بالجهود المصرية، وتوقع أن تسفر عن إعلان المصالحة قريباً. وقال إن "ما نقله لنا المسؤولون المصريون يبعث على التفاؤل والارتياح".

المصدر : صحيفة الحياة اللندنية