أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، أن  المجلس الوطني بغياب التوافق سيعمل على تعميق الانقسام، وتخريب كل المساعي الفلسطينية أو الإقليمية العاملة على إنهاء الانقسام.

وأعرب عبد ربه في حوار أجرته "الوطنية" الخميس، عن استغرابه من مشاركة فصائل وطنية في أعمال المجلس الوطني، الذي وصفه بـ"المزعوم" في ظل استمرار العقوبات الجماعية ضد قطاع غزة.

وقال: " كنت أتوقع أن تشترط هذه القوى كحد أدنى رفع العقوبات الجماعية، ووقف هذه السياسة المقيتة في التعامل مع شعب بأكمله، مقابل مشاركتها في المجلس الوطني"، مشددًا على أنه لن يستطيع أحد أن يفصل الشعب الفلسطيني عن بعضه البعض.

وفي سؤاله عن حركة فتح وتفردها بالقرار قال : "المسؤول عن الوضع الحالي ليس فتح، فهذه لم تكن تقاليد هذه الحركة التي بنت الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير بالدم".

وأضاف "الروح الوطنية الآن تضعف لصالح التناحر والانقسام والصراع غير الصحي، داخل أطياف الحركة الوطنية الفلسطينية".

وفي عام 2015، أعفى الرئيس محمود عباس عبد ربه من منصبه كأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حيث أعلن الأخير رفضه للقرار وقال إن عباس لا يملك صلاحية إقالته من منصبه.

وأكد عبد ربه وقتها أن منصبه ليس وظيفة، وهو منتخب من قبل الأعضاء كما الرئيس منتخب، متهماً عباس بأنه أفرغ منصب أمين السر واللجنة التنفيذية من مضمونيهما، وأن أية خلافات سياسية واختلاف في وجهات النظر لا يبرر أية إجراءات عقابية.

وأشار إلى أنه ترك وبشكل أخوي وبالتراضي قيادة حركة فدا في عام 2002 وانتهى الأمر.

وعقب على عدم دعوته للمجلس الوطني قائلاً : "يبدو أن هناك من قال لهم بأنني سأتحدث في المجلس وأقول الحقيقة، وهم لا يريدون أن يسمعوا إلا صوتهم ولا يريد عزام الأحمد أو غيره إلا أن يرى صورته نفسه".

وأشار إلى  أن هناك عددًا كبيرًا من "المستقلين الوطنيين" مُنعوا من المشاركة في المجلس الوطني، وقال : "هناك مهازل حقيقية تجري".

فيما يلي نص الحوار
كيف ترد على السيد عزام الأحمد بشأن تعليقه على الرسالة التي وجهتها لرئيس المجلس الوطني سليم الزعنون؟

أول مرة منذ عشرين عاماً أسمع حديث الأحمد، لأنني تركت حزب "فدا" عام 2002 بالتراضي مع جميع أعضاء الحزب، وأشير إلى أنني من رشحت صالح رأفت لترأس الحزب، بعدها شُكلت قيادة جديدة لمنظمة التحرير وكنت عضواً فيها، ثم بعد ذلك أصبحت أمين سر اللجنة التنفيذية.

فقبل أن يولد عزام، كنت عضواً في اللجنة التنفيذية وفي القيادة الفلسطينية، ولا يصدق أن شخص مثله يريد حوارًاً وطنيًا صادقًا، لأنه يتحدث بلغة شتائم سخيفة ورخيصة ويفتعل أزمات مع الفصائل الفلسطينية.

هم شكلوا لجنة من الفصائل لكي يجعلوا الأحمد يترأس اللجنة، ويأخذ القرارات لوحده تمهيداً لإرسالها  إلى رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون.

لماذا تم استبعادك من المجلس الوطني، خاصة وأنك عضو في منظمة التحرير؟

هناك أشخاصٌ قالوا إنه لو حضر سيتحدث وسيقول الحقيقية، وهم لا يريدون أن يسمعوا إلا صوتهم، وهذه هي تقاليدهم للأسف، كما سُحب من بعض المستقلين الوطنيين عضوياتهم من غير علمهم، بالإضافة إلى عدم إرسال دعوات لأخرين لهم سنوات طويلة في المجلس، حيث جرى فصلهم نهائياً.

كما أنني طلبت من الأعضاء أن يضعوا اشتراطات قبل الموافقة على الحضور، لأن مطالبهم لن تُأخذ بالحسبان بعد عقد المجلس.

كنا نختلف ونتصارع مع الراحل ياسر عرفات في الموقف، وبالعكس كان يقول إذا ما لقيت أحدًا يختلف معي سيكون عندي خطأ، واليوم يريد عباس البصم على ما يقولوه وما سوف يقولوه.

كيف تعلق على إصرار القيادة الفلسطينية على عقد المجلس الوطني في ظل مقاطعة واسعة من الفصائل؟

إن عقد المجلس الوطني دون توافق وطني شامل، وفي ظل عدم المشاركة الواسعة للحركة الوطنية، لن ينتج شيئاً على صعيد مناهضة الاحتلال الإسرائيلي، أو على الصعيد الداخلي في موضوع المصالحة وغيرها من الأمور، التي تشغل الشعب الفلسطيني حالياً.

كما أنه سينتج أمراً واحداً وهو تعميق الانقسام وتخريب كل المساعي الفلسطينية والإقليمية العاملة على تحقيق المصالحة الفلسطينية.

ماذا عن موافقة بعض الفصائل للمشاركة في "الوطني"؟

استغرب من قرار مشاركة بعض الفصائل، في ظل السياسة القائمة على قاعدة العقوبات الجماعية في قطاع غزة الجزء الغالي من الوطن الفلسطيني.

كنت أتوقع أن تشترط هذه الفصائل كحد أدنى رفع العقوبات عن غزة، وإنهاء هذا الأسلوب المقيت في التعامل مع شعب بأكمله، مقابل مشاركتها في المجلس الوطني.

بدأت تظهر علامات الضعف والانهيار في الحركة الوطنية الفلسطينية، وهذه اللحظة من التاريخ سيذكرها الفلسطينيون بأسف وغضب شديد، لكنها عابرة ولن تترك أي أثر على الأرض.

يقول البعض إن حركة "فتح" بقيادة أبو مازن تتفرد بالقرار الفلسطيني دون الرجوع لفصائل المنظمة، هل هذا صحيح من وجهة نظرك؟

يقول البعض إن حركة فتح بقيادة أبو مازن تتفرد بالقرار الفلسطيني دون الرجوع لفصائل المنظمة، هل هذا صحيح من وجهة نظرك؟

الذي يحدث اليوم لم يكن في مقاليد فتح في زمن الراحل عرفات، لأنها عملت في السابق على بناء الوحدة والمنظمة بالدم.

واعتقد أن "فتح" مثل بقية قوى الشعب الفلسطيني ترغب في التغلب على الانقسام، لكن المسئول عن الوضع الحالي ليس فتح، فهذه لم تكن تقاليد هذه الحركة التي بنت الوحدة الوطنية ومنظمة التحرير بالدم

الروح الوطنية اليوم تضعف لصالح التناحر والانقسام والصراع غير الصحي داخل أطياف الحركة الفلسطينية.

المصدر : الوطنية - ليث شحادة