شارك برلمانيون من كافة الكتل المختلفة اليوم الأحد، في وقفة تضامنية مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس النائب إسماعيل هنية الذي صنف على قائمة "الإرهاب" من قبل الخزانة الأمريكية قبل عدة أيام.

وأكد هؤلاء في الوقفة التي نظمت اليوم في مقر المجلس التشريعي بغزة، على بطلان القرار الأمريكي بحق النائب هنية بحكم التشريعات والقوانين المحلية والدولية، معتبرين أنه يمثل انحيازا سافرا للاحتلال الإسرائيلي، كما أنه وسام شرف لهنية والمقاومة الفلسطينية.

وقال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر:" هنية نائب في التشريعي، ويتمتع بالحصانة البرلمانية التي أقرتها التشريعات الوطنية والتشريعات الدولية،  وترأس الحكومة الفلسطينية العاشرة، كما ترأس حكومة الوحدة الوطنية الحادية عشر".

واعتبر  بحر أن هذا القرار يشكل انتهاكا سافرا لكل القوانين والمواثيق الدولية التي كفلت حق الشعوب في مقاومة محتليها والدفاع عن حقوقها المشروعة.

ولفت إلى أن القرار الأمريكي لا قيمة له في الوعي والوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي ولدى كل أحرار العالم، ولن" يقدم أو يؤخر قيد أنملة في مسيرة كفاح شعبنا وحقه في مقاومة الاحتلال حتى نيل الحرية والاستقلال".

وأضاف "إن الجريمة الأمريكية بحق الأخ النائب هنية تتجاهل تماما أن حركة حماس هي حركة فلسطينية وطنية تدافع عن حقوق شعبها على الأرض الفلسطينية المحتلة بإقرار كل الشرائع والقوانين الدولية، ولا تمارس الإرهاب بأي شكل من الأشكال بل تقوم بواجبها في إطار مقاومتها للاحتلال".

وتساءل: أين الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والدولية من هذا القرار الأمريكي الذي يدوس على هذه المنظمات والقوانين الدولية بدم بارد؟! ولماذا تمتنع عن إدانة السلوك والسياسات والجرائم الأمريكية المتجردة من كل القيم الأخلاقية والإنسانية والقانونية بحق قادة شعبنا ورموز مقاومتنا دون أي مبررات واقعية أو مسوغات قانونية؟!

وحمل بحر الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المساس بالنائب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وكافة ما يترتب على قرارها الآثم من نتائج وتداعيات.

وقال "إن هذا القرار الأمريكي يندرج ضمن المخطط التآمري الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية المعروف باسم "صفقة القرن"، ويأتي عقب قرار ترامب الخاص بالقدس، والقرار الأمريكي بقطع الدعم عن الأونروا، فهذا القرار وسواه دليل على النهج الأمريكي العدواني الذي سيتجسد عبر القرارات الآثمة المتوقعة خلال الأسابيع والأشهر القادمة، ينبغي أن يواجه بموقف فلسطيني وعربي وإسلامي جاد وحقيقي بعيدا عن الشعارات الجوفاء والمواقف المضللة التي تستخدم لأغراض الاستهلاك الداخلي والإعلامي".

وطالب الإدارة الأمريكية بالتراجع عن هذا القرار الظالم وتقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني عن هذه الجريمة النكراء التي تمس أبسط مبادئ الديمقراطية وتنتهك المواثيق والقوانين الدولية وتشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين.

من جهته قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة إن الإدارة الامريكية تصعد خطواتها ضد منظومة القيم الإنسانية، وقرارات الأمم المتحدة.

واستهجن ما تقوم به منذ زمن طويل بدعم الاحتلال في استخدامها المفرط للقوة ضد شعبنا وتقوم بنصرة الاحتلال، ودان ما تقوم به أمريكا من استخدام المعونات لابتزاز دول العالم الثالث، وشعبنا الفلسطيني بهدف اسقاط حق العودة.

وقال "اليوم تقوم أمريكا باستهداف رموز قيادات شعبنا الفلسطيني من خلال تصنيفات مبرمجة، ووصفها بالإرهاب وهي تشكل تصريح بالقتل"، وتابع "الكونجرس صنف منظمة التحرير ككيان إرهابي، واليوم يضع اسم  القائد إسماعيل هنية المنتخب من شعبنا الفلسطيني في لوائح الإرهاب، وأنا اجزم أن هذا القرار لا يخيف هنية، ولا أحدا من شعبنا الفلسطيني وقياداتهم المتمسكين بالثوابت والمؤمنين بالمقاومة طريقا وحيدا لتحرير شعبنا".

وشدد على أن هذا القرار لن يثني المقاومة في ممارسة حقها في التصدي للمشروع الإسرائيلي بالسيطرة على الأرض واستهداف سكانها، معتبراً أن أمريكا عدوة الشعوب وفي مقدمتها شعبنا، الذي وقع ضحية قرارات الإدارة الامريكية والبريطانية.

وطالب الشعوب والبرلمانات العربية والإسلامية  بالوقوف ضد عنجهية أمريكا، مؤكداً أن قرار أمريكا يستلزم الوحدة وانهاء الانقسام ورفع الحصار عن غزة وتنفيذ قرارات المجلس المركزي.

وختم قائلا مخاطبا هنية "تصنيفك من أمريكا وسام شرف على صدرك وصدر كل أحرار العالم وشرف لمجلسنا التشريعي المغيب بفعل إرادة خارجة عن إرادة شعبنا".

كتلة التغيير والإصلاح 

من جهته دان نائب رئيس كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية النائب مروان أبو راس القرار الأمريكي الظالم بحق "هنية"، مؤكدا أنه لن يثني قيادة المقاومة عن ثوابتها ونهجها المقاوم لتحرير بلادنا واسترداد حقوقنا.

وقال "شعبنا يجد الظلم شاخصا من القوى الكبرى، والولايات المتحدة زعيمة الظلم في هذا العالم في العصر الحديث، وتدعم الظالم وتزيد المظلوم قهرا،  أمريكا تسخر كل امكانياتها من أجل دعم حفنة من الناس تجمعت من بقاع الأرض لتسيطر على أرض شعينا".

وأشار إلى أن شعوب الأرض كلها متضامنة مع شعبنا، والتصويت في الأمم المتحدة  ضد ما يمارسه رئيس أمريكا جاء رد للضمير العالمي على قراراته.

 وأكد النائب أبو راس أن المقاومة" فخرنا وسنستمر في دعم المقاومة حتى تحرير فلسطين، مذكرا أن "هنية" فاز في انتخابات نزيهة فاز بها وفق الديمقراطية التي يتغنى بها الغرب، واليوم يكسرون كل مبادئ الديمقراطية"، كما قال.

كتلة فتح البرلمانية

قال النائب أشرف جمعة عن كتلة فتح البرلمانية إن ما يحدث ليس بجديد وجرائم الإدارة الامريكية مستمرة إنسانية وسياسية واخلاقية، وامريكا كشفت عن وجهها القبيح المنحاز العنصري للاحتلال، وتعلن عن جريمة سياسية وهي جريمة اعلان القدس عاصمة  للكيان الصهيونيـ وكان الرد الشعبي والإقليمي والدولي ضد هذا القرار وستبق القدس عاصمة فلسطين الأبدية.

وأوضح أن ما وصفه الجريمة الثانية التي أقدمت عليها أمريكا هي محاولة الضغط على شعبنا عبر تقليص المساعدات في وكالة الغوث، وشعبنا وقف ضد هذا القرار وعبر عن رفضه لابتزاز شعبنا، ونحن باقون على الثوابت الفلسطينية  وقرارات الأمم المتحدة.

وقال إن" الجريمة الثالثة هي ادراج عدد من الشخصيات الفلسطينية وعلى رأسهم النائب إسماعيل هنية على لائحة الإرهاب،  ونحن نقول باسم الجميع إن هذا القرار مرفوض ومستنكر وغير مقبول".

وحذر النائب جمع من أن هذه القرار يأتي في سياق خطة مدروسة وممنهجة ومكشوفة للجميع، باستهداف قضية شعبنا، وقال "المصالحة تسير ببطء ولم تصل لآمال شعبنا، لأن المطلوب دوليا هو وضع العصي في الدواليب، وزرع الفتنة حتى يستمر الانقسام".

ودعا إلى اطلاق حملة دولية  ومطالبة البرلمان العربي بدعوة هنية لجلسة طارئة في اجتماع طارئ حتى يقول كلمته، فيما طالب النواب العرب برفض القرار.

 وتابع  "يجب علينا كنواب ورئاسة المجلس ان ترسل رسالة واضحة للبرلمان الدولي لمطالبته بأن تقوم الإدارة الامريكية بسحب القرار والتعبير عن رفضه من قبلنا لان تبعاته خطيرة".

البرلمان العربي منصور

من جهته، قال نائب رئيس البرلمان العربي النائب اليميني منصور الزنداني "أنتم تثبتون انكم اقوى من الطغاة وتمسكون بالحقوق العربية والإسلامية وتشكلون الطوق العربي ضد الطغاة وتقفون مانع حصين وتدافعون عن كل المسلمين".

ولفت إلى أن الوحدة العربية والإسلامية لن تكون الا بنصرة القضية الفلسطينية وهم يحاولن انهاء قضية المسلمين حتى نبق متفرقين، وتابع "هنيئا لك هذا الموقف من هؤلاء الأعداء فهي شهادة فخر امام العالم اجمع انك ثائر حقيقي تسعى لتحقيق مصالح الامة العربية والإسلامية، محارب من اجل الحقي الفلسطيني والعربي والإسلامي".

قائمة أبو علي مصطفى

من جهته قال النائب جميل المجدلاوي في كلمة له ممثلا عن قائمة أبو علي مصطفى قرارات أمريكا الأخيرة تجاه شعبنا بدءا من القرار بنقل السفارة الى القدس مرورا بالقرارات التي تتناول المساعدات الامريكية وصولا الى قرار المتخذ بحق "هنية" هي قرارات تكشف حقيقة الموقع الأمريكي باعتباره عدوا لشعبنا ولشعوب امتنا ولكل أحرار العالم.

واعتبر أن القضية الفلسطينية العادلة انما أصبحت قضية كونية تشكل مركز الاستقطاب الكوني في مواجهة أمريكا وقراراتها، وتابع "لسنا بحاجة إلى شهادات من أمريكا باننا مقاومون ولسنا إرهابيين ولن نسعى لنيل رضاهم فهم أعداء شعبنا"، وفق تعبيره.

المصدر : الوطنية