رصد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)،استشهاد 14 فلسطينيًا وإصابة 4,549 آخرين بجروح منذ اندلاع انتفاضة القدس ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".

وتشكّل الإصابات التي وقعت خلال هذه الفترة 56% من مجموع الإصابات التي شهدها العام 2017ـ بحسب التقرير.

وفي قطاع غزة، أكد التقرير استشهاد 5 مدنيين فلسطينيين في الاشتباكات التي اندلعت في سياق المظاهرات، وأصابت 280 آخرين بجروح.

 وأردف تقرير "أوتشا": لقد أصابت القوات الإسرائيلية 1,386 فلسطينيًا، من بينهم 226 طفلًا على الأقل، في الاشتباكات، ومعظمهم (93%) في سياق المظاهرات التي انطلقت ضد قرار الولايات المتحدة بشأن القدس.

وسُجل العدد الأكبر من الإصابات في المظاهرات التي اندلعت في مدينة نابلس، وتليها مدينة أريحا ومدينة البيرة (رام الله) وبلدة أبو ديس (القدس)، فيما سُجلت غالبية الإصابات الأخرى خلال عمليات التفتيش والاعتقال، والتي نُفِّذ أكبرها في مدينة قلقيلية ومخيم عقبة جبر (أريحا).

وقال: وعلى غرار فترة التقرير السابقة، فقد نجمت غالبية الإصابات (68%) عن استنشاق الغاز المسيل للدموع والذي استلزم الحصول على علاج طبي، وتليها الإصابات بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط (21%).

وفي ملف الاعتقالات، أكد التقرير أن قوات الاحتلال نفذت 170 عملية تفتيش واعتقال في جميع أنحاء الضفة الغربية، واعتقلت 214 فلسطينيًا، من بينهم 18 طفلًا على الأقل. وأفضى أكثر من ثلث هذه العمليات إلى اندلاع اشتباكات مع السكان، كما اعتُقل ثلاثة فلسطينيين أخرين، بمن فيهم امرأة وطفل، في ثلاثة حوادث منفصلة أثناء محاولتهم تنفيذ هجمات طعن ضد القوات الإسرائيلية (حالتان) وحمل متفجرات (حالة واحدة) وفقًا لمصادر إسرائيلية".

كما رصد تقرير "أوتشا" شن غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة، ما ألحق الضرر بعدد من المواقع التابعة للفصائل الفلسطينية، والتي جاءت وفق الرواية الإسرائيلية ردا على إطلاق قذائف من غزة صوب "جنوب إسرائيل".

وأكد أن قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاه المزارعين وصيادي الأسماك في 22 حادثة على الأقل، بينما كانت تفرض القيود على الأراضي الواقعة على امتداد السياج الحدودي وضمن مناطق صيد الأسماك على ساحل غزة. واعتُقل صيادان، أحدهما مصاب بالذخيرة الحية، كما صودر قارب واحد.

وفي خمس حوادث، دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة بالقرب من خان يونس والمحافظة الوسطى، ونفذت عمليات جرف وحفر بالقرب من السياج الحدودي.

وفي شان آخر، أوضح التقرير أنه جرى فتح معبر رفح الذي يخضع للسيطرة المصرية ليوم واحد (19 كانون الأول/ديسمبر) في كلا الاتجاهين، حيث سُمح لـ569 شخصًا بمغادرة قطاع غزة وعودة 92 شخصًا إليه.

ونقلت عن مصادر فلسطينية في قطاع غزة تأكيدها وجود ما يزيد على 20,000 شخص، من بينهم حالات إنسانية، مسجلين وينتظرون العبور عند فتح المعبر.

هدم المنازل

وقال تقرير "أوتشا" وهدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت خمسة مبانٍ في المنطقة (ج) أو القدس الشرقية، بحجة عدم الترخيص، ما تسبب في تهجير خمسة فلسطينيين وإلحاق الضرر بـ33 آخرين، وتقع ثلاثة من المباني المستهدفة، بما فيها مبنى هدمه مالكوه بعد تلقيهم أوامر الهدم، في القدس الشرقية، بينما يقع المبنيان الآخران في المنطقة (ج) في قريتيّ ترقوميا (الخليل) والولجة (بيت لحم).

وأضاف: وفي المنطقة (ج) أيضًا، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر هدم ووقف العمل في ثمانية مبانٍ ممولة من الجهات المانحة في قرية بني نعيم (الخليل)، بما فيها مدرسة وعيادة طبية ومسجد وخمسة مبانٍ سكنية. وقد موّل صندوق التبرعات الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة ثلاثة من هذه المباني.

 وتابع: وفي يوم 21 كانون الأول/ديسمبر، أجبرت الشرطة الإسرائيلية عائلة فلسطينية على إزالة مقتنياتها من متجر في البلدة القديمة في القدس وسلّمته إلى منظمة استيطانية إسرائيلية تدّعي ملكيته، وجاء أمر الإخلاء بعد إجراءات قضائية طويلة في المحاكم الإسرائيلية.

وقال: وهناك دعاوى إخلاء مرفوعة بحق 180 أسرة فلسطينية على الأقل في القدس الشرقية، وقد رفعت منظمات استيطانية إسرائيلية معظم هذه القضايا، بناءً على ادعاءات بملكيتها، إلى جانب ادعاءات تقضي بأن المقيمين فيها لم يعودوا "مستأجرين محميين".

 إغلاق مناطق:

ورصد التقرير قيام الاحتلال بإغلاق عدد من طرق الوصول المؤدية إلى منطقة مسافر يطا في الخليل وداخلها، بتزامن مع إصدار أمر عسكري يشترط على الفلسطينيين الحصول على تصاريح لعبور الحواجز الجديدة.

وأضاف: وأدت هذه القيود الجديدة إلى إعاقة وصول نحو 1,400 فلسطيني يقطنون في 12 تجمعًا سكانيًا إلى الخدمات وسبل العيش، وتقع هذه التجمعات السكانية في منطقة يصنفها الجيش الإسرائيلي على أنها مغلقة لغايات التدريب العسكري (منطقة إطلاق نار 918)، وهي مهددة بخطر الترحيل القسري.

وتابع: وفي يوم 29 كانون الأول/ديسمبر، توفيت مواطنة فلسطينية مريضة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وتبلغ من العمر 9 أعوام، وهي في طريقها إلى مستشفى في مدينة نابلس، بعدما منعها الجنود الإسرائيليون من عبور حاجز عورتا (نابلس).

وقال: وقد اضطرت عائلة الفتاة بعد مجادلة الجنود لنحو نصف ساعة، حسبما جاء على لسانها، إلى سلوك طريق بديل إلى حاجز حوارة، والذي كان مغلقاً أيضًا بسبب الاشتباكات المتواصلة، حيث تمكنت من عبوره بعد تأخير طويل. ووصلت العائلة إلى المستشفى بعد نحو 90 دقيقة من مغادرة منزلها في قرية عورتا، حيث أُعلن عن وفاة الفتاة، ويُذكر أن الوقت الطبيعي للتنقل بين القرية والمستشفى يبلغ 15 دقيقة.

 هجمات المستوطنين:

ووثق التقرير قيام المستوطنين الإسرائيليين بشن ثماني هجمات على الأقل بحق المواطنين وممتلكاتهم، ما تسبب في إصابات بين الفلسطينيين وأضرار بالممتلكات.

وقال: وأشارت التقارير إلى أن مستوطنين من "يتسهار" شنوا أربعة من هذه الهجمات على أهالي قريتيّ مادما وبورين (نابلس)، حيث ألحقوا الأضرار بـ62 شجرة، واعتدوا جسديًا على رجلين واقتحموا مدرسة.

وتابع: وبعد الحادثة الأخيرة، تدخلت القوات الإسرائيلية واشتبكت مع الطلاب وأصابت 11 منهم بجروح، كما أصيب 22 فلسطينيًا آخر في الاشتباكات التي اندلعت مع القوات الإسرائيلية بعد دخول مستوطنين إسرائيليين إلى قبر النبي يوسف في مدينة نابلس.

وقال: كما لحقت الأضرار بثلاث مركبات ومنزل فلسطيني في حادثتين منفصلتين بعدما ألقى مستوطنون إسرائيليون الحجارة والزجاجات الحارقة عليها في يعبد (جنين) وبيت صفافا (القدس الشرقية).

 وقد أشار التقرير إلى استشهاد على فتى فلسطيني، يبلغ من العمر 17 عامًا، برصاص الاحتلال خلال المواجهات التي اندلعت خلال مظاهرة في قرية دير نظام قرب رام الله، يوم 3 كانون الثاني/يناير الجاري.

المصدر : الوطنية