أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيخلق فوضى دولية خطيرة.

وأضاف عريقات في تصريح صحافي وصل لـ"الوطنيـة" نسخة عنه مساء الأحد، أن الاعتراف لن يغير من مكانة القدس القانونية التي ضمنتها الشرعية والقانون الدولي.

وأكد أن القرار في حال تم ستضع أميركا في معزل عن المنظومة والإرادة الدولية بمخالفة صارخة لمبادئ القانون الدولي، وسيخرجها ذلك من عملية حل الدولتين.

وقال إن: أية دولة تتخذ مواقف معادية للقانون الدولي وللحقوق الوطنية الأساسية لشعبنا غير مؤهلة لأن تكون جزءاً من المنظومة الدولية أو أية عملية سياسية محتملة، وليست مؤتمنة على حماية الامن والسلم الدوليين".

وشدد عريقات على أن أميركا ترتكب بذلك فضيحة سياسية وقانونية وتصطف إلى جانب استعمار فلسطين، وأن هذه التصرفات غير المسؤولة تدعم وتشجع بشكل مباشر الاحتلال الاستعماري، ما من شأنه إذكاء واشعال الحروب ونار الفتنة الطائفية والدينية، والتي لا تعبر مطلقاً عن المصالح القومية للشعب الأميركي بل تعمل ضده.

جاءت تصريحات عريقات رداً على عزم الولايات المتحدة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها، وقال: "اذا كانت الولايات المتحدة تنوي بالفعل اتخاذ قرارها بضرب القانون الدولي بعرض الحائط ، واذا سمحت دول العالم بالتلاعب بالقانون الدولي ولم تطلق موقفاً حاسما وحقيقياً لحماية منظومة القانون الدولي فهي تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء النظام الدولي كما نعرفه اليوم وخلق حالة من الفوضى الدولية لا تحمد عقباها".

وتابع "على الرغم من أن للقدس وضع ديني وتاريخي غير مختلف عليه، إلا أنها ليست مكاناً للعبادة لجميع الأديان فحسب، وإنما هي منظومة تاريخية وحضارية وانسانية تشهد على الوجود الفلسطيني وهويته الوطنية منذ آلاف السنين، والاعتراف بها غير مرتبط بالديانات بل بمبادئ القانون الدولي الذي يقضي بعدم السماح باكتساب الأرض عن طريق القوة، وهذه المبادئ غير قابلة للتجزئة وللتأويل، لقد تم تشكيل منظومة القانون الدولي للحد من قدرة الدول على استخدام قوتها الغاشمة، وإن اقحام الدين في الصراع وتحويله الى صراع ديني سيعمل على تأجيج واستفزاز مشاعر المسيحيين والمسلمين، وسيشعل المنطقة برمتها وهذا ما ستتحمل نتائجه وتبعاته القوى التي تعمل على ذلك".

المصدر : الوطنية