أكد اتحاد المقاولين أن آلية البناء وإعادة الإعمار الموقعة بين الاحتلال والسلطة والأمم المتحدة بموافقة الفصائل، أعطت "إسرائيل" سيطرة كبيرة في تقييد الحقوق الفلسطينية وتوريط الأمم المتحدة والسلطة في تطبيق الحصار والسماح لإسرائيل بامتلاك حق الاعتراض على المستفيدين من الدعم الأممي.

جاء ذلك خلال رسالة وجهها اتحاد المقاولين اليوم الثلاثاء إلى لجنة المتابعة في القوى الوطنية والإسلامية ورئيس الوزراء رامي الحمد الله لشرح معاناة القطاع الاقتصادي جراء الآلية الدولية لإعادة الإعمار والمطالبة بإنهائها.

 واعتبر الاتحاد في بيان صحافي وصل لـ"الوطنيـة" نسخة عنه، أن هذه الآلية كانت مؤقتة، ورغم ذلك استمرت إلى أكثر من 3 سنوات تحولت خلالها إلى أداة إسرائيلية للحصار دون ضمان احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة.

وطالب الاتحاد بإلغاء هذه الآلية المخالفة لحقوق الإنسان بعد توقيعها تحت سطوة الإكراه بعد العدوان على غزة عام 2014، مما جعلها تفشل في هدفها والمتمثل بالبناء وإعادة الإعمار على نطاق واسع ومقبول.

ودعا الاتحاد إلى إنهاء هذه الآلية "العقيمة" التي أضرت بالقطاع الاقتصادي في قطاع غزة واستنزفت قدراته بشكل غير مقبول.

وشددت على ضرورة عودة تحميل إسرائيل مسؤولية الأعباء المالية واللوجستية لدخول مواد البناء للقطاع كما كان الحال قبل آلية إعادة الإعمار، وضرورة عودة الأُمم المتحدة لدورها الطبيعي في مراقبة امتثال إسرائيل بالقانون الدولي، خاصة في ظل استلام السلطة الوطنية الفلسطينية للمعابر وسحب الذرائع الأمنية التي أدت إلى إيجاد هذه الآلية.

وبيّن الاتحاد أن الآلية الدولية نقلت مهام ضبط الأمن من إسرائيل إلى الأُمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، وتتسبب في توريطهم في خروقات لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، لاسيما الحصار المفروض على غزة، باعتباره أحد أنواع العقوبات الجماعية غير القانونية.

كما نقلت تكاليف إعادة الإعمار من إسرائيل باعتبارها قوة احتلال مسئولة إلى المانحين الدوليين، الأمر الذي أعفى إسرائيل من المحاسبة عن الدمار الذي تسببت به.

وشددت رسالة المقاولين على أن آلية إعادة الإعمار تنقل مهمة تنفيذ وتكاليف تطبيق "نظام قائمة المواد المزدوجة الاستخدام" من إسرائيل، وتحملها على المانحين الدوليين، وتؤدي بالتالي لتوريط دافعي الضرائب من جميع أنحاء العالم في خروقات لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

وأكد الاتحاد أن بقاء الآلية حيز التنفيذ، يعطي الذريعة للفاعلين الدوليين بعدم استخدام أقصى إمكاناتهم السياسية لممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء حصارها غير القانوني على قطاع غزة.

وكشفت رسالة الاتحاد أن آلية إعادة الإعمار أوصلت معلومات خاصة بالمستفيدين الفلسطينيين إلى إسرائيل، والتي بإمكانها استخدامها في اعتداءات مستقبلية, كما أنها أوقفت عمل العشرات من التجار والمقاولين وأصحاب المصانع بسبب ايقافهم من قبل المراقبين عبر هذه الآلية لأسباب تعسفية وذرائع أمنية إسرائيلية.

وشدد الاتحاد على أن الجهة المكلفة بمتابعة تطبيق هذه الآلية على الأرض (UNOPS) قد اقتطعت تكاليفها الباهظة من التزامات المانحين في مؤتمر إعادة اعمار غزة وهذا مخالف لكونها ممولة من جهات دولية بشكل منفصل مستقل.

وأكد الاتحاد أن آلية إعادة إعمار غزة هي آلية غير قانونية كونها تتعارض مع شروط قرار مجلس الأمن 1860 للمساعدات الإنسانية العاجلة عقب نزاع 2009 واتفاق 2005 حول حرية التنقل والوصول.

كما تتعارض مع البند 33 من اتفاقية جينيف الرابعة والتي تنص على منع العقوبات الجماعية باعتباره تطيل أمد الحصار بدلا من رفعه أو تخفيفه.

المصدر : الوطنية