يوافق اليوم السبت الثامن من تموز يوليو الذكرى الثالثة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، والذي استمر مدة 51 يومًا، والذي بالغ الاحتلال الإسرائيلي فيها باستخدام كل وسائله وأسلحته الشرسة لإلحاق القتل والتدمير للمدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة المحاصر.

وجاء هذا العدوان بعد أن خطف مستوطنون إسرائيليون الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، حيث قاموا بتعذيبه وقتله حرقًا، بالإضافة إلى حملة المداهمات الواسعة التي شنها الاحتلال في الضفة الغربية، ما جعل المقاومة الفلسطينية بالخليل ترد بمحاولة أسر ثلاثة مستوطنين ومن ثم قتلهم، وإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الاحتلال، لتندلع بعدها الحرب يوم 8/7/2014.

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الأول من الحرب مجزرة في مدينة خانيونس، راح ضحيتها 11 شهيدًا و28 جريحًا فلسطينيًا، حيث توالت بعدها الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية في مناطق أخرى أبرزها الشجاعية ورفح وخزاعة، أدت لمقتل 2,147 فلسطينيًا، 81% منهم من المدنيين.

 ومن بين الشهداء 530 طفلاً و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، ومقتل 340 مقاومًا فلسطينيًا، وجرح أكثر من 10,870 من مواطني القطاع، بحسب التقرير الذي أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

أما عن حصيلة الخسائر المادية التي أعقبتها الحرب، فقد بلغ عدد المنازل المدمرة حوالي 17,132 منزلاً، منها 2,465 منزلاً دُمِّرت بشكل كلي، و14,667 منزلاً دُمِّرت بشكل جزئي، إضافة إلى 39,500 من المنازل لحقت بها أضرار، وقد تجاوز عدد من أصبحوا بلا مأوى جراء هدم منازلهم 100,000 شخصًا بحسب التقرير.

وخلفت الحرب أيضًا استهدافًا مباشرًا لـ 171 مسجداً، و222 مدرسة، و6 جامعات، فيما بلغ عدد المستشفيات المستهدفة 10 مستشفيات، و19 مركزاً صحياً، و36 سيارة إسعاف.

وقدر المرصد الأورومتوسطي مجموع الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الاقتصادي في قطاع غزة بنحو 3 مليار و6 مليون دولار.

وتوقفت الحرب في السادس والعشرين من أغسطس 2014، حيث عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومشاركة خمسين منظمة وحكومة، قدمت خلاله مبادرة مصرية نصت على اتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ولا يزال عدد كبير من سكان قطاع غزة الذين دمرت بيوتهم، يسكنون الكرافانات وأماكن أخرى، بانتظار إعادة الإعمار بعد مرور ثلاثة سنوات كاملة.

المصدر : الوطنية