أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية اليوم الأحد، أن الحركة قدمت التنازلات من أجل الوطن والقضية ووحدة الشعب الفلسطيني.

و قال هنية خلال لقاء جمعه بالأطر الطلابية في الجامعة الإسلامية بغزة، إن تنازلات حركته في ملف المصالحة الفلسطينية لن تمس الثوابت الوطنية والاستراتيجيات، فهي "انتصارات وليست تنازلات" على حد تعبيره.

ودعا هنية الرئيس محمود عباس إلى الاستجابة إلى الإرادة الوطنية برفع العقوبات عن غزة، مؤكداً " أن هذا الموضوع كان يفترض أن يكون خلف ظهورنا بعد حل اللجنة الإدارية وتسلم حكومة الوفاق لمهامها في غزة".

وشدد هنية على أن الاستمرار في بناء القوة وحماية مشروع المقاومة يعد أحد الاستراتيجيات الأساسية لحركته، مؤكداً أنه لا تراجع عن خيار المقاومة ولا مساومة على سلاحها، مضيفاً "أن المقاومة في سنوات الحصار ورغم الحروب باتت قوية وعصية على الكسر؛ وقد تفاجأ العدو قبل الصديق إذا ما فكر بشن أي عدوان على غزة" على حد قوله.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية منصوص عليها باتفاقية 2005 وكذلك بوثيقة الوفاق الوطني، ولا يوجد أي شعب يمكن أن يفرط بوسائل قوته طالما انه يعاني تحت الاحتلال.

و نوه هنية أن حوار القاهرة الذي سيقام في 21 من الشهر الجاري، سيتناول ملفات وطنية هامة ومركزية، وسيكون له أثر كبير على تركيبة المشهد الفلسطيني، وبخاصة البعد السياسي وترسيخ القيم الديمقراطية الانتخابية، مشدداً على أن المصالحة هي شراكة وليست إحلال، وإن نجاح المصالحة هو الأيمان بالشراكة السياسية.

وأوضح أن قرار المصالحة الوطنية في حماس هو قرار مؤسساتي وشوري وتكامل لمكونات الحركة في كافة أماكن تواجدها، وليس قرارًا فرديًا، "ولا يستطيع أحد بما فيه رئيس المكتب أن يتخذ قرار بمفرده".

وأشار إلى أن إقامة مهرجانين لحركة فتح بغزة كانت رسالة واضحة تفيد أن غزة مع الوحدة الوطنية ومع الشراكة الفلسطينية.

وثمّن هنية الجهود التي تبذل على طريق المصالحة المجتمعية والتي كان آخرها 100 شهيد، داعياً لاستكمال المصالحة المجتمعية، مضيفا "هذا الملف هام جداً لأهمية أن يشعر أهل شهيد الانقسام أنه حدث تطيب لخاطرهم وهي مسؤولية القيادات والكل الفلسطيني".

وعن موضوع الموظفين تحدث هنية عن أن حقوقهم "خط أحمر"، لافتاً إلى أنه تم تشكيل لجنة إدارية قانونية مكونة من 4 من الضفة و3 من غزة، وهذه اللجنة تعمل بشكل مشترك، وقرارها يكون بالتوافق للوصول إلى آلية دمج بين الموظفين الحاليين والسلطة.

ووجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التحية لجمهورية مصر العربية على جهودها في رعاية لقاء القاهرة، مشيراً إلى أن "للحركة علاقة بمحيطها العربي الإسلامي والدولي؛ حيث قبل شهر في موسكو والشهر القادم قد يكون في الصين".

المصدر : الوطنية