ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أمتنع عن التصويت على مشروع إقامة جزيرة اصطناعية قبالة شواطئ قطاع غزة.

وقالت الصحيفة :" إن الامتناع عن التصويت على المشروع الذي يحظى بدعم غالبية أعضاء(الكابينيت)، بسبب المعارضة التي يبديها وزير جيش الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، وذلك خلافا لموقف الجيش الداعم للمشروع".

وأضافت الصحيفة "على الرغم أن المشروع سيكون تحت رعاية إشراف دولي، إلا أن ليبرمان سوغ موقفه الرافض للمشروع بـ'الأسباب الأمنية'، حيث تذرع أن إسرائيل ستكون عاجزة على المراقبة والتفتيش ومنع تهريب أسلحة إلى القطاع من خلال مشروع الجزيرة الاصطناعية".

من جانبه، استعرض وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، خلال 'مؤتمر السلام' الذي عقد في تل أبيب، مواقف الوزراء في (الكابينيت)، من قضية إقامة الجزيرة قبالة شواطئ غزة، مؤكدا أن الحكومة لم تتخذ إلى الآن قرارا بشأن المشروع، وعزا ذلك لدوافع سياسية داخل الائتلاف الحكومي.

وقال كاتس: "خلال جلسة الكابينيت قلت إنه يجب على الحكومة اتخاذ قرارها النهائي. كما هو واضحا، لا يوجد لإسرائيل أي سياسة وأجندة واضحة للتعامل مع قطاع غزة، فهذا التردد وانعدام الإستراتيجية المتواصل منذ سنوات طويلة يعود لدوافع سياسية وحزبية، علما قيادة الجيش على وجه التحديد تدعم مشروع الجزيرة خلافا لموقف وزير الأمن المعارض".

وأضاف " أن إقامة الجزيرة قبالة شواطئ غزة سينهي بشكل عملي عملية الانسحاب والانفصال الإسرائيلي عن القطاع، والأهم أن هذا المشروع سيزيل المسؤولية الإسرائيلية عن القطاع وعن أوضاع السكان الفلسطينيين"، لافتا إلى أن الانتعاش الاقتصادي من شأنه أن يسهم للهدوء والاستقرار بين السكان في القطاع، وهذا سيمنع أي حرب أو مواجهات عسكرية.

وشدد على الإمكانات القائمة في تغيير اقتصادي في وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية، قائلاً :" إن ذلك سوف يربط الفلسطينيين عن طريق المواصلات، ليس بميناء حيفا فقط، وإنما مع الفضاء العربي، وإنه يسمح بتحييد الخطر الأمني، وإتاحة المجال لعلاقة اقتصادية مواصلاتيه وإنسانية مع العالم"، مضيفا أن إسرائيل لن تغير عقيدة حماس أو أيديولوجيتها، ولن تتحدث معها.

وتابع  " أيضا إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الربط الاستراتيجي الاقتصادي يمكنه أن يغير الواقع بشكل حقيقي واستراتيجي، معرباً عن أمله أن يصادق المجلس الوزاري السياسي الأمني قريبا على خططه.

وأكد كاتس إنه عرض أمام المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، جيسون غرينبلات، خطته للدفع بمبادرة اقتصادية إقليمية، تتضمن إقامة جزيرة اصطناعية قبالة شواطئ قطاع غزة، وخطة السكك الحديدية الإقليمية تربط إسرائيل مع الأردن بداية، ثم مع السعودية ودول الخليج.

وتقضي خطة كاتس إقامة جزيرة اصطناعية على بعد 8 كيلومترات من شواطئ غزة، بحيث 'توفر لقطاع غزة علاقة مواصلات – اقتصادية ومخرجا لها للعالم من خلال الحفاظ على أمن إسرائيل'، إضافة إلى خطة السكك الحديدية.

وتستند الخطة إلى توسيع البنى التحتية القائمة للسكك الحديدة، ومشاريع سكك حديدية قائمة ومخطط لها في الأردن والسعودية.

وبحسب الخطة سيتم توسيع 'قطار المرج' من بيسان إلى معبر الشيخ حسين على نهر الأردن، وهناك مسار لربطها داخل الأردن. وفي المقابل، فإن شبكة القطارات السعودية يمكن أن ترتبط بدول الخليج والأردن، ومن هناك بإسرائيل وميناء حيفا، وموانئ بحرية أخرى.

المصدر : الوطنية