قال السفير القطري ورئيس لجنة إعمار غزة محمد العمادي، إن إسرائيل وحركة حماس لديهما فهم ضمني بعدم التصعيد، أو الوصول إلى حرب شاملة في قطاع غزة، كاشفاً عن انخراطهما في محادثات غير مباشرة حول قضايا متعددة تتعلق بالصراع.

وأوضح العمادي في حوار نشر اليوم الثلاثاء على موقع قناة "الجزيرة" باللغة الانجليزية والذي ترجمته "الوطنية"، أن قطر تريد وقف التصعيد من كلا الجانبين، مشيراً إلى أنها بدأت مشاريع إعادة إعمار غزة في عام 2012، ومضيفاً أنه من الصعب جدًا تمويل مشاريع إعادة الإعمار في حال اندلاع حرب أخرى مدمرة.

وحول التصعيد المفاجئ بين حماس وإسرائيل في هذه الأيام، قال العمادي إن إسرائيل تريد تغيير "الديناميكيات" مع حماس، فالأولى أرادت الرد على الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي تطلق باتجاه البلدات الإسرائيلية احتجاجاً على استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، "هذا ما جعلها تقصف مواقع حماس العسكرية".

وأضاف:" كان قصفاً واسعاً جدًا، مع ذلك لا أعتقد أنهم سيذهبون للتصعيد الكامل، حيث يتحدثون مع المصريين ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف لوقف التصعيد".

وعن سؤال قيام قطر ومصر والأردن بنقل رسائل الأمريكيين والإسرائيليين إلى حماس في مسألة هدنة طويلة الأمد قد تصل إلى 20 سنة وتحسين الوضع الاقتصادي في غزة، أجاب العمادي:" لم يناقش أحد وقف إطلاق النار لمدة 10 إلى 20 سنة، وإنما هدنة بحد أقصى 10 سنوات.. والمصريون متورطون بالفعل لأن حماس لا تثق فيهم بسبب الوعود التي قدمونها قبل أكثر من عام ولم يفوا بها".

واعتبر السفير العمادي، أن الرسائل التي كانت تنقلها قطر لحماس وإسرائيل هي رسائل "صحيحة"، قائلاً إن بلاده تتمتع بمصداقية مع كلا الجانبين، وتحظى بالاحترام بسبب ذلك، لكنه أشار إلى أن مصر تبقى تتمتع بوضع قوي بصفتها المسيطرة على الحدود مع غزة، وبدونها لا يمكنك تحقيق أي شيء.

وعن نوع الرسائل التي كانت تنقلها وتقدمها قطر، أوضح العمادي أنها متعلقة برفع الحصار عن غزة، بالإضافة إلى التنسيق بين حماس وإسرائيل للتخفيف من حدة التوتر.

مشاريع أمريكا لغزة

وأشار إلى أنه اجتمع بمستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للشرق الأوسط وهما جاريد كوشنر، وغرينبلات الشهر الماضي في قطر، لمناقشة خطط الإدارة الأمريكية لغزة.

وفي تفاصيل الاجتماع، أكد أن الأمريكان اقترحوا مشاريع داخل غزة، مثل الكهرباء والمياه وخلق فرص عمل وتسهيل وصول تقنيات الإنترنت، واصفاً المشاريع بـ الجيدة للغاية، مبدياً تأييده لها.

وتابع:" لكي تعمل هذه المشاريع ، تحتاج إلى أن يتفق الإسرائيليون عليها.. المشكلة هنا أن الإسرائيليين يقولون أنهم لن يتعاملوا إلا مع السلطة الفلسطينية وليس من أي طرف ثالث آخر".

وعن سؤال:" هل هناك شيء ما يحدث قد يكون له علاقة بما يسمى " صفقة القرن "؟، أجاب:" برأي شخصي، أعتقد أن غزة تملك القوة الآن. الأمريكيون يفكرون بأن عليهم حل مشاكلها أولاً ثم الذهاب إلى الضفة الغربية".

ومضى السفير القطري بالقول:" فيما يتعلق بالضفة ليس لديهم أي شيء ليقدموه فيما يخص بالمشاريع التنموية، لذلك غزة مهمة جداً لأنها تمتلك قوة عسكرية وعقيدة رادعة بفضل ما تملكه حماس من صواريخ".

وبين أن إسرائيل تفضل أن تتعامل مع مصر بمسألة الوضع في غزة،" لافتاً إلى أنه سمع حديثاً أن الإمارات أبدت استعداها لتمويل مشاريع مثل: بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية والمياه، والمطار والميناء داخل الأراضي المصرية لخدمة سكان قطاع غزة.

ووصف العمادي الوضع في غزة بـ السيئ للغاية وأن وضعها في السابق كانت أفضل قليلاً، لافتاً إلى أن الاقتصاد ينخفض بسبب نقص السيولة والاستثمارات.

وأضاف:" أن قيام السلطة الفلسطينية بتخفيض رواتب موظفيها وتقليص الأونروا تمويلها وإنفاقها، جعل الوضع أكثر سوءاً".

المصدر : الوطنية