عرضت وزارة الداخلية في غزة مساء اليوم الأربعاء، فيديو يحتوي على اعترافات منفذي تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، الذي وقع على طريق حاجز بيت حانون "إيرز" بشمال قطاع غزة في بداية الشهر الجاري.

ويتضمن الفيديو الذي عرض بنهاية مؤتمرها الصحفي حول نتائج التحقيقات الجارية بهذا الملف، شهادات أشخاصاً شاركوا مع المتهم الرئيس أنس عبد المالك أبو خوصة بتفجير الموكب خلال دخوله القطاع.

ويعد أنس أبو خوصة المخطط والمنفذ الرئيس للتفجير، حيث قتل ومساعده عبد الهادي الأشهب في مهمة أمنية نفذت غرب النصيرات وسط القطاع قبل عدة أيام، بعد ورود معلومات للأجهزة الأمنية تفيد بالمكان الذي يختبئ فيه مع مجموعته التي حصنت نفسها بالأسلحة والقنابل.

واستخرجت الأجهزة الأمنية جميع الأدلة الجنائية والفنية من مكان الحدث ومحيطه، كما أنها عملت على فحصها وتحليلها من خلال ذلك، تم الوصول إلى عدة دلائل وإشارات حول المشتبه بهم في الحادثة.

وبحسب ما جاء في الفيديو، فإنه أثناء عمل إدارة هندسة المتفجرات في فحص مكان الانفجار ومحيطه، تم العثور على عبوة أخرى لم تنفجر ، وهو ما شكل مفتاحًا للاستدلال على المعدات المستخدمة في التفجير.

وتبين أن المسافة بين العبوة الأولى والثانية هي 38 م، لا سيما أن الثانية لم تنفجر نتيجة عطل فني فيها، وهذا ما ساعد الأجهزة الأمنية للوصول للمنفذين.

وقال أحد المشاركين في العملية محمد الحواجري معترفاً:"  قبل وقوع الانفجار بشهرين ونصف سلمني أنس أبو خوصة "دلو" كبير مليء بمادة "تي أن تي"، ثم طلب مني أن يبقى عندي في المنزل".

وتابع الحواجري اعترافه:" ثم التقيت بأنس بعد يومين في منزلي، حيث سكب المادة في "برميل" 15 لتر ، وبعد ذلك طلب مني أن احتفظ فيه.. وقبل التفجير بأسبوع ونصف جلب معه "صاعقين" و"سي فور"، ثم أحضرت له "البرميل"، ثم بعدها خرقه من النصف وألقى الصاعقين والمادة بداخله ومن ثم سكبوا في كيس دقيق".

أما المشارك الأخر الذي يدعى معاذ الحواجري، قال:" قبل التفجير بأيام كان محمد الحواجري وأنس وسمير أبو خوصة جالسون مع بعضهم، بعدها طلب مني محمد أن أحمل كيس أبيض واضعوا على باب محل".

 (زرع العبوات)

والمشارك الثالث يدعى ياسر حسونة أبو خوصة (27 عاماً)، قال إن أنس وأخاه سمير البالغ من العمر (32 عاماً)، كانا يستقلان دراجة نارية وكان في الصندوق الخلفي لها أدوات حفر ، حيث توجهها إلى منطقة "عزبة بيت حانون" لزراعة العبوتين " التي لا تحتويا على أي شظايا) بعمق 10 سم تحت الأرض.

ويروي الحواجري الذي يقطن في منطقة "العطاطرة" بشمال القطاع، المكلف بمهمة الرصد والمتابعة:" قبل الانفجار بعدة أيام طلب مني أنس أن أذهب صباحاً إلى براج الندى بشمال القطاع، وأقف في المكان وأتابع خروج السيارات من حاجز بيت حانون، مقابل 100 دولار".

ويوم التفجير، خرج ياسر من بيته على الساعة التاسعة صباحاً بواسطة الدراجة النارية التي يملكها أخاه سمير ، إلى أبراج الندى وبالتحديد قرب حاجز بيت حانون، وقام متابعة تحرك سيارات موكب الحمد الله، وبعدها هاتف أنس وأخبره بخروجهم، وبعد ذلك انسحب من المكان.

(شرائح الاتصالات)

واشترى أنس أبو خوصة برفقة معاذ لوحتين تحكم "هاتف محمول" من محل هواتف يقع بمنطقة السرايا وسط مدينة غزة، لكي يربط العبوة بشريحة محمول ويكون أمر التفجير عن طريق شريحة أخرى برقم مختلف.

وتمت عملية المتابعة الفنية لجميع كاميرات المراقبة المحيطة في المكان، والعمل على فصحها وتحليلها، وتم رصد تحركات مشبوهة لدراجة نارية يستلقها شخصان مجهولان تمت متابعة خط سيرهما.

وبعد التحري والتحقيق تم التوصل للمعلومات التالية، وهي عملية شراء شرائح الاتصال تمت في نهاية شهر ديسمبر  2017، بالإضافة إلى البدء بمحاولات تجميع العبوة في بداية شهر يناير 2018، وانتهاء مرحلة  التجهيز للتفجير في نهاية شهر فبراير 2018.

كما أن العبوات زرعت في بداية شهر مارس 2018، بالإضافة إلى ربطها بأجهزة التفجير بتاريخ 10/3/2018 ليلاً في مكان الحدث.

وفي ختام المؤتمر الصحفي تساءل المتحدث باسم وزارة الداخلية اياد البزم:" من الذي أبلغ المنفذين بموعد قدوم الوفد، قبل أن يعلم اللواء توفيق أبو نعيم؟؟، وهذا يثير الشك في الجهة الرئيسية التي تقف وراء التفجير.

 

 

المصدر : خاص- الوطنية