خرج القيادي في حركة "فتح" والنائب في المجلس التشريعي عن كتلتها البرلمانية فيصل أبو شهلا، عن صمته بسبب الاجراءات التي فرضها الرئيس محمود عباس على قطاع غزة منذ ما يزيد عن عام.

وتساءل أبو شهلا في منشور كتبه على موقع "فيسبوك" يوم أمس:"  لماذا هذا الضغط على أهل غزة؟، هل هو ليبتعدوا عن قيادتهم الشرعية والتزامهم الوطني ؟، لماذا يتم تقزيم غزة وقياداتها الوطنية وإضعاف تأثيرهم في القرار الوطني الفلسطيني؟، لماذا تحولت غزة مِنْ رافعة للقرار الوطني والسياسي إلى حالة إنسانية ؟، لماذا تحولت غزة مِنْ المدينة التي تُخرج المليونيات دفاعاً عن الشرعية ودعماً للقرار الوطني إلى مدينة المليون متسول ؟.

وأوضح أن أسئلة كثيرة لا تنتهي، وبدون إجابات واضحة حتى الآن، متسائلاً:" ما الذي يحدث ؟؟ ما هو المطلوب ؟، وما المصلحة في إخراج غزة وأهلها من المساق الوطني والقرار الوطني؟، هذه السياسات التي بدأت منذ ما يزيد عن عامٍ من الزمن ، ماذا حققت مِنْ إنجاز ؟.

كما تساءل:" ماذا حققت في مواجهة ما يُحاك ضد المشروع الوطني وضد فـتـح وضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد كل ما هو فلسطيني، ولمواجهة صفقة القرن التي يُراد بتطبيقها تصفية القضية الفلسطينية حسب البرنامج الإسرائيلي وبالدعم الأمريكي ..

هل هناك مراجعة أمينة ووطنية ودقيقة لهذه السياسات التي اتخذت بإحالة أبناء السلطة في غزة إلى التقاعد المبكر أو الخصومات أو قطع الرواتب ؟.

هل هناك إنجازات أو فائدة تحققت ؟.

وقال أبو شهلا:" لقد كان الهدف المعلن لهذه السياسات هو الضغط على حماس للتخلي عن السيطرة على قطاع غزة وتحقيق عودة الشرعية والوحدة الوطنية ، لكن ما أراه هو الفشل التام لهذه السياسات وهذه الاختيارات".

وأضاف:" نحن أصبحنا أقرب إلى انفصال غزة عن الضفة ، أيضاً أصبحنا أضعف في مواجهة التحديات القادمة والتي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تحول هم المواطن من دولة واستقلال وتحرير إلى تسول لقمة العَيْش !!".

ووجه سؤال لحركة حماس، قائلاً:" ماذا تحقق مِنْ سيطرتكم على قطاع غزة طوال السنوات الأحد عشرة الماضية سوى هذا التراجع الكبير على كافة المستويات سواء الوطنية أو مواجهة الاحتلال أو المقاومة أو الوحدة الوطنية وصولاً لهذه الحالة من الانهيار الإجتماعي والوطني والعلاقات المتدهورة بين أبناء الشعب الواحد".

وتابع:" ألا يستدعي هذا منكم المراجعة والتوقف عن التمسك بالسيطرة على غزة وإرتهانها لديكم بغض النظر عن معاناة الناس وتهاوي المشروع الوطني ، فقط لتحقيق أهداف تنظيمية قصيرة النظر لم ولن تحقق شيئاً وطنياً أو حتى شعبياً"، على حد تعبيره.

وشدد على أنه "كفى ثم كفى لهذا العبث والأنانية والسياسات التي أسماها الخاطئة والملتبسة، فلترفعي يا حماس يدكِ عن غزة ، ولِتستقيل أو تُقال هذه الحكومة التي فشلت في إنجاز أي شيء سواء على الصعيد الوطني أو الاقتصادي أو الإجتماعي".

وبين أن الحكومة جاءت بمسمى حكومة التوافق الوطني وصارت حكومة التباعد الوطني ومسؤولة عن فصل غزة عن الضفة، بحسب أبو شهلا.

وخاطب النائب أبو شهلا الرئيس، قائلاً:" سيدي الرئيس أبو مازن .. أنت رمز شرعيتنا ونحن التزمنا وملتزمون بالشرعية وبقيادتكم ، نتوجه إليك أن تُعيد الأمور إلى نصابها وإلغاء كل هذه الإجراءات التي أثرت سلباً ، وبالذات التي طالت الرواتب".

وطالب الرئيس بمراجعة ما تم ومحاسبة المسؤولين عن هذه السياسات والتي أدت إلى هذا التدهور الكبير على ساحتنا الفلسطينية الوطنية ، وإقالة هذه الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وتوافق وطني حقيقية تستطيع أن تنهض بالحالة وتواجه هذا التدهور الكبير على ساحتنا الفلسطينية في داخل الوطن وخارجه.

 

المصدر : الوطنية