قصص الأشباح لا تعد ولا تحصى في تاريخ جميع الدول، ومن أشهرها قصة شبح مقابر قرية هامر سميث الإنجليزية، التي حدث بسببها أمر غاية في الطرافة، حيث حوكم بسببها رجلا بأغرب تهمة في التاريخ وهي "قتل شبح".

بدأت القصة كما يذكرها الكاتب حسين عبدالواحد في كتابه "اعترافات عفريت"، في عام 1803 عندما ظهر شبح في مقابر قرية هامر سميث، وأخذ يرعب المواطنين ويتسبب في إيذائهم بشدة، وهو ما حدث مع فتاة قروية مرت من طريق المقابر وشاهدت مخلوقا مرعبا أبيض اللون ولم تستطع الهرب منه بعد أن حاصرها وضمها بقوة حتى فقدت وعيها، وعثر عليها في الصباح ملقاة على الأرض ثم نقلت إلى منزلها لتموت فيه.

 

كانت قصة الفتاة دافعا لتشكيل لجنة من أهل القرية لتقصي الأمر، وأدت إلى حدوث أمر غاية في الغرابة، فقد قرر شاب من القرية يدعى فرانسيس أن يصطاد الشبح، فتوجه لمنزله ليأخذ بندقيته ويتجه للمقابر، وهناك رأى شخصا يرتدي رداء أبيض فظنه الشبح وأخذ يصرخ "من هناك" لكنه لم يتلق ردا فما كان منه إلا أن صوب بندقيته نحوه وأرداه قتيلا، ليكتشف بعد ذلك أنه ليس شبحا إنما مواطنا من القرية يدعى توماس.

 

بالطبع تم القبض على فرانسيس بتهمة القتل وأصدرت المحكمة حكمها بإعدامه، ورغم شهادة الشهود بأنه الشاب فوق مستوى الشبهات ولا توجد خصومة بينه وبين المجني عليه، وأنه قتله على سبيل الخطأ ظنا منه أنه الشبح، إلا أن المحكمة قالت إنه ليس من حق أحد ارتكاب جريمة القتل حتى لو كانت قتل شبح.

 

استأنف فرانسيس الحكم في محاولة بائسة منه للخلاص من الإعدام، وفي أثناء ذلك أنقذه الشبح نفسه من الإعدام، حيث ظهر الشبح مرة أخرى في المقابر خلال نظر استئناف فرانسيس، وطارد رجلا مريضا بالقلب تمكن لحسن حظه من الفرار منه وأدلى بأوصافه بدقه، قائلا إن طوله لا يقل عن 4 أمتار وجسمه من الدخان الأبيض بالكامل وخرج من الأرض مباشرة، وهو ما جعل ضغط الرأي العام في القرية يدفع المحكمة لإلغاء عقوبة الإعدام وتخفيفها إلى السجن لمدة عام واحد، لتكون قصة ذلك الشاب هي الأغرب بين قصص الأشباح جميعا.

 

المصدر : وكالات