قالت حركة حماس، إن الشعب الفلسطيني ما زال يدفع فاتورة ما وصفته الذل إثر اتفاقية أوسلو التي وقعت عليها منظمة التحرير  بتاريخ 13 سبتمبر – أيلول 1993.

وصفت الحركة في بيان أصدرته اليوم الأربعاء بمناسبة ذكرى اتفاقية أوسلو، هذا الاتفاق بالمشؤوم، حيث عرف بإعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي الهزيل، حيث كان سقوطاً كبيراً في مستنقع التنازلات وبداية المنحنى بالتفريط في حقوق الوطنية الثابتة".

وأضافت:" لقد كان اتفاقاً يمثل جريمة سياسية ونضالية بحق وطننا المحتل، واستهانة بدماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن ترابنا المقدس ابتداءً من شهداء معركة الكرامة مروراً بشهداء حرب المدافع وكتيبة الجرمق وقلعة شقيف وليس انتهاءً بشهداء انتفاضة الحجارة والأقصى والنفق والقدس والحروب".

وتابعت أن آثاره المسمومة ما تزال إلى اليوم ظاهرة وليس أدل عليها من تهميش القضايا الأساسية (المستوطنات والقدس واللاجئين والحدود والأمن) إلى درجة أن هذا الاتفاق عَظّم المصائب وحطّم الآمال وجعل تطلعات الشعب الفلسطيني الوطنية بعيدة المنال عن طريق المفاوضات، وفق تعبيرها.

وأوضحت أن الاتفاق شكل ذريعة لمواصلة توسيع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام ١٩٦٧، فزاد عددها عن ثلاثة أضعاف عما كانت عليه، وحققت معدلات نمو استيطاني غير مسبوق على حساب الفلسطينيين في" ظل تنسيق أمني مدنّس يحول دون دفاع الشعب عن أرضه وكرامته ويكبل يد مقاومته"، كما قالت.

وأكدت أن" فلسطين أرض مقدسة لا تقبل المساومة عليها ولا يعمر فيها سوى عمّارها وشهدائها، وإن الدم الذي أريق على أرضها لن تخفي آثاره زوبعة التسوية والتفريط".

وقالت إن مشاريع ما أسمته التسوية مع هذا العدو الحاقد لم تجر على الشعب الفلسطيني سوى الويلات ولم تنقل القضية الفلسطينية إلا من ضياع إلى ضياع.

واعتبرت أن اتفاق أوسلو خنق الشعب الفلسطيني وضرب عليه حصاراً مالياً وتجارياً وتُوج بحصار سياسي ظالم،" فسمح لدولة الاحتلال بالسيطرة على اقتصادنا ومواردنا الطبيعية والتدخل بشكل سافر في تفاصيل حياتنا اليومية والمعيشية من خلال ملحق اتفاق باريس الاقتصادي".

وأردفت:" إن اتفاق الذل والعار أوسلو قد فرّط ب 78% من أرض فلسطين في جرّة قلم، وما زال مستمراً في المساومة على ما تبقى منها في دليل واضح على أن أصحاب مشروع التسوية ليسوا أهلاً لحمل الأمانة وصون دماء الشهداء وآهات الجرحى ومعاناة الأسرى، ولا يمكن أن يؤتمنوا على قضايا شعبنا فضلاً عن تقرير مصيره".

وأوضحت أن مشروع أوسلو الهزيل" يؤكد ما ذهبت إليه المقاومة عندما قالت إن الحق الذي أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وإن المقاومة اليوم هي قوة الحق التي تدافع عن مقدرات شعبنا وحقوقه السليبة".

وشددت على أنه حان الأوان لليقظة، وعلى صناع هذا المشروع المنكفئ أن يعيدوا النظر في هذا المسار الفاشل، وأن ينضموا من جديد إلى خيار المقاومة وليفسحوا المجال للسلاح كي يقول كلمته ويرسم مسار العودة والتحرير، بحسب بيانها.

وأكدت أن دماء الشهداء التي تسقط على الأرض ستمحو آثار هذه المغامرة الفاشلة، وإن" صرخات الأسرى وآلام الجرحى ستخمد هذا الصوت النشاز صوت التنسيق الأمني وصيحات الضعف والهزيمة والتفريط"، وفق تعبيرها.

وتابعت:" إن الحق الفلسطيني هو حق كامل لا يقبل التجزئة والتقسيم، وأن السنوات العجاف تنقضي، وإنه عام قادم فيه يُغاث الناس وفيه يعصرون، وإن الثورة التي تحرسها يد الثوار ثورة لا تهدأ ولا تنطفئ، فأبشروا وبشروا بقوله تعالى: "كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز".

المصدر : الوطنية