قرحة المعدة هي مرض من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضميّ بشكل واسع ومنتشر في جميع أنحاء العالم , فهي عبارة عن تقرّح يصيب جزءاً من المعدة أو يصيب البطانة والغشاء المخاطي في المعدة أو في الإثني عشر، غالباً ما يكون هذا التقرح في الطبقة الأولى من البطانة ويبدأ هذا التقرح بالتعمّق ومن الممكن أن يحدث ثقب في جدار المعدة بسبب هذا التقرح.
تعد قرحة المعدة غير معدية ولا تتحوّل إلى ورم سرطاني على عكس قرحة الاثني عشر التي من الممكن أن تتحوّل إلى ورم سرطانيّ، وفي العادة يكون طول الجرح في قرحة المعدة ما بين 3مم إلى 2.5سم .
لم يتمّ تحديد سبب معين يُصيب المرء بقرحة المعدة إلى أن الدراسات أظهرت  أبرز أسباب قرحة المعدة والتي تكمن بوجود مشكلة أو تلف في غشاء المعدة المخاطيّ عن طريق الحمض المعدي الهيدروكلوريك, و وجود بكتيريا تنتقل بالعدوى وتسمّى هذه العدوى بـ الهيليكوباكتر بيلوري , وتنتقل هذه البكتيريا عن طريق الماء الملوث أو عن طريق الطعام، وهي أهمّ الجراثيم التي يمكن أن تصيب الجهاز الهضميّ وخصوصاً المعدة وتسبّب الكثير من المشاكل مثل: قرحة المعدة، والتهاب المعدة. 
إلى جانب وجود ضعف عام في جهاز المناعة للغشاء المخاطيّ للمعدة يسبّب وجود الجراثيم المسبّبة لقرحة المعدة, كما أن من أسبابها  حصول خلل في عمليّة إفراز حمض المعدة الهيدروكلوريك وتركيزه وهذا ما يسبّب التقرّح في المعدة.
كما يلعب  العامل الوراثي الجينيّ دورا بتقرّح المعدة., بالإضافة  للعوامل النفسية والضغوط العصبية تسبب احتمالية تكون قرحة في المعدة أو الاثني عشر. 
كما للعقاقير المزمنة مثل عقار الأسبرين، وكالآيبوبروفيندور والتدخين والكحوليات دور  في  تقرّح المعدة والإثني عشر والكثير من الأسباب لكن نكتفي  بأهمها. 
وحين نتحدث عن الأسباب لابد من الحديث عن الأعراض التي تبدأ بالظهور كحرقان في منطقة المعدة والمريء وبنفس الوقت الشعور بتأكل في جدار المعدة نتيجة ذلك ويحدث هذا العارض بعد الأكل مباشرةً وأثناء النوم ويهدأ هذا الإحساس عند الأكل يؤدي لفقدان تامّ للشهية و فقدان كبير في الوزن , إلى جانب الغثيان وقيء متكرّر مع تغيّر في  لون البراز إلى الأسود وذلك لوجود دم في البراز , إلى جانب حصول فقر دم نتيجة النزف الحاصل في جدار المعدة. 
ولكي نشخص عمليّة قرحة المعدة  هناك ثلاثة وسائل رئيسيّة يقوم بها الطبيب المختصّ هي: عمليّة تنظير داخليّ للمعدة ويمكن من خلالها مشاهدة التقرّحات في المعدة.
 فحص عيّنة من الدم والبراز للكشف عن الجرثومة الحلزونية الملوية (H.pylori). 
عن طريق فحص الخزعة المأخوذة من المعدة أثناء التنظير  .

وبذلك بعد أن تعرفنا على أسباب وأعراض قرحة المعدة سننتقل لصلب الموضوع بطرق علاج قرحة المعدة التي تختلف من شخص لأخر حسب السبب الذي أحدثها , حيث يمكن علاج معظم حالات قرحة المعدة مع وصفة منزلية يصرفها الطبيب، ولكن في حالاتٍ نادرة قد تحتاج لعملية جراحية للشفاء منها.
ومن أهم تلك الوصفات المنزلية التي ي صرفها الاطباء ما يلي :
أولا : علاج قرحة المعدة بالعسل :
يعتبر العسل من أكثر المواد فاعلية في علاج قرحة المعدة، وأفضل نوع من العسل الذي يمكن استخدامه هو عسل السُمر أو عسل سلام، كما يفضّل استخدامه ممن خلال تخفيفه بالماء الدافئ قبل الوجبات الرئيسية بربع ساعة أو أكثر.
 يساعد عسل النحل على علاج قرحة المعدة؛ وذلك لأنّه يحتوي على العديد من الخصائص العلاجية ذات الفاعلية القوية، فبالرغم من أنّ العسل ذو طابعٍ حمضي، إلّا أنّه غنيّ بالعناصر المعدنية ذات الطابع القاعدي والحامضي، والتي تجعل من العسل من أفضل المواد لموازنة الحموضة في معدة الإنسان، كما ويحتوي العسل على العديد من المكوّنات التي تساعد في العلاج، منها: الأحماض، والقواعد، والسكريات، والإنزيمات التي تعمل بدورها على تثبيط الميكروبات المسببة للمرض وبالتالي المحدثة للتقرحات.
تناول ملعقة عسل طبيعي يوميا:
كل ما عليك  تناول ملعقة كبيرة من العسل الطبيعي يومياً قبل ساعةٍ واحدةٍ على الأقل من وجبة الإفطار يعتبر من أكثر الطرق فعالية لعلاج القرحة، وتناول ملعقة صغيرة أخرى قبل النوم، وتناول ملعقة مع الوجبة الرئيسية بشكلٍ مباشر، وهذه الطريقة مهمة؛ وذلك لأنّها تعمل على معادلة الأحماض والإنزيمات التي تقوم المعدة بإفرازها من أجل هضم الطعام، فيعمل العسل على التقليل من ضررها على جدار المعدة والجهاز الهضمي بشكلٍ عام، والذي هو بحاجة لفترة نقاهة من أجل التئام الجروح، فيعمل العسل على تأمين حماية فعالة من أي إصابات جديدة، كما ويؤدّي عسل النحل إلى تغذية الأنسجة المحيطة بالتقرح، لذلك يؤدي إلى تسريع التئام الجرح. 
وتوصل العديد من الباحثين إلى أن العلاج بعسل النحل يعمل على تخفيف الآلام والحرقان والميل إلى القيء في حالات الإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر، وفي بعض الأحيان يؤخذ العسل مع قشر الرمان المجفف المطحون وخاصة في فترة الصباح فقط، فالعسل المخلوط مع قشر الرمان يشكل مادة دابغة لجدار المعدة الداخلي ويساعد على سرعة شفاء التقرحات. 
قشر البلوط وعسل النحل : 
كما ويساعد قشر البلوط وعسل النحل على علاج تقرح جدار المعدة، وذلك من خلال أخذ كميه مناسبه من قشر البلوط، ثمّ نغليها جيداً، وبعدها نقوم بتحليتها بعسل النحل، ويجب تناول فنجان منها بعد تناول أي وجبة من الطعام.
 
العسل والورد البلدي :
، ويتم ذلك من خلال غلي مجموعة من الورد البلدي، بحيث يشترط في الورد أن يكون غير متفتح، ثمّ نعمل على تصفيتها ومن ثم نحليها بالعسل، ونشرب فنجان كل يوم على الرق ولمدّة شهر كامل.
ثانيا الأعشاب لعلاج قرحة المعدة :
عرق السوس ك
شرب ثلاث كؤوس من منقوع عرق السوس، بشكل يومي حتّى التخلّص بشكل نهائي من قرحة المعدة.
فنجان قهوة وعصير الكرنب :
 تناول فنجان قهوة من عصير الكرنب بشكل يومي قبل كل وجبة، وقبل النوم، والالتزام بتناول هذا المشروب بصورة يومية حتّى الشفاء الكامل من قرحة المعدة. 

مغلي الشعير  :

تناول ثلاث كؤوس من مغلي الشعير البارد بشكل يومي، ويعّد هذا المشروب بغلي الشعير في الماء، وتركه يغلي حتّى تتبخّر نصف كمية المياه، ومن الممكن تحليته بعسل الحنطة السوداء.
الماء الدافئ :
 شرب كأس من الماء الدافئ المضاف إليه ملعقة من العسل بصورة يومية وعلى الريق. 
الزنجبيل :
 يحتوي على العديد من المكوّنات التي تعمل على تطهير المعدة من البكتيريا المسببة للقرحة، لذا على المريض شرب كأس من مغلي الزنجبيل المحلّى بالعسل بشكل يومي، حتّى الشفاء التام من هذا المرض. 
البابونج :
فعال في علاج قرحة المعدة، لذا على المصاب نقع ملعقة من البابونج في كأس من الماء المغلي لعشر دقائق، وشرب كأسين بصورة يومية. 
حليب مع موزة مفرومة ك
تناول موزة مفرومة مع كأس من الحليب بشكل يوم، وقبل تناول وجبة الطعام بثلاثين دقيقة. 
بذر الكتان :
يعد من المواد الطبيعية الفعالة في تسكين الآلام الناتجة عن قرحة المعدة، ويستخدم عن طريق شرب فنجان أو اثنين من مشروب بذر الكتان بصورة يومية، ويحضر مشروب بذرة الكتان، بغلي نصف فنجان قهوة من بذر الكتان في أربع كؤوس من الماء، ويترك المشروب على النار حتّى يغلي، ومن الأفضل أن تكون مدّة الغلي ثلاث دقائق، وعند غليه يجب أن يترك عشر دقائق قبل الشرب منه. 
مغلي الكمون :
 من الطرق الطبيعية القوية في علاج داء قرحة المعدة، ويحضر هذا المغلي بغلي خمس ملاعق كبيرة من حبوب الكمون، في أربع كؤوس ماء، ويشرب هذا المغلي كل يوم ولمدة عشر أيام وبعد كل وجبة.
وختاما نقول لك أنه من المهم حين تلاحظ الأعراض السابقة أن تباشر بعلاج القرحة منزليا بالطرق السابقة , والتحدث مع الطبيب لمعرفة خطة العلاج , وفي حال تطور الأمر وسبّبت القرحة نزيف الدم فمن المرجح زيارة المستشفى لتلقي العلاج المكثف فلنفسك عليك حق فلا تهملها من البداية لكي لا تصل لمرحلة الجراحة وتفادى تطور الأمر من البداية وتمتع  بصحة جيدة طوال العمر .

المصدر :