أوصى مختصون بضرورة بتعزيز قيم التسامح والحوار ونشر ثقافة السلم الأهلي، وتوفير فرص عمل للشباب والإسراع في تحقيق المصالحة الوطنية.

كما دعا المختصون في ختام فعاليات مؤتمر "نحو مجتمعات خالية من التطرف والعنف والانحراف الفكري"  الذي نظمته مؤسسة ملتقى النجد التنموي بالشراكة مع لجنة المونانيت المركزية "mcc" الحكومة لتطوير سياسات التعليم والمناهج التربوية، وخلق فرص عمل لجيل الشباب والخريجين من خلال تنفيذ المشاريع التنموية، بالإضافة الى تعزيز قيم التكافل الاجتماعي.

واعتبر هؤلاء الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية الاحتلال الإسرائيلي وممارساته وحصاره أحد اهم الأسباب  التي أدت الى التطرف والانحراف الفكري، بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية.

وشددوا على ضرورة العمل على ضبط الخطاب الديني والتوفيق فيما بين المؤسسات الدينية وتوجيهها نحو خطاب ديني معتدل، وتجنيد الاعلاميين والمثقفين والجامعات لتبني خطاب تنويري.

قال المدير العام لملتقى النجد التنموي خالد أبو شرخ إن: الشواهد الدالة على سوداوية المرحلة القادمة ماثلة تمامًا للعيان، مضيفاً أن الفكر الديني المعتدل والمناهج السياسية الوسطية تسير تدريجيا نحو الانحسار، ولن تتعدى تأثيراتها حدودها الذاتية والقطرية.

وأكد أبو شرخ ان الاحتلال الإسرائيلي هو أهم البواعث على العنف والتطرف، لأنه بسلوكه العدواني وسيطرته على سبل حياة الافراد، ومنعه لحريتهم في الحياة الكريمة والتنقل ومحاربة الهوية الوطنية للأفراد في وطننا، يساهم في تشكيل ردة الفعل الوطنية ، دفاعا عن كينونتهم الوطنية وكرامتهم الانسانية التي يسلبها الاحتلال .

 وأشار أبو شرخ إلى أن الحصار الاقتصادي الذي ينشر الفقر هو عامل اخر من عوامل الدفع باتجاه العنف والتطرف ، بل والانحراف الفكري، وتراجع الحياة الديمقراطية في مجتمعنا ، كل هذه العوامل تساهم في انتشار الظاهرة "التي نعتبرها كما اسلفنا ظاهرة طارئة ودخيلة على الثقافة الوطنية" .

من جانبه، قال مستشار الرئيس لحقوق الإنسان كمال الشرافي ، إن المجتمع الفلسطيني كان قبل سنوات يعيش في حالة وئام وسلام داخلي نسبي افضل من الحالة التي يعيشها اليوم.

واعتبر أن السبب الرئيسي لخلق بيئة التطرف والانحراف هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس إرهاب الدولة المنظم.

وأضاف الشرافي أن الاحتلال يرفض الانصياع للقوانين الدولية ويرفض الاستجابة للرغبة الفلسطينية بالسلام، بل ويمعن باستهداف جميع قطاعات الشعب وخصوصاً الشباب منهم نظراً لأهميتهم.

وأكد الشرافي أن الانقسام الفلسطيني شكل خطراً على المجتمع الفلسطيني ايضاً واسهم في خلق مناخات لنمو التطرف والانحراف، مشيراً إلى أن البعض يتوهم ان انتصاره يتم على ركام الاخر المحلي.

من جانبه، قال رئيس بيت الحكمة أحمد يوسف، إن المعالجة لهذه الظاهرة من الانحراف الفكري تحتاج إلى جهد الجميع، وعقل وحكمة الجميع، حتى لا يخرق السفينة قلة من المتطرفين.

وأضاف يوسف: مطلوب من الجميع  الأخذ على يد هؤلاء الغلاة المنحرفين، ولكن بتوافقات وطنية يكون الكل فيها صاحب رأي وقرار.

بدوره، أكد رئيس مركز آدم لحوار الحضارات عماد الفالوجي على ضرورة الاهتمام بتعزيز ثقافة الحوار بين فئة الشباب لأنهم الاكثر عرضة لفكر التطرف والانغلاق، ودراسة كافة ظواهر التطرف في مجتمعنا ومعرفة اسبابه ونتائجه ومعالجته فقط بالحوار مع الأسباب.

وقال الفالوجي في كلمة له إن الايمان بأن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف، محذراً من أن التطرف والتعصب هو سبب تبرير القتل والتفرد، داعيًا لاعتماد وعزيز ثقافة الحوار بين كافة فئات المجتمع.

من ناحيته، قال عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين سلامة أبو زعيتر، أن التطرف والانحراف الفكري يشكل أكبر التحديات وأصعب الازمات والاشكاليات التي تواجه المجتمع العربي بصورة عامة والمجتمع الفلسطيني بصورة خاصة.

وقال إن التطرف هي ظاهرة اجتماعية ولا يمكن حصرها بفئة معينة، أو جماعة دينية بعينها، فمازالت تتمدد داخل المجتمع ارتباطا بالعديد من الاسباب والمؤثرات، حيث أن الكشف عن التطرف والانحراف الديني وجذوره الذي يتأصل بالتعصب والعنف والتخلف، يحتاج لمزيد من الاهتمام بالبحث العلمي والتقصي لمعرفة أسبابه، باعتباره من أهم مواضيع العصر وأخطرها على حياة الانسان ومستقبله وأمنه الاجتماعي واستقرار المجتمع.

أما عميد المعاهد الازهرية في قطاع غزة الشيخ عماد حمتو، فقد استعرض مخاطر التطرف واسبابه وعلاجه، مؤكداً أن نشر العلم الشرعي، وأخذه عن العلماء، وأخذه عن المشايخ المعروفين بالعلم، والمعروفين بالثقة والأمانة وسلامة المنهج، هو سبب عظيم لنبذ هذا الغلو وسبب لتركه.

من جانبه قال ممثل مؤسسة "mcc" جيرالد شينك إن الجميع مقتنع بوجود اشخاص لديهم مسؤولية جدية للبحث عن سبل لتجنب الحروب والعنف ومساعدة المجتمع بشكل عام للوصول للشفاء والأمل.

وأضاف شينك: لو لم نمتلك الايمان لسقط منا الكثير في فخ الخوف والكره والعنف والانتقام بدون الايمان، داعيا الى المزيد من العمل لابعاد الأجيال عن مربعات العنف والتطرف حتى تنعم الأجيال الحالية والقادمة بالاستقرار وبحياة افضل.

من جانبه، قال راعي الطائفة اللاتينية في قطاع غزة المطران ماريو دي سيلفا، إن الكنيسة تعمل لنشر رسالة السلام والمحبة ، مؤكدا ان العنف يأتي من الخطية وليس من الله.

وأضاف أن الكنيسة تعمل على الحفاظ على السلام من اجل البشرية، مؤكداً أن غياب العدالة يصعب من تحقيق السلام والمحبة.

المصدر : الوطنية