يحتفل الآلاف من المقدسيين منذ ساعات الصباح الأولى في أزقة وحواري المدينة المقدسة ومحيط المسجد الأقصى، وذلك بعد أكثر من أسبوعين من إغلاق المسجد الأقصى ومنع أبناء مدينة القدس وضواحيها من الصلاة فيه.

ويجتمع أكثر من 25 ألف مقدسي وفلسطيني منذ فجر الخميس فرحًا بإزالة البوابات الإلكترونية والجسور والمسارات الحديدية التي نصبها الاحتلال على باب الأسباط، ومداخل وأبواب المسجد الأقصى.

ويأتي هذا العرس الفلسطيني الجماعي بعد تعطيل الكثير من مناحي الحياة داخل المدينة المقدسة، حيث كان المرابطون داخل أسوار القدس والمسجد الأقصى يجلسون لأداء الصلاة منذ اسبوعين دون الذهاب لأعمالهم أو التزاماتهم أيًا كانت.

جاء ذلك بعد أن قامت شاحنات الاحتلال بحمل البوابات الإلكترونية وكاميراته الحساسة وكافة سبل المراقبة لأهلي مدينة القدس في ساعة متأخرة من ليلة أمس.

ورأى المتواجدون أن خطوتهم التي أصروا عليها مكنتهم من انتزاع حقهم التاريخي بالسيادة العربية والاسلامية على المسجد الأقصى، فضجت مآذن الأقصى التاريخية في الطرقات والأزقة المحيطة بالأقصى بنقل هتافات المصلين والمرابطين.

تمثلت طقوس الرباط والتواجد خلال سلسة الأحداث منذ 14 يوليو الماضي من الصلاة والعبادة، ومن شيوخ يقرأون في القرآن في محيطه، وكذلك قراءة الكتب الدينية، ووجود الأطفال يجوبون ساحاته، والنساء في حلقات التدريس.

يشار إلى أن الاحتلال منذ بداية التفاف الجماهير المقدسية والعربية حول المرجعيات الدينية والشخصيات القيادية، حاول قمع المرابطين وارهابهم ودفعهم للدخول إلى المسجد الأقصى عبر بواباته الالكترونية، لكن بعد كل قمع كانت أعداد المرابطين والمصلين في ازدياد ولحمة الشارع المقدسي في ازدياد.

واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ بداية الأحداث عددًا من قيادات حركة فتح وحماس وعدد من النشطاء في المحافظة للتأثير على تحركات الجماهير والحد من الغضب الشعبي، لكن الشارع المقدسي رد على الهجمة الاسرائيلية بالبقاء في الشارع والصمود حتى إنهاء كل التعديات والقيود.

وخلال موجة الأحداث المتصاعدة قام الاحتلال بأعمال تخريب وسرقة لمخطوطات تاريخية، وتجريف في محيط الأقصى، وخلع أشجار، وأحجار عتيقة من باب الاسباط وأزقة البلدة القديمة، والسماح لمئات المستوطنين المتطرفين باستباحة باحات المسجد الأقصى.

المصدر : الوطنية