ازدادت أعداد الغرقى في صفوف المهاجرين وطالبي اللجوء بشكل ملحوظ منذ بداية عام 2018، على الرغم من انخفاض أعدادهم مقارنة بالسنوات الماضية، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

وأكد المرصد أن أعداد اللاجئين عبر المتوسط تتزايد وكذلك أعداد طالبي اللجوء لا زالت في تزايد ملحوظ على الرغم من انخفاض أعدادهم مقارنة بالسنوات الماضية.

وقال في بيان له وصل الوطنية نسخة عنه صباح الأحد، إنه وبالرغم من أن أعداد المهاجرين واللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال المائة يوم الأولى من العام 2018 "حتى 11 أبريل" انخفضت إلى النصف مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2017، إلا أن أعداد الغرقى شهدت ارتفاعًا ملحوظًا.

وأضاف "بينما غرق قرابة 24 شخصًا من كل 1,000 شخص وصل إلى أوروبا عبر البحر في هذا الوقت من العام الماضي، فإن النسبة لهذا العام ارتفعت إلى 33 غريقاً مقابل كل 1,000 من الواصلين".

وأشار إلى أن معظم الواصلين إلى أوروبا هذا العام وصلوا عن طريق البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا.

وأوضح أن إحصاءات المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن حوالي 16.847 مهاجراً وصل إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال العام 2018، فيما بلغ عدد هؤلاء خلال نفس الفترة من العام الماضي حوالي 33.602 مهاجر.

وأظهرت إحصاءات المنظمة أن حوالي 6894 مهاجرًا بحريًا وصل إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط حتى 11 أبريل من هذا العام، في حين أن 6.407 مهاجرا وصل إلى اليونان، وحوالي 3.499 مهاجرا وصل إلى إسبانيا.

وأكد أنه من بين 933 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سُجلت في صفوف المهاجرين أثناء هجرتهم خلال هذا العام "2018"، فإن حوالي 557 حالة وفاة حصلت في البحر الأبيض المتوسط.

وقال إن شهر أبريل الحالي شهد غرق مركب قبالة ساحل مدينة طنجة في المغرب كان يقل عدداً من المهاجرين، حيث عثرت السلطات المغربية على جثث ستة مهاجرين، من بينهم أربعة مواطنين مغاربة، في حين أصيب حوالي 10 أشخاص جراء هذا الحادث.

وأضاف "هذا الشهر شهد كذلك غرق اثنين من المهاجرين في أوروبا عند عبورهما نهر كولبا – الذي يمثل الحدود الجنوبية لسلوفينيا مع كرواتيا- حيث ذكرت السلطات بأنها عثرت على جثة شاب مغربي يبلغ من العمر 19 عاما، في حين أن الجثة الأخرى كانت تعود لمواطن جزائري، وفقدا حياتهما أثناء عبورهما هذا النهر".

وأشار إلى أن الارتفاع الملحوظ في عدد وفيات المهاجرين عبر البحر المتوسط يرجع لأسباب عدة منها تعمد المهربين إرسال عدد كبير من السفن دفعة واحدة، ما يعقّد عمل سفن الإنقاذ ويساهم في وقوع عدد كبير من الغرقى، خصوصا في ظل عدم وجود عملية أوروبية تختص بالإنقاذ في البحر المتوسط، فضلاً عن تقلبات الطقس خلال الأشهر القليلة الماضية واستخدام المهربين لمراكب متهالكة.

ولفت إلى أن المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى اليونان يعانون ظروفاً مأساوية، حيث يتعين على المئات منهم الإقامة لفترات طويلة في ظروف سيئة في الجزر اليونانية.

وأضاف أن المهاجرين الذين يصلون إلى جزيرة ساموس اليونانية يُجبرون على العيش في مخيم فاثي، وهو مركز استقبال مكتظ بطالبي اللجوء والمهاجرين، ويعانون فيه من نقص المياه والكهرباء ومخاوف العنف الجنسي والتمييز مع عدم توفر النظافة والموارد الصحية الكافية.

وبحسب "الأورومتوسطي" يلجأ المهاجرون للانتقال من البلدان الأوروبية الساحلية التي يصلون إليها أول الأمر عبر طرق صعبة من أجل الوصول إلى دول أخرى في شمال وغرب أوروبا، إلا أن هؤلاء يتعرضون للاستغلال والاعتداءات من المهربين والعصابات المسلحة، ويكون الأمر أكثر خطورة حين يكون المهاجر طفلاً غير مصحوب بعائلة، وتصل أعداد هؤلاء إلى 13% من مجموع المهاجرين.

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أحصت وفاة 75 شخصاً على الطرق البرية على حدود أوروبا الخارجية أو أثناء التنقل فيها في عام 2017.

وطالب المرصد الحقوقي الدولي في نهاية بيانه المجتمع الدولي بتحمل مسؤولية جماعية اتجاه طالبي اللجوء والمهاجرين، والتسريع في عقد وتبني الاتفاقية الجديدة للجوء.

ودعا إلى ضرورة اتخاذ موقف حاسم إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون والمهاجرون في أوروبا، والعمل على بذل المزيد من الجهود لإنقاذ القوارب المتهالكة في البحر المتوسط والسعي لفتح الممرات والقنوات لوصولهم إلى الدول الأوروبية بشكل آمن.

المصدر : الوطنية