قالت وزارة الزراعة في غزة إن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل أثر بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية والامن الغذائي في القطاع المحاصر.

وأوضحت الوزارة في بيان صادر عن دائرة "البستنة" أن انقطاع التيار الكهربائي أثر سلبا على القطاع الزراعي و على الأنشطة الزراعية التي ينفذها المزارع داخل المزرعة خصوصا عمليتي الري والتسميد، مبينةً أن ذلك أدى لتنفيذ هذه الأنشطة في غير مواعيدها وأحيانا عدم تنفيذها بالشكل المناسب الامر الذي ترتب عليه الكثير من الخسائر  في مختلف المراحل الزراعية.

وأشارت "دائرة البستنة" إلى أنه ونتيجة لعدم انتظام الري و تعرض الأشجار إلى العطش الشديد، تتجه الأشجار إلى الإزهار في غير مواعيدها وينتج عن ذلك ثمار رديئة تؤثر على الموسم الرئيسي وهذا بمثابة اجهاد و إجهاض للأشجار ( إجهاد للأشجار الصغيرة و إجهاض للأشجار الكبيرة).

وأوضحت أنه في حال استمرار تعرض النبات للعطش تتوقف هرمونات النمو ويبدأ النبات بإفراز هرمونات الشيخوخة والتي تؤدي إلى إنهاء المحصول مبكرا و يسبب ذلك خسائر اقتصادية كبيرة  للمزارع وهذا يؤثر على الأمن الغذائي للمواطن في قطاع غزة.

وشددت على أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي ولساعات طويلة أدى إلى تراجع المزارعين عن الزراعة وزراعة ثلث أو ربع مساحة الأرض المقرر زراعتها، مبينةً أن هذا الأمر يؤثر على نسبة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية ويجعل الأمن الغذائي للمواطن في خطر.

ولفتت إلى أن الكثير من المناطق الزراعية تعاني من مشكلة ملوحة مياه الري وأن جفاف التربة يسبب تركيز الأملاح في منطقة نمو الجذور وهذا يؤثر على صحة النبات و تظهر أعراض نقص العناصر.

وعددت الدائرة العديد من المراحل التي تأثرت بهذه الأزمة، من بينها مراحل خاص بمحصول الخضروات.

وبينت أن أولى هذه المراحل هي  "تجهيز التربة" للزراعة والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من مياه الري لتنشيط الآفات الساكنة في التربة ( توفير الظروف المناسبة لتحفيزها للخروج من طور السكون واستعادة نشاطها ليسهل مكافحتها و جعلها تحت السيطرة بحيث لا تسبب خسائر اقتصادية).

وبين أن من ضمن المراحل، مرحلة "تعقيم التربة" حيث ان الماء هو الوسط الناقل لمعظم مواد التعقيم التي تستخدم لمكافحة آفات التربة، وإذا لم يتوفر الماء بالكميات المناسبة بسبب انقطاع التيار الكهربائي فإن مواد التعقيم لن تصل إلى العمق المناسب لمكافحة الآفات بشكل فعال، وينتج عن ذلك نمو الآفات من جديد بعد الزراعة والتي بدورها تصيب النبات وتسبب خسائر اقتصادية في المحصول أو ترفع سعر التكلفة لدى المزارع.

وبخصوص مرحلة "التعقيم الحراري" فتعتمد هذه الفلسفة على مكافحة الآفات داخل التربة بالحرارة، ويعتبر الماء هو الوسط الناقل للحرارة داخل التربة الزراعية، وعدم توفر الماء بالكمية المطلوبة يؤثر على درجة الحرارة و وصولها إلى العمق المطلوب و تبقى الآفات حية و تعيد دورة حياتها من جديد بعد الزراعة.

وفي "مرحلة الزراعة"، فعند تعرض الأشتال الصغيرة للعطش الشديد بعد الزراعة يسبب موت الأشتال بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يتطلب إعادة الزراعة مرة اخرى و هذه خسائر مباشرة للمزارع.

أما في "مرحلة الإزهار" فإن عدم انتظام الري في مرحلة الإزهار ينتج عنه تساقط للأزهار نتيجة الجفاف لأن الأزهار حساسة للجفاف، وكذلك تساقط الثمار الصغيرة بعد العقد الأمر الذي يسبب خسائر ناتجة عن قلة الإنتاج.

وفي "مرحلة الإنتاج" فإن عدم انتظام الري أو تعريض النبات للعطش ينتج عنه تشقق و تشوه الثمار مثل البطيخ والطماطم أو الحصول على الطعم المر مثل الباذنجان و المحاصيل القرعية أو الحصول على ثمار صغيرة غير مرغوبة في الأسواق و لن تلبي احتياجات المستهلك.

وأوضحت الدائرة أن من ضمان المراحل، هناك مراحل خاصة بمحاصيل البستنة الشجرية "الفواكه"، حيث أن أولها مرحلة زراعة الأشجار، بحيث إذا تعرضت الأشجار الصغيرة للعطش الشديد بعد الزراعة ينتج عن ذلك أشجار قزمية ضعيفة تكون عرضة لمهاجمة الآفات فوق و تحت سطح التربة مما يرفع تكاليف المكافحة أو  يسبب موت الأشجار بسبب ارتفاع  درجات الحرارة مما يتطلب إعادة الزراعة مرة اخرى و هذه خسائر مباشرة للمزارع.

وفي مرحلة "النمو الخضري" فكثير من الأشجار في هذه المرحلة ينتج عنها براعم خضرية تحمل الأزهار للموسم القادم، فإن تعرض الأشجار للعطش يمكن أن يصيب الأغصان بسوسة الأغصان وكذلك تتأثر أزهار وثمار الموسم القادم و تقل كمية الإنتاج مثل محصولي الزيتون و الجوافة.

وبخصوص "مرحلة الإزهار" فتتأثر هذه المرحلة بمحتوى الرطوبة في التربة بشكل كبير لأن النبات يحتاج الماء بكميات كبيرة، وعليه فإن النقص في كمية الماء يسبب أضرار كبيرة للنبات تتمثل في نقص كفاءة عملية التلقيح و الإخصاب بسبب جفاف حبوب اللقاح و ضمور مبيض الزهرة و لا يمكن تعويض هذا الضر نظرا لقصر هذه المرحلة مقارنة بمرحلة النمو الخضري و مرحلة نضج المحصول.

وفي "مرحلة الانتاج" ونتيجة لتعرض الأشجار المثمرة للعطش، تتجه أشجار الفاكهة المثمرة إلى انضاج الثمار قبل موعدها نضج غير طبيعي ينتج عنه قلة في كمية و جودة المحصول و تدني قيمته الاقتصادية.

ونشرت الدائرة في بيانها العديد من الحلول المتاحة لواقع قطاع غزة، مشيرةً إلى أنها مكلفة اقتصادياً وتزيد من كاهل المزارع الفلسطيني، وهي على النحو التالي:

•          تشغيل الآبار المركزية ( التي تخدم أكبر قدر من المزارعين أو أكبر مساحة زراعية ) بالطاقة الشمسية

•          تشغيل مولدات الآبار أو المضخات بالوقود  

•          بناء خزانات أو برك مياه علوية فوق الآبار بارتفاع مناسب يسمح بري المحاصيل الزراعية بدون الحاجة للطاقة

•          التطيين ( خلط التربة الرملية بالطين ) وذلك لتمكين التربة للاحتفاظ بالماء أطول فترة ممكنة .

•          استخدام الأغطية البلاستيكية لتغطية سطح التربة حيث يتم استخدام أنواع مخصصة من البلاستيك باللون الأسود أو الفضي و يعمل على :

•          تقليل البخر من التربة

•          زيادة نمو الجذور و حمايتها من الفروق الحرارية

•          مكافحة الأعشاب

•          عدم تراكم الأملاح و زيادة تركيزها في بيئة نمو الجذور من خلال توفير الرطوبة بشكل مستمر

•          منع انجراف التربة في المناطق الغير مستوية نتيجة الري  أو من مياه الأمطار في الزراعات المكشوفة .

 

المصدر : الوطنية