حاولت الفتاة فاطمة شبير توثيق لحظات جميلة مسروقة من يوميات غزة لتبقى شاهدة على وجود اتساق وحياة في هذه المدينة المحاصرة.

وقادت هذه اللحظات الفتاة الشابة للفوز بجائزة دولية هي الأهم، والتي تعرض جزءًا من تراث فلسطين من خلال تفاصيل "ليلة الحناء"، التي تجتمع فيها صديقات وأقارب العروس احتفالًا بها في ليلتها الأخيرة ببيت العائلة.

وسعت شبير من خلال مجموعة الصور التي فازت في مسابقة ناشونال جيوغرافيك "لحظات" عن فئة التصوير الوثائقي لعام 2017، لتجسيد التراث الوطني الفلسطيني، وتعريف العالم به.

واستطاعت فاطمة ابنة ال 19 ربيعًا حصد الجائزة الكبرى متقدمة على 19 ألف مشارك حول العالم، والتي ستمكنها من السفر إلى كوبا لقضاء 11 يومًا مع الفائزين، وتعلَّم مهارات جديدة في التصوير من خلال المعدات التي ستحصل عليها بقيمة 7500 دولار.

وتقول فاطمة لـ الوطنية  "التصوير بالنسبة لي ليس مجرد إيقاف لحظة من الزمن؛ بل فن أجلس ساعات وأنا أفكر بالتكوين المُناسب للصورة، وأجعل لكل صورة هدف ورسالة".

ومنذ نعومة أظافر فاطمة، كانت عائلتها تمتلك كاميرا تصوير فوتوغرافية توثق عبرها لحظات أعياد الميلاد ومناسباتهم الخاصة، فكبرت مع شغف التصوير حتى اقتنت كاميرتها الخاصة وبدأت تتنقل بين مخيمات القطاع وشوارعه من أجل تجسيد غزة في صورة بهية بعيدًا عن مشاهد الحرب والحصار.

وأشارت فاطمة إلى أنها تتابع مسابقة "لحظات" منذ سنين عديدة، ورغم انشغالها في تقديم اختباراتها الجامعية وقت الاعلان عن المسابقة والتي تمتد لـ 40 يومًا فقط؛ إلا أنها شاركت قبل موعد الانتهاء بـ 5 أيام.

وانطلقت نسخة مسابقة "لحظات" لهذا العام بدعوة المشاركين إلى أن يكون موضوع مشاركاتهم عن "الاحتفالات في العالم العربي"، وهذا ما عزى فاطمة للمشاركة بموضوع "ليلة الحناء" لتجسد التراث الفلسطيني وتعرّف به العالم أجمع.

 وتحلم فاطمة بأن يكبر مشروعها الصغير، وتحقق النجاح بالمشاركة في مسابقات عالمية ودولية، متابعة " أتمنى أن أظل أمثل وطني عبر منصات عالمية، ويرى العالم كله ما يملكه أبناء فلسطين، وما يستطيعون تحقيقه برغم كل الظروف المحيطة بهم".

 

المصدر : أسيل حنون – الوطنية