غالبًا ما تكون مباريات دور الـ16 في البطولات ذات الـ32 فريق ساخنة ومنتظرة، إذ تملؤها النتائج غير المتوقعة وانتصارات الدقائق الأخيرة، وهذا هو حال كأس العالم في نسخته الحالية بروسيا.

بدأ دور الـ16 بمباراة وصفها كثيرون بأنها الأكثر إمتاعًا بين فرنسا والأرجنتين، فرنسا المتسلحة بقدرات الشباب فيها، والتي أظهر لاعبوها إمكانيات عالية في دور المجموعات، خاصةً النجم (كيليان مبابي)، الذي سجل هدفي الانتصار لفريقه بعدما وصلت المباراة لنصف الساعة الأخير وما زالت حينها النتيجة 2-2، لتنتهي المباراة بنتيجة 4-3 لمصلحة منتخب "الديوك".

وبذلك يكون (الشاب مبابي) قد أقصى حلم الأسطورة الأرجنتينية (ليونيل ميسي) بالحصول على كأس قارية، حتى بعد المجهودات الخرافية التي قام بها منتخب "التانجو" للتأهل من دور المجموعات بعد بداية سيئة أمام أيسلاندا (1-1) وكرواتيا (0-3).

وفي ثاني مباريات اليوم الأول للدور الـ16، استطاع منتخب النجم (أدينسون كافاني) إقصاء البرتغال بهدفين مقابل هدف، ولم يستطع بطل دوري الأبطال حينها (كريستيانو رونالدو) أن يعود في المباراة لفريقه، لتحصد أوروغواي بطاقة ربع النهائي، على عكس النسخة الماضية من كأس العالم حينما أقصتها كولومبيا من دور الـ16.

كأس "ركلات الترجيح"

وفي نسبة قد تبدو مرتفعة في الدور الـ16، انتهت 3 مباريات من أصل 8 بضربات الترجيح، كان لليوم الثاني من هذا الدور نصيب الأسد، إذ انتهت مباراتاه بركلات الترجيح، لتعطي كل من روسيا وكرواتيا بطاقتين للدور ربع النهائي.

وفي أولى مباريات اليوم الثاني، استطاعت إسبانيا أن تفتتح التسجيل أمام صاحبة الأرض والضيافة روسيا، بهدف في الدقيقة الـ12، لكن التزام لاعبي إسبانيا بالطريقة الدفاعية وعدم الضغط على المنتخب المنافس، أعطى لروسيا بعض الحرية في التقدم وممارسة ذلك الضغط على الإسبان، ما منحهم ضربة جزاء قبل انتهاء الشوط الأول، لينتهي الشوط الأول والثاني والأشواط الإضافية بذات النتيجة، وسط تألق واضح لحارس المنتخب الروسي (إيجور أكينفييف).

وابتسمت ضربات الجزاء لمستضيف البطولة، بعد تصدي الحارس المتألق (أكينفييف) لضربتي اللاعبين (كوكي) و (اسباس)، لتصل لأول مرة في تاريخها لربع النهائي في كأس العالم، وتقصي إسبانيا التي اعتبرها كثيرون مرشحة للوصول للنهائي.

أما ثاني مباريات اليوم الثاني بين كرواتيا والدنمارك، فقد شهدت تسجيل هدف لكل منهما في الدقائق الأربع الأولى من المباراة، ومن ثم صام اللاعبون عن التسجيل على الدقيقة 120، حتى مع منح كرواتيا ضربة جزاء في أكثر دقائق المباراة حرجًا "118"، إلّا أن نجم ريال مدريد (لوكا مودريتش) أضاعها لتذهب المباراة لركلات الترجيح.

ورغم تألق ابن الأسطورة الدنماركي (بيتر شمايكل) في حراس المرمى، إلّا أن الحظ ابتسم للكرواتيين، ليمنحهم بطاقة التأهل لربع النهائي.

ديربي لاتيني

وشهد ملعب "كوسموس أرينا" ديربي لاتيني بين البرازيل والمكسيك، إذ استطاع منتخب السليساو حصد الفوز بنتيجة مستحقة 2-0، ليوقف حلم المكسيكيين عند دور الـ16، ويكمل عقدة هذا الدور الذي أقصيت فيه المكسيك لكأس العالم الرابعة على التوالي.

 

وسجل هدفي المباراة، النجم البرازيلي (نيمار)، و زميله (فيرمينيو)، لتنتهي أكثر مباراة مباشرة في دور الـ16، إذ أعلنت فيها البرازيل، أنها لن تسقط في ذات الفخ الذي سقطت فيه منتخبات كبيرة كإسبانيا وألمانيا وغيرها.

وفي المباراة التي تلتها، استطاعت بلجيكا أن تحصد الفوز من بين أسنان اليابانيين، فلم تشفع لهم أسطورة "الكابتن ماجد" وحلمه في حصد كأس العالم، إذ استطاعت بلجيكا وفي هجمة مرتدة في الدقيقة 94، من تسجيل هدف قاتل سجله ناصر الشاذلي، ومنح به بطاقة ربع النهائي لمنتخب بلاده.

يوم قليل الأهداف

وفي آخر أيام دور الـ16، استطاعت السويد الانتصار على سويسرا، بهدف مقابل لا شيء، في مباراة وصفها المتابعون بالأقل إمتاعًا في أول أدوار كأس العالم الإقصائية، لتحصد السويد أفضل مركز لها في كأس العالم منذ 20 عامًا.

واختتمت مباريات الدور الأول الإقصائي، بمباراة جميلة بين كولومبيا وإنجلترا، استطاعت الأخيرة افتتاح التسجيل فيها بهدف من علامة الجزاء سجله هداف البطولة هاري كين، واعتقد الإنجليز لوهلة أنهم سيتأهلون بهذه النتيجة، إلّا أن اللاعب (ياري مينا) كان له رأي آخر، إذ سجل في الدقيقة الـ93 من عمر المباراة، ليذهب بالمباراة إلى الأشواط الإضافية ومن ثم ركلات الترجيح.

ورجحت ضربات الجزاء كفة المنتخب الإنجليزي، رغم إضاعته لضربة الجزاء الثالثة، إذ استطاع حارسه (جوردان بيكفورد) التصدي لضربتي الجزاء الرابعة والخامسة لكولومبيا، ليتأهل المنتخب الإنجليزي لربع النهائي.

دور الـ 8

أما مباريات دور الــ 8، فستبدأ يوم الجمعة 6 يوليو، في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت القدس، بين أوروغواي وفرنسا، إذ ستكون تحديًا حقيقيًا وأكثر صعوبة لـ"الديوك"، إذ ترغب الأوروغواي في إعادة أمجاد مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، عندما حصدت المركز الثالث.

وعند الساعة التاسعة من ذات اليوم، سيشهد العالم ما يتوقع أن تكون أقوى مباريات كأس العالم، بين منتخبين مدججين بالنجوم، في مباراة –إن كانت مفتوحة- ستكون مليئة بالأهداف، بين بلجيكا والبرازيل.

وثاني أيام ربع النهائي، سيشهد مواجهة إنجلترا لجيرانهم السويديين، في مباراة ستكون مبنية على اللعب البطيء المبني على السيطرة في منتصف الملعب، ما يبشر بمباراة قليلة الأهداف وبطيئة النسق.

تليها آخر مباريات ربع النهائي، بين كرواتيا وروسيا، المنتخبين المتأهلين بركلات الترجيح، وفي حال تكرر سيناريو دور الـ16 وتألق حارسا المنتخبين، فإن المباراة ستكون أصعب على المهاجمين منها على مدافعي كرواتيا وروسيا.

المصدر : الوطنية