ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه لوحظ تراجع حاد في عدد الشاحنات التي أدخلت إلى قطاع غزة مقارنة بالمعدل الشهري لشاحنات البضائع التي كان يسمح الاحتلال إدخالها للقطاع.

وبعد قرار نتنياهو بإغلاق معبر كرم أبو سالم، تم إدخال 193 شاحنة، بما في ذلك 171 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية ومنتجات النظافة إلى قطاع غزة.

إلى ذلك، بحسب الإحصائيات التي جاءت في الوثيقة التي أعدها منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة،  وهي ذات الوثيقة التي أعدت بالعام 2008، بزعم منع كارثة إنسانية ومنع تعرض سكان القطاع لسوء تغذية بسبب الحصار، تقرر إدخال 171 شاحنة محملة بالبضائع أسبوعيا.

ومعبر كرم أبو سالم هو المدخل التجاري الوحيد الذي يخدم نحو 2 مليون فلسطيني يحاصرهم الاحتلال الإسرائيلي والسلطات المصرية، إذ حذر رئيس أركان هيئة الجيش غادي آيزنكوت، في اجتماع للمجلس الوزراء المصغر (الكابينيت) من أن "قطاع غزة على وشك الانهيار بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، بحسب موقع "عرب 48".

وفي نفس الاجتماع، قدر آيزنكوت أن المزيد من التدهور قد يؤدي إلى احتمال حدوث مواجهة شاملة خلال عام 2018، مؤكدا أن على إسرائيل اتخاذ خطوات مهمة لمنع انهيار القطاع.

وقبل اتخاذ قرار إغلاق المعبر في الأسبوع الماضي، عرض مسؤولو وزارة الأمن نتائج سياسات الضغوطات والعقوبات التي يفرضها الجيش على حماس بسبب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، ويوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، كان من المفترض أن تدخل 641 شاحنة إلى قطاع غزة، لكن تم إلغاء دخول 418 شاحنة وتم إدخال 193 شاحنة في نهاية المطاف.

وإلى جانب 171 شاحنة للأغذية والأدوية، تم إدخال 22 شاحنة تحمل الوقود والسولار وغاز الطهي إلى المستشفيات ومرافق البنية التحتية مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي. كما تم إدخال نفس العدد من الشاحنات في اليوم التالي. لكن لم يكن جميعهم شركاء في قرار القيادة العسكرية للحد من دخول البضائع. كان هناك من ظنوا أن ممارسة الضغوطات وفرض العقوبات على حماس سيحقق النتيجة المعاكسة لما تتوقعه إسرائيل، على حد تعبير الصحيفة.

ووفقا للإحصائيات التي حصلت عليها "هآرتس"، قبل إغلاق المعبر وحظر إدخال الشاحنات إلى قطاع غزة في 5 تموز/يوليو الجاري، تم إدخال 508 شاحنة في يوم واحد، في حين بلغ الذروة اليومية في تموز 434 شاحنة.

وفي الشهر الماضي، تم إدخال ما معدله 360 شاحنة إلى قطاع غزة يوميا، وهو عدد منخفض تسبب في القلق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وجيش الاحتلال، وفي كانون الثاني/ يناير، تم إدخال 325 شاحنة في يوم واحد، علما أنه بالسابق كانت تدخل إلى القطاع يوميا ما بين 800 إلى 1200 شاحنة محملة بالبضائع والمواد الغذائية والمعدات، مما يشير إلى انخفاض كبير في القوة الشرائية لسكان قطاع غزة، وهو الأمر المثير للقلق، بحسب قائد بالجيش بالجبهة الجنوبية.

ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله:" لا يهم كم عدد الشاحنات التي يتم إدخالها للقطاع، ليس لدي السكان قوة شرائية، وليس لديهم المال للإنفاق على أي شيء سوى الطعام، وهنا أيضا المنتجات الأساسية، فالمواطن في غزة لا يشعر بالنقص لأنه عاش على وجبة ضئيلة لفترة طويلة. نحن لا ندخل الأثاث والحلويات وغيرها من الأشياء".

وتمنع السلطات الإسرائيلية حالياً دخول مواد البناء إلى غزة، وكذلك جانب من الأجهزة الكهربائية والأثاث، التي ينظر إليها على أنها من الكماليات بحسب سكان القطاع كون معظمهم عاطلون عن العمل والذين لا يكسبون ما يكفيهم لشرائها بسبب الحصار.

كما يلاحظ بتخوم معبر كرم أبو سالم بضائع من مواد البناء متراكم دون أن يشتريها أحد أو يتم تسويقها، لأن القوة الشرائية في غزة لا تسمح للسكان ببناء وترميم منازلهم.

المصدر : عرب 48