بدأت رحلة نجاح الشاب الفلسطيني سعيد الحداد (26 عامًا) بـ255 محاولة فاشلة لإنجاز محطة بث صوتية لاسلكية، تكللت بالنجاح في المحاولة الـ256.

صحيفة "العربي الجديد" نقلت قصة نجاح المبدع الحداد، وكيف استطاع إنجاز محطة بث لاسلكية تمكن مستخدمها من البث على ترددات مفتوحة، عبر موجة FM، وبصوت نقي، ومسافة تصل لنحو 10 كيلومترات.

وتقول "العربي الجديد" إن الشاب الحداد، عمل طيلة 3 أشهر على صناعة محطة البث المتنقلة بمجهود شخصي كامل، إذ يمكنها العمل على البطارية والتيار الكهربائي، بمدى يصل إلى 10 كيلومترات، وقدرة إرسال صافية 5 واط، إضافة لصغر حجمها مقارنة بمحطات البث التقليدية

وبحكم أنه ابن قطاع غزة، فقد واجه الحداد صعوبات عدة، أهمها قلة القطع الموجودة في القطاع، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وارتفاع أسعار القطع البديلة.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع وصول محطات البث اللاسلكية إلى القطاع المحاصر للعام الثاني عشر على التوالي، خشية من استخدامها من قبل المقاومة لأغراض عسكرية، في الوقت الذي يعتبر ثمن محطات البث المستخدمة من قبل الإذاعات المحلية مرتفعاً للغاية.

وتتميز محطة البث التي صنعها الغزي المبدع، بكونها محمولة وصغيرة الحجم وتعمل على تقنية ديجيتال، إضافة إلى إمكانية تزويدها بمقاطع صوتية من خلال وحدة تخزين، وتبث على ترددات وموجة مفتوحة تمكّن مستخدمها من الاستماع إلى ما يجري بثه.

ويسعى الحداد، لتطوير مشروعه بشكل أكبر، من خلال تطوير محطة بث بقدرة تصل إلى 60 واط، تكون المسافة التي تغطيها تصل من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، ومتوسطة الحجم، وبجودة صوت نقية.

وبحسب الحداد، فإن إجمالي كلفة محطة البث التي تصل قدرتها إلى 5 واط يصل من 500 إلى 600 دولار أميركي، أما محطة البث التي تعمل بقدرة 60 واط فكلفتها تصل إلى 3 آلاف دولار أميركي إذا تم العمل على صناعتها داخل قطاع غزة المحاصر.

ويبين الشاب الغزي أنه وخلال فترة العمل على المشروع كان الكثير من المختصين وأساتذة الجامعات في القطاع يستبعدون فكرة أن يقوم أي شخص بغزة بصناعة محطة بث بقدرة 3 واط، إلا أن الأمر تحقق من خلال صناعة محطة البث بقدرة تصل إلى 5 واط.

وينبه إلى أن فكرة إنشاء خط لإنتاج محطات البث في القطاع مستبعدة حالياً بالنسبة له، كون الأمر مكلف من الناحية المادية، إلا أن ذلك ممكن إذا تم توفير الدعم اللازم أو الموازنة من قبل أي جهة، وهو ما سيخفف من التكاليف المرتفعة التي تنفقها الإذاعات على محطات البث التقليدية.

ويطمح الشاب الحداد في أن ينهى العمل على محطة البث التي تعمل بقدرة 60 واط من أجل الانتقال إلى صناعة محطة بث تعمل على بث مقاطع فيديو وصوت بشكل لاسلكي، وهو طموح لا يزال يسيطر على تفكير المبتكر سعيد الحداد.

المصدر : الوطنية