قالت الحكومة، إن من يقف خلف محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله والوفد المرافق له في قطاع غزة، يهدف إلى القضاء تماماً على الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، ويخدم مباشرة أهداف دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وتعرض الحمد الله الذي كان يرافقه رئيس جهاز المخبرات العامة اللواء ماجد فرج ووكيل وزارة الداخلية لمحاولة اغتيال صباح الثلاثاء الماضي، خلال توجه لافتتاح مشروع معالجة مياه الصرف الصحي شرق جباليا شمال القطاع.

ووصفت الحكومة خلال اجتماعها اليوم الثلاثاء، الاستهداف بـ العمل الجبان، قائلة إنه لا يمثل ثقافة شعبنا ولا أهلنا في غزة"، مشددة على ضرورة توخي الحذر في هذه المرحلة الدقيقة، وعدم ترك أي فرصة للأيادي التي وصفتها بـ الخبيثة التي تسعى لتصفية مشروعنا الوطني.

وأشادت بالمواقف المسؤولة والشجاعة التي أبداها" الحمد الله و ماجد فرج، في إتمام الهدف الذي ذهبا من أجله للقطاع، للتخفيف من معاناة شعبنا هناك، والتصريحات المسؤولة التي أطلقها رئيس الوزراء خلال افتتاح المشروع"، بحسب وصفها.

وتساءلت "إذا كان الحديث عن سلاح واحد وشرعية واحدة غير ذي صلة، فكيف لحكومة أن تستلم غزة ولا تقوم بتحمل مسؤولية الأمن فيها؟".

وحملت الحكومة حركة حماس المسؤولية الكاملة عن التفجير، كحكومة الأمر الواقع في قطاع غزة، فيما "استنكرت إقدام حماس على إغلاق شركة الوطنية واعتقال عدد من موظفي شركة الوطنية وجوال للاتصالات في إجراء غير قانوني بحجة التحقيق"، كما قالت.

وطالبت حماس بتسليم قطاع غزة دفعة واحدة، مؤكدة استعدادها لتسلم مسؤولياتها كافة كاستحقاق وطني ومتطلب أساسي لنجدة غزة من المخاطر التي تحدق بها، وتفويت الفرصة على إسرائيل للاستمرار في الانقسام، وفصل قطاع غزة عن هذا الوطن.

وشددت على" أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع كانوا وسيظلون في صلب اهتمام وأولويات عمل القيادة والحكومة، التي أعادت ترتيب أولوياتها بعد العدوان الإسرائيلي عليها وتوزيع الموارد المالية المحدودة لديها، ووضعت إغاثة أبناء شعبنا في القطاع ، وإيجاد المأوى لهم وتخفيف معاناتهم وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال باعتبارها المهمة الأولى التي لا يتقدمها ولا يعلو عليها أي مهمة أخرى"، بحسب الحكومة.

وأضافت:" طوال سنوات الانقسام لم ينقطع يوماً عمل الحكومة فيها، بما في ذلك حشد الدعم الدولي لانتشال القطاع من الدمار والموت والعدوان، معتبرة أن غزة هي حامية القضية والهوية الوطنية، ولا يمكن أن تكون دولة فلسطين إلّا والقدس عاصمتها، وغزة قلبها النابض بالحياة والأمل".

وعقب على اجتماع الإدارة الأمريكية لبحث أزمات غزة الإنسانية المتفاقمة، قالت إن اجتماع كشف حقيقة أن ما تسميه الإدارة الأمريكية "بصفقة القرن" هي مجرد خدعة لذر الرماد في العيون، وحرف الأنظار بهدف إتاحة المزيد من الوقت للحكومة الإسرائيلية لاستكمال مشاريعها الاستيطانية وتهويد القدس وضمها.

وتابعت:" وترسيخ احتلالها بهدف القضاء على أي إمكانية ليس لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، فحسب، وإنما لتصفية كافة قضايا الوضع النهائي والحيلولة دون إقامة أي كيان فلسطيني مستقل بأي شكل من الأشكال".

وتساءلت الحكومة:" كيف للإدارة الأمريكية أن تقطع المعونات عن فلسطين وعن وكالة الأونروا التي ترعى شؤون أكثر من ثلثي سكان القطاع، وتدعي أنها تهتم بإيجاد حلول للكارثة الإنسانية في غزة، وهي التي تتسبب في تفاقمها".

وأوضحت أن الأزمة في غزة ليست بسبب كارثة طبيعية حتى يتم تدارس بعدها الإنساني فقط، بل هي بفعل الحصار والاحتلال الإسرائيلي الذي دعمت الإدارة الأمريكية وساندت استمراره ووقفت أمام أي جهد لرفعه.

وأضافت أن تلك الإدارة تسعى الآن من خلال مثل هذا الاجتماع إلى تمكين إسرائيل من التنصل من مسؤولياتها في قطاع غزة عبر نقل تلك المسؤوليات إلى جهات أخرى، وتزييف الواقع على أنه إنساني بفعل مجهول، مرحبة بأي مشاريع لقطاع غزة على أن تمر هذه المشاريع من خلال الحكومة الشرعية.

المصدر : الوطنية