حذرت منظمة التعاون الإسلامي من الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها للمدينة.

واعتبرت المنظمة في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الذي عقد اليوم الاثنين على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة، أن ذلك اعتداء على الأمتين العربية والإسلامية، وعلى حقوق المسيحيين والمسلمين، والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وأكدت أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل انتهاك خطير للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة، ولقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة، بما فيها القرار الأخير 2334 (2016).

وقالت إن: الطابع المركزي لفلسطين وفي القلب منها القدس الشريف، بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، باعتبارها المقر النهائي والدائم لمنظمة التعاون الإسلامي.

وشددت على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين.

وأدانت الإجراءات غير القانونية التي تطال مدينة القدس الهادفة إلى فرض السيطرة الإسرائيلية عليها، مما سيساهم في تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمدينة المقدسة وتركيبتها السكانية وطابعها العربي الإسلامي.

كما استنكرت كافة التصريحات والمواقف الصادرة عن مسؤولين أميركيين التي تأتي في تحد صارخ للمشاعر الإسلامية، ولما لذلك من آثار وخيمة وتهديد للأمن والسلم الدوليين.

وأكدت أن جميع الإجراءات والتدابير التشريعية والإدارية التي اتخذتها "إسرائيل"، غير قانونية وباطلة ولاغية ولا تتسم بأي شرعية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة.

ودعت كافة الدول والمؤسسات والمنظمات والشركات وتحت طائلة المسؤولية إلى عدم الاعتراف أو التعاطي بأي شكل من الأشكال مع هذه الإجراءات.

وطالبت الدول كافة، بما فيها الولايات المتحدة، بعدم الاعتراف بأية تغييرات في خطوط الرابع من حزيران / يونيو 1967، بما في ذلك ما يتعلق بمدينة القدس.

وحذرت أميركا من التمييز  في معاملاتها بين "إسرائيل" والأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967؛ بما فيها مدينة القدس، كما طالبت الولايات المتحدة بعدم الإقدام على تشجيع إسرائيل على مخططاتها الاستعمارية التي تسعى للسيطرة على مدينة القدس وتهويدها.

وأكدت أن الطريق إلى تحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط يبدأ بعدم الاعتراف بما تقوم به إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وإلزامها على الانسحاب من أرض دولة فلسطين وفي مقدمتها مدينة القدس الشريف، تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة.

ودعت الولايات المتحدة إلى عدم الانجرار والانحياز إلى الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي وعدم الإقدام على أي من الخطوات آنفة الذكر، التي تكرس ضم القدس، مما يفقد الولايات المتحدة الأرضية القانونية والأخلاقية ودورها كوسيط، ويجعلها طرفا منحازا في النزاع.

وحثت أميركا على الاستمرار في لعب دور الوسيط الإيجابي والنزيه لتحقيق السلام الدائم والشامل على أساس حل الدولتين، استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات عملية السلام، وقواعد القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية لعام 2002، ومبدأ الأرض مقابل السلام.

ودعت المنظمة للتحرك الفوري لفريق الاتصال الوزاري حول القدس للتواصل مع عواصم الدول لإطلاعهم على خطورة هذه الخطوة، وإلى تعزيز التنسيق والتعاون بين المنظمة وجامعة الدول العربية للتصدي إلى أي خطوة من شأنها المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس.

وطالبت من سفراء المجموعة الإسلامية في الأمم المتحدة، خاصة في مجلس الأمن، وبالتنسيق مع سفراء المجموعة العربية، اتخاذ التدابير اللازمة للتحرك في الوقت المناسب لمواجهة الإجراءات الرامية إلى تغيير وضع القدس، بما فيها عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن حول انتهاك الدول لقراراته وتجاوزها.

المصدر : الوطنية