قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن الرئيس محمود عباس انتزع خلال اجتماع المجلس الثوري الذي عقد أمس الأحد في رام الله، من أعضاء المجلس الموافقة على تعيين نائبه محمود العالول رئيساً لحركة فتح في حال غيابه عن المشهد الفلسطيني، وذلك حفاظاً على خيار المقاومة الشعبية.

وبحسب الصحيفة فإن الأشهر المقبلة ستكون صعبة على الرئيس أبو مازن وخاصة مع اقتراب موعد حدثَين مفصليين لا يهددان هوية مدينة القدس المحتلة فحسب، بل أساس وجود "القضية الفلسطينية" وهما تداعيات إعلان تفاصيل "صفقة القرن" التي يسعى إليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس في ذكرى النكبة في أيار المقبل.

وتصرف الرئيس على أساس أنه لن يكون موجوداً لإدارة الصراع مع واشنطن أو تل أبيب في المرحلة المقبلة، لذلك حرص خلال اجتماع أعضاء "المجلس الثوري" لحركة "فتح" (وهو ثاني أهم جسم في الحركة بعد اللجنة المركزية ومهمته مراقبتها) الخميس الماضي، على رسم الخطوط العريضة التي يجب السير عليها من بعده، والتأكيد على أعضاء المجلس تعيين نائبه العالول لرئاسة "فتح" إلى حين انتخاب رئيس جديد للحركة، وفق الأخبار اللبنانية.

وقال الرئيس خلال جلسة الثوري، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر :" قد تكون هذه آخر جلسة لي معكم وما فيه حدا منا ضامن عمره". وتعليقاً على اقتراب موعد إعلان "صفقة القرن" منتصف الشهر الحالي، "بدهم يعلنوا عن الصفقة يعلنوا عنها وقتما شاؤوا، وكيفما شاؤوا، ولكن غير اللي بدنا اياه مش رح يصير".

وحول توجه لمواجهة طرح ترمب، قال:" ما حدا بكل هالكون ممكن يفرض علينا شيء نحنا ما بدنا إياه، يعني يخلوا قرونهم لإلهم".

وشدد عباس الذي بدأ في الفترات الماضية الحديث عن عدم وجوده في المرحلة المقبلة، بالقول: "قلتها قبل هيك وبْعِيدها لن أنهي حياتي بخيانة... مش ابن فتح اللي ممكن يتنازل ويفرط ويبيع، والثوابت ثوابت وما فيها لعب".

وأضاف "غير دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 67، مش رح نقبل وما حدا بموت من الجوع"، في إشارة إلى التهديد الأميركي بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية.

وبعد انتهاء كلمة الرئيس، دارت نقاشات حول طرق مواجهة "صفقة القرن"، فقد قدم أحد أعضاء المجلس ورقة قال فيها إنه "رداً على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل من طرف واحد، على رئيس السلطة إعلان دولة فلسطين من طرف واحد عاصمتها القدس الشرقية، على أن يعلن أن أراضي الدولة في الضفة الغربية تخضع للاحتلال". وبحسب الورقة، فإنه "بعد هذه الخطوة يتوجه عباس إلى غزة، القطر المحرر من فلسطين ويعلن بدء الكفاح المسلح من هناك". وفق المصادر، فإن أبو مازن طلب من صاحب الورقة المقدمة سحبها، معتبراً أنها للمزايدة عليه.

وعن العلاقة مع حركة حماس، قال الرئيس:" ما تركنا عاصمة ولا دولة إلا ورحنا لإلها علشان المصالحة، ولكن حماس لا تزال تعتقد بأن المصالحة مجرد مال وراتب، أتعبوني وحيّروني".

وأضاف:" بتابع وبسمع وبشوف، مش نحنا اللى بنحاصر غزة وبنقتل أهلها، لكن أنا عاوز دولة ونظام وقانون وحكومة تطبق القانون. مش عاوز عصابات وزعرنة وبطلجة وسرقات وسلاح في إيد كل من هبّ ودبّ، اليوم أنت مبسوط مني وراضي عني حماس، بكرة بدّوس على صوري وبتحرقها بالشوارع. هذا حدث سابقاً، وكلكم عارفين وعشتم هالوضع المنيّل".

وتابع:" مش عارفين بدها مصالحة ولّا بدّها إيران؟ بدها تكون جزء من منظمة التحرير الفلسطينية ولّا بدها رأس المنظمة؟ بدها مصالحة ولّا بدها نكون صراف آلي لإلها؟".

وأكمل حديثه:" بنبعت لغزة كل شئ وجماعة (هي لله) (حماس)، بيسرقوه عينك عينك وبيطلعلك واحد بقولّك الرئيس يحاصر غزة ويجوّع أبناءها".

فيما يتعلق بالسجال الإعلامي الذي دار بين الحركتين، قال "أنا قلت لجماعتنا ما تحكوا بموضوع المصالحة. يعني ما تصرحوا للإعلام غير الناس اللّي بالتفاوض في هادا الملف وهددت كل من يتطاول، لكن البعض بيطلعلنا يا أخي بس ليحرق دمنا، مش مجالك يا أخي".

وفي إسرائيل، اٌعتبر العالول من العصبة المرشحة لخلافة الرئيس، إذ كتب المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" ألون بن دافيد الشهر الماضي، أن "هذه العصبة التي تتصارع لخلافة عباس، وتضم كلاً من: رئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، رئيس الحكومة رامي الحمدالله، وعضوَي اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ وجبريل الرجوب وكبير المفاوضين صائب عريقات، تعارض الإرهاب (المقاومة المسلحة)، لكنها تؤيد المقاومة الشعبية".

 

 

المصدر : الأخبار البنانية