تخفي خلف جمال عينيها الخضراوين مأساة حكاية رافقتها منذ يومها الأول، وأنهكت جسدها الصغير

الطفلة أنعام العطار (12 عاماً) تعيش مع مرض "الفشل الكلوي" الذي أصابها بشكل حاد، واحتل جسدها الهزيل منذ ولادتها.

وتتدهور حالة أنعام الصحية التي تعيش في بيت لاهيا شمال قطاع غزة يوماً بعد يوم، فلم يعد بإمكانها مقاومة المرض الذي عانت منه طوال حياتها، ولم تعد بحاجة سوى لزراعة كلية لتتمكن من العودة إلى الحياة.

وتقول والدة الطفلة سلوى العطار في حديثها لـ "الوطنية"، إن أنعام تعاني من منذ ولادتها من مرض تكيس في الكليتين اكتشفه الأطباء عندما بلغ عمرها عام ونصف، ومن ثم بدأت حالتها بالتفاقم إلى أن وصل بها الحال إلى إزالة إحدى كليتيها، ومن ثم إصابة الأخرى بفشل كلوي، ومن وقتها وهي تتنقل بين المستشفيات.

وتضيف: "أجرت ابنتي خمس عمليات حتى الآن، مما أنهك جسدها وحرمها من الكثير من حقوقها، كاللعب والمرح كباقي أطفال العالم، كما وحرمت من ممارسة تعليمها بشكل جيد".

وتشير إلى أن طفلتها قضت حياتها الدراسية بالذهاب إلى المدرسة بشكل متقطع، وأحياناً تذهب أسبوع واحد من كل شهر، "أما هذا الفصل فلم تذهب إلا لتقديم الامتحانات فقط".

فيما يقول والدها إن ابنتي تستدعي من الجميع التدخل فورًا لإنقاذ حياتها بعد تدهور حالتها في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أنه ينتظر  الموافقة من وزارة الصحة بالضفة لتحويلها للعلاج بالخارج.

وناشد العطار الرئيس محمود عباس ووزارة الصحة والجهات المختصة بسرعة إصدار تحويلة علاجية لابنته بزراعة كلية من أجل انقاذ حياتها.

من جانبه، قال مدير قسم الكلى في مستشفى الرنتيسي للأطفال والمشرف على حالة أنعام الطبيب نبيل عياد : " إننا نتابع حالة الطفلة منذ الصغر فهي تعاني من مرض غريب جداً أصاب الكليتين وكان تقريباً شبه حويصلات على الكليتين يؤدي إلى فقدان الجسم للبروتينات".

وأضاف: "مع الوقت تطور مرضها إلى أن أصيبت بفشل كلوي مزمن، وخلال فترة العلاج تم إزالة كلية للتخفيف من كمية الماء التي تتجمع في منطقة البطن الناتجة عن هذا المرض".

وبعد دراسة حالتها يقول عياد لـ "الوطنية": "توصلنا إلى الحلول التالية وأبلغنا الأهل بها؛ إما أن تبدأ الطفلة بغسل الكلى أو زراعة كلية، وقد اختاروا الزراعة، ولكن من خلال الفحوصات للمقربين من عائلتها لم تتطابق أنسجتها مع أي منهم".

وقد بدأت أنعام الغسيل منذ أسبوع، وتتم عملية الغسيل حسب الحاجة إلى أن يتم التوصل لجدول محدد للغسيل.

وفي متابعة حديثه يقول: " عملية غسيل الكلى هي عملية ارهاق نفسي للطفل نفسه وتؤثر على صحته، وهي عملية مؤقتة وانتقالية للحظة ما يتم زراعة الكلية، وإلا ستفقد الطفلة حياتها بأي لحظة إذا لم تتم عملية الزراعة".

المصدر : الوطنية - إسراء شحادة