شكَّلت مشاركة النائب محمد دحلان في جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني عبر تقنية الفيديو كونفرانس من الامارات العربية المتحدة، وذلك للمرة الأولى له منذ أحداث الانقسام عام 2007، تتويجًا للتفاهمات الذي أجريت في القاهرة بين حركة حماس والنائب دحلان، والتي نصت في بعض بنودها على تفعيل المجلس التشريعي.

وهذه التفاهمات، مثلت مفاجأة تركت صداها على الساحة الفلسطينية لما شكلته من انتقال مفاجئ في طبيعة وعلاقة حماس وموقفها تجاه دحلان، في ظل الإرث الدامي الذي حكم هذه العلاقة سابقًا.

واستمرت حالة من القطيعة التامة في العلاقة بين دحلان وتياره من جهة وحركة حماس من جهة أخرى على مدار أكثر من 11 عاماً، تخلله هجوم إعلامي كبير كانت تشنه الأخيرة ووسائل إعلامها في مقدمتها قناة الأقصى الفضائية.

لكن الأشهر السابقة بدت هذه العلاقة للعودة بشكل تدريجي، بعد زيارة وفد قيادي كبير من حركة حماس للقاهرة وإبرام تفاهمات مع التيار الإصلاح في حركة فتح والذي يمثله دحلان برعاية مصرية، بدأت بإدخال سولار مصري لمحطة الكهرباء، وصولاً إلى جلسة مشتركة مع نواب فتح الذين يتبعون لدحلان.

بعض رواد التواصل الاجتماعي ولحظة اطلالة دحلان على شاشة فضائية الاقصى بعد 11 عامًا، أجمعوا في تغريداتهم أن دحلان يعتبر الرابح الأكبر من وراء التفاهمات، وأن هذه الصفقة مكسب استراتيجي له، في ظل أنه عاش عزلة حقيقية عن مشهد صناعة الحدث والقرار الفلسطيني طوال السنوات الماضية.

ويأمل الغزيون أن يستمر تنفيذ التفاهمات سريعًا بين الطرفين، لما في ذلك من أثر لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزّة والعمل على حلّ أزماته كإغلاق معبر رفح المستمر ومشكلة الكهرباء والماء.

وكان دحلان دعا في كلمته بجلسة المجلس التشريعي المشتركة اليوم إلى عقد لقاءٍ في القاهرة يجمع قادة الفصائل من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وبحث كل السبل لضمان مساندة ودعم صمود المقدسيين، والتواصل مع برلمانات العالم من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لوقف ممارساتها وإجراءاتها في القدس.

وأوضح دحلان أن جهوداً بُذلت مؤخراً بين تيار فتح الإصلاحي وقيادة حركة حماس، وأنه جرى خوض حوارٍ مباشرٍ مستندٍ إلى قواسم ووثائق وطنية مشتركة، وصولا لتفاهمات تعيد الأمل إلى أهلنا الأبطال في قطاع غزة، ولتخفيف ما أمكن من معاناتهم من الظلم الطويل والشامل.

وقال : " لقد وجدنا لديهم، كما وجدوا لدينا كل الاستعداد والتفهم والإيجابية، وقد بدأت تلك التفاهمات تعطي ثمارها، لكن لازلنا في بداية الطريق، ومن جانبنا سنعمل بلا كلل لتطوير وتعميق التفاهمات لعلها تعطي النموذج والأرضية لكل قوى شعبنا، للعودة والتلاحم في إطار مؤسسات وطنية منتخبة".

المصدر : الوطنية