انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية في قطاع غزة، حملة نبش الصور القديمة بشكل كبير وملفت سرعان ما انتشرت بين الأصدقاء، فتحولت لمنصة تحتوي صوراً قديمة وذكريات جميلة من السنوات الماضية.

وبدأت هذه الحملة بقيام بعض الناشطين بالبحث في صفحات أصدقائهم على الفيسبوك عن صور شخصية قديمة تعود لسنوات وقد تكون غير محببة لهم، والتعليق عليها لإعادتها إلى الظهور مجدداً أمام جمهور الصفحة، لتحظى بسيل من التعليقات الساخرة من قبل المتابعين.

ولاقت الحملة رواجاً كبيراً بين المستخدمين الغزيين، لا سيما في الوضع الحذر والترقب الذي يشهده قطاع غزة انتظاراً لتحسين الأوضاع وإتمام المصالحة، حيث دفعت حالة الإحباط التي أصابت الكثير من الشباب إلى محاولة ابتكار طرق جديدة للتسلية.

ويقول الناشط أسامة لبد لــ "الوطنية"، إن ظاهرة نبش الصور ظاهرة جميلة، خاصة أنها أتت عفوية وفي وقت كانت فيه مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالمواضيع والآراء السياسية، "فمن الجميل رؤية مثل هذه الظواهر الاجتماعية التي من أجلها وجدت مواقع التواصل، بعيداً عن الأخبار السياسية".

وأضاف " لقد شعرت بالسعادة عندما طالني الأمر ونبش الأصدقاء صوري، فمن الجميل أن أستعيد ذكرياتي، فالأمر فعلاً للمتعة والتسلية وهو كتحدي بين الأصدقاء في نبش صورهم وإحراجهم خاصة أن الصور تعد قديمة وقد تغيرت ملامح أصحابها".

وفي حديثه يقول لبد، إننا بحاجة لإعادة بوصلة المواقع الاجتماعية لهدفها وزيادة التواصل بين روادها بمختلف الحملات والظواهر وإن كانت محرجة للبعض.

أما الصحافي ليث شحادة فلم يتحمل تعليقات الأصدقاء على صوره القديمة التي وصفها "بالسخيفة".

ويرى أن هذه الظاهرة ما هي إلا موجة عابرة على موقع "فيسبوك" لعدة أيام، معتبراً إياها أمراً مزعجاً أحياناً نظراً لاختلاف مزاجيات الناس عن بعضها البعض والتي لا تتماشى مع الهدف المرجو من قبل الشخص الذي ينبش صورة شخص آخر.

وفي متابعة حديثه يقول شحادة، إن الأمر يبدأ بالتسلية وينتهي بالإحراج، خاصة مع اختلاف ملامح الناس طيلة السنوات الماضية وحتى يومنا هذا، وأحياناً ترتبط الصورة بمناسبة تحمل ذكريات حزينة أو متعلقة بشخص قد فارق الحياة فيأخذ تأثيرها اتجاهاً سلبياً.

وقد كتب البعض عبر صفحته الشخصية "الفيسبوك برعاية النبش"، وآخر كتب من باب الاستهزاء "بعد متابعة حملة نبش الصور للأخوة الصحفيين تم ملاحظة عامل مشترك وهو النظارة الشمسية التي يرتديها معظمهم بأماكن مغلقة" ،فيما سارع آخرون بحذف صورهم القديمة أو إخفائها عن العامة خوفاً من تعرضهم للسخرية من قبل زملائهم.

ولم يقتصر الأمر على الشباب فقط، فقد طال أيضاً الفتيات، تقول سميرة انشاصي إن ظاهرة نبش الصور واسترجاع الذكريات أمرٌ جميل، حيث تقوم بمقارنة نفسك بين زمن الصورة القديمة والوقت الحالي، ومعرفة كم كبرت ونضجت ليس في الشكل الخارجي فقط، بل من الداخل أيضاً.

وتتابع انشاصي حديثها: " شعرت بالسعادة لرؤية صوري القديمة، فلحظة رؤية الصورة تقوم باسترجاع جميع ذكريات تلك الفترة الزمنية بحلوها ومرها ليس فقط على صعيد الشكل، وقد تكون محرجة للبعض ولكنها ظاهرة ممتعة فعلاً".

ويرى سلطان ناصر المختص بالإعلام الاجتماعي، أن فكرة هذه الحملة جميلة جداً فهي بمثابة إعادة لذاكرة الناس، حيث تحمل كل صورة قصة خاصة بها، إضافة إلى أنها ذكرت الشباب بالزمن الجميل بغزة، خاصة أن بعض الصور تعود أيامها إلى ما قبل الانقسام والحصار.

وأضاف: "كان الأمر في بدايته محرج، ثم شكل تحدي كبير بين النشطاء بعد ذلك تطور وأصبح ممتع، وهناك تفاعل كبير عليه، حتى أن شخصيات كبيرة تفاعلت مع الموضوع".

المصدر : الوطنية - إسراء شحادة