استولى مستوطنون على أراض فلسطينية تعود لملكية خاصة في منطقة الأغوار، بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة، تحت حراسة وحماية جنود الاحتلال.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن مجموعة من المستوطنين وصلت نهاية الأسبوع الماضي، مع قطيع كبير من الأبقار إلى قاعدة عسكرية مهجورة بالقرب من بلدة تياسير في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، وتمركزت فيها.

وشهدت الأشهر الـ 18 الماضية، إنشاء موقعين استيطانيين آخرين قرب المدخل الشرقي لقرية العقبة، بالإضافة إلى بؤرة استيطانية ثالثة في محمية "أم زوكا" المتاخمة لمعسكر "إسرائيلي" في الأغوار.

وتشهد المواقع الاستيطانية المذكورة تشهد عمليات توسع مستمرة، في ظل ما يقدمه لها جيش الاحتلال من مساعدة، حيث يزودها بإمدادات المياه من معسكراته.

من جهته، ذكر رئيس مجلس قرية العقبة في الأغوار سامي صادق، أن المستوطنين وصلوا إلى الموقع، يوم الأربعاء الماضي، وفي اليوم الذي يليه أقاموا حظيرة حيوانية، وشرعوا منذ ذلك الوقت بتنفيذ سلسلة مضايقات للرعاة الفلسطينيين قرب المكان، من خلال إرسال مروحيات استطلاع صغيرة، للتحليق فوق قطعان الأغنام في القرية والتسبب بفزعها.

وأوضح صادق أن قوات الاحتلال توفّر الحماية الأمنية للمستوطنين، مشيراً إلى قيام أحدهم وعائلته بالسكن قرب معسكر "كوبرا" أو ما يعرف بحاجز "تياسير" الإسرائيلي على المدخل الشرقي لقرية العقبة.

وسبق أن أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بإغلاق ووضع اليد على مئات الدونمات في منطقتي عين الحلوة وأم الجمال، بالأغوار الشمالية.

وجاء الإخطار الذي وصل للعائلات بتوقيع وقرار صادر عن قائد قوات جيش الاحتلال في الضفة الغربية، يخطر فيه العائلات بمغادرة أراضيها ومساكنها خلال المدة المحددة بالبلاغ، ليتم مصادرتها وبدء بناء مستوطنات عليها.

ونقل موقع "عرب 48" عن مصادر محلية، إن القرار يعني تهجير (300) مواطن والأخطر هو وضع اليد على المضارب البدوية في المنطقة والتي حافظ أهلها على هويتها الفلسطينية رغم كثافة المضايقات خلال العقود الماضية.

ويضم تجمع منطقة عين الحلوة يضم 10 عائلات و25 منشأة وتجمع منطقة أم الجمال يضم 15 عائلة 40 منشأة.

وأعد وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، يوءاف غالانت، مخططا لمضاعفة أعداد المستوطنين في منطقة غور الأردن، شرقي الضفة الغربية المحتلة.

وحسب الخطة التي أعدها غالانت والتي تتواجد في مراحلها الأولى، فإن الهدف بالأساس تدعيم المشروع الاستيطاني في الأغوار التي يقطنها نحو 6 آلاف مستوطن، على أن يتم من خلال المشروع مضاعفة أعداد المستوطنين وجذب الإسرائيليين للاستيطان في المنطقة.

يذكر أن منطقة الأغوار وشمالي البحر الميت تمتد على مساحة 1.6 مليون دونم، وتشكّل ما يقارب 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ منها مساحة 90 في المائة مصنفة ضمن مناطق (ج) الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة.

ووفق تقرير صادر عن منظمة "بتسيلم"، يوجد في الأغوار 37 مستوطنة وبؤرة استيطانية.

المصدر : الوطنية