يلاحق بعض طلبة كليات الإعلام في جامعات قطاع غزة أحلامهم بجهدِ مكثف، لكنهم يصطدموا بواقع مختلف عن السنوات الدراسية التي تعتمد بشكل كبير على الجانب النظري.

ويشتكي الطلبة من صعوبة كبيرة في الإندماج بسوق العمل الذي يحتاج إلى سنوات إضافية من الجهد العملي، مطالبين الجامعات بالاهتمام أكثر بالمساقات الدراسية وتعزيز الجانب العملي بشكل أكبر.

ويواجه الطلبة قلة المساقات العملية خلال الخطة الدراسية، بالدورات التدريبية وورش العمل في المؤسسات الصحافية، حيث تغلب المساقات التطبيقية على المساقات النظرية بنسبة 70%، بحسب الطلبة.

وتقول الطالبة هبة رماحة وهي الأولى على دفعتها في الجامعة الإسلامية، إن جامعتها لا تعتمد جميع التخصصات في خطتها الدراسية التي تؤهل الطالب لسوق العمل والاندماج بالمؤسسات الإعلامية.

وانتقدت في حديث لـ"الوطنيـة" تركيز الجامعة على تخصص الكتابة الصحفية، وتبتعد عن تخصصات أكثر أهمية، لا سيما الإذاعة والتلفزيون، مشيرة إلى أن الطلاب يضطرون لأن يقضوا سنوات من عمرهم لتعزيز هذا النقص في المؤسسات الصحفية.

أما زميلتها الطالبة أسيل داوود، فانتقدت جامعات قطاع غزة، وقالت إنها تواجه خللًا في اعتمادها على الجانب النظري أكثر من العملي خلال سنوات الدراسة.

كما تحدث الطالب عبد الله خميس من جامعة الأزهر في غزة عن قدم المساقات التعليمة في الخطة الدراسية، موضحًا أن الجامعة تطور الخطة "إعلاميًا" للطلبة فقط ويبقى المساق كما هو منذ عام 1979.

وهذا ما أثر بشكل كبير على الطالبة آية صبيح عند توجهها للتدريب في إحدى المؤسسات الإعلامية في غزة، مؤكدة أنها بدأت تدريبها وهي "صفر اليدين".

ومن أمام جامعة الأقصى بغزة، التي تنفرد بكلية إعلام بتخصصاتها الثلاث "إذاعة وتلفزيون، علاقات عامة، صحافة مكتوبة"، تحدثت الطالبة آية حلس عن قلة الإمكانيات التي تمتلكها الكلية.

وقالت إن الطالب يعتمد كليًا على الدورات وفرص التدريب والتي من خلالها يصقل مهاراته الصحافية ليكون جاهزًا لسوق العمل.

أما زميلها منتصر أبو ركبة، فاعتمد بشكل كبير على التطوع في المؤسسات الإعلامية من أجل اكتساب الخبرات العملية والتي أهلته بشكل كبير إلى سوق العمل، مؤكداً أن كليته لم تكسبه تلك المهارات والخبرات.

وحول المساقات التدريسية، بينت الطالبة أسماء الترامسي، أن المساقات تتشابه مما لا يضيف للطالب علمًا جديدًا.

أما الطالب صائب عيد، فتمنى من جامعته أن تسعى جاهدةً لإعداد استوديو الإذاعة، ليتم تهيئة الطالب بشكل صحيح واكسابه المهارات العملية.

وتُقدّر أعداد الخريجين من كليات الإعلام في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 450 خريجًا سنويًا، وفق المركز الفلسطيني للإحصاء.

الجامعات ترد

ويقول رئيس قسم الإعلام والاتصال الجماهيري في جامعة الأزهر رائد أبو ربيع، إن الطالب في جامعته يتخرج من القسم قادرًا على مواجهة كل الصعاب التي تواجه أي صحافي صاحب تاريخ في العمل، في حال كان لديه الاستعداد لذلك.

وحول تغلُّب المساقات النظرية على العملية، بين أبو ربيع في مقابلة مع "الوطنيـة" أن الجامعة تحاول كل عدة سنوات إضافة أشياء جديدة تتناسب مع العمل المهني.

وعن الأسباب التي لا تُهيئ الطالب جيدًا لسوق العمل، اعتبر عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى بغزة ماجد تربان، أن المشكلة تتمثل في قِدم الأجهزة والمختبرات العملية في الكلية، مشيرًا إلى أن كليته حصلت على موافقة لإنشاء إذاعة خاصة لصقل مهارات الطالب العملية.

وحول السؤال عن وجود ضعف لدى بعض المدرسين، أكد تربان أن ضعف القدرات "فكرة واردة" وهذا ما يؤدي إلى ضعف الخريجين فعلًا، " ولكنها مرتبطة بشكل كبير في تنمية القدرات والفروق الفردية من مدرس إلى آخر".

واقترح بأن تجتمع الجهود بين الجامعات في قطاع غزة والنقابات والمؤسسات الإعلامية لترتيب الأدوار لتخريج طالب مهني عالي الكفاءة.  

فيما رفضت الجامعة الإسلامية التعقيب على القضية، ورد مدير العلاقات العامة في الجامعة بمنع الوكالة الوطنية من متابعة الموضوع وحتى دخول الجامعة.

المصدر : الوطنية - عبدالله المنسي / أسيل حنون - الوطنية