يعد السحور وجبة يتناول فيها المسلمون الطعام في آخرِ ساعات قبل الإمساكِ لتساعدهم على تحمّل ساعات النّهار الطّويلة بلا طعامٍ أو شراب , ولا تقل أهمية عن وجبة الإفطار .

لكننا نجد الكثير يغفلونها بحجة شعورهم بالشبع, او لترك مجالا للنوم بدلا من الاستيقاظ للسحور , ويتناسون أن الرسول أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بها لما فيها من خير للجسم؛ حيث قال عليه السلام :" تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً"، ولكي يكون السحور صحيّاً وذا فائدة على الجسم لا بدّ من اختيار أطعمة محدّدة ذات قيمة غذائية عالية.

 لذلك يتساءل الجميع عن أفضل مكوّنات لهذه الوجبة لتقليلِ شعورهم بالجوع والتّعب والإرهاق خلال الشّهر.

ويتساءل أيضا عن الأكلات التي يتناولونها دون أن تنعكس على صحتهم بالتعب والإرهاق طوال اليوم , ليبقى هذا التساؤل يحير السيدات في كيفية إعداد وتناول وجبة السحور المثالية .

وتنبع هذه الحيرة كون وجبة السحور وجبة ضرورية للاستفادة من العناصر الغذائيّة التي من شأنها أن تُشعر الصائمَ بالشّبع، وتدعم نشاطه لأطول فترة مُمكنة خلال صيامه، وتعوّض سوائل الجسم بكميّات مناسبة، بحيث تُساهم في تقليل الشّعور بالعطش، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون وجبة السّحور صحيّة ومتكاملة مع بقيّة الوجبات المُتناولة خلال اليوم.

وإليكم الان بعض الوجبات الصحيّة التي ينصح بتناولها على السحور  في رمضان لتعويض الجسم بالسّوائل بشكلٍ مُناسب وتشمل أمثلة السّحور الغني بما يلي :

  • الخُضروات:

 وهي معروفة باحتوائها على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والألياف، وكلّها مهمّة لتقوية الجسم، ويُفضل التنويع في الخُضار في كل وجبة سحور لمدة شهر، لذلك يكون طبق السلطة هو الأنسب كونه يحتوي على أكثر من نوع منها .

  • التمر:

                           

 ويُفضل تناول أعداد أحادية منه، وذلك تطبيقاً لسنة الرسول الكريم؛ التمر من المواد الغذائية المهمة في تقوية الجسم وامداده بالكثير من العناصر الغذائية المهمة التي تجعل الجسم يكتفي بها لمدّة يوم كامل، فأهم ما يحتويه التمر الكالسيوم وفيتامين د إضافةً لعنصر الحديد ومضادات الأكسدة.

  • الأجبان والألبان:

 يجب توافرها بكميّاتٍ متوسطة على وجبة السحور كونها تمد الجسم بالبروتينات المهمة لبناء العضلات وتقويتها، مما يجعل الجسم يقوم في اليوم التالي بمهامه الجسدية ونشاطه دون الشعور بالتعب والإرهاق.

  •  الماء:

يجب تناول الكثير من الماء في الفترة الزمنية المحصورة بين الفطور والسحور؛ فهو يزيد من سوائل الجسم ويمنع الجفاف، كما أنه يقي الجسم الكثير من الأمراض.

  • الفواكه:

 أكثر الأشخاص لا يتناولون الفاكهة في وجبة السحور بسبب ضيق الوقت، ولكن يُفضّل تناول حبة واحدة من أحد أنواعه قبل أو بعد وجبة السحور، وذلك بسبب فوائدها الغذائية، إضافةً لقلة سعراتها الحرارية، فذلك يجعلها لا تزيد الوزن.

  •  كوب من المشروبات العشبية:

 فهي تقي الجسم من الكثير من الأمراض إضافةً لقدرتها على مساعدة الجهاز الهضمي في مضغ الطعام وتسهيل عملية الإخراج.

 

ولكي تحصل على أفضل سحور يجب عليك أولا اتباع بعض النصائح التالية التي يجب أن تخلو منها مائدة السحور :

  1. تجنُّب الأطعمة والمشروبات ذات المحتوى العالي من السّكريات والنّشويات المكرّرة كالخبز الأبيض والأرز الأبيض والمُعجّنات المصنوعة من دقيق القمح الأبيض، ذلك أنّ هذه الأطعمة سريعة الهضم والامتصاص، وهي تعمل على رفع مستوى جلوكوز وإنسولين الدّم بشكل سريع، ثمّ انخفاضه بشكل سريع أيضاً، ممّا يعجّل من شعور الإنسان بالجوع.
  2.  احرص على تناول الأطعمة عالية المُحتوى بالألياف الغذائيّة، وذلك لما لها من دورٍ في إبطاء عمليّة الهضم والامتصاص، وارتفاع جلوكوز وإنسولين الدّم، وهي بالتّالي تُساهم في زيادة فترة الشّعور بالشّبع، بالإضافة إلى ذلك تحتوي الأغذية عالية المُحتوى بالألياف الغذائيّة عادةً على كميّات عالية من الماء، الأمر الذي يُساهم في تعويض سوائل الجسم وتقليل الشّعور بالعطش، وتشمل الأغذية عالية المُحتوى بالألياف الغذائيّة الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، والبقوليّات.
  3. احرص على تناول الأغذية عالية المحتوى بالماء والبروتين والتي تعمل على إطالة مدّة الشّعور بالشّبع، وقد عملت دراسة على مقارنة الأغذية المُختلفة في تحقيق الشّعور بالشّبع أثناء وبعد الوجبات مُقارنةً بالخبز الأبيض، فوُجد أنّ أعلى الأغذية في تحقيق الشّعور بالشّبع البطاطس المسلوقة، والّتي تفّوقت على الخبز الأبيض بما يعادل 8 أضعاف، في حين وُجد أنّ الأغذية عالية الدّهن لا تمنح شعوراً كبيراً بالشّبع، كما وُجد أنّ البرتقال والتُّفاح يحقّقانِ شعوراً بالشّبع بشكلٍ أكبر من الموز.
  4. تجنُّب تناول الأطعمة المالحة، كالمُكسّرات المملّحة والمخلّلات وغيرها؛ لتجنّب زيادة فقدان السّوائل والشّعور بالعطش.
  5. تجنُّب تناول المُنبّهات في وقت السّحور؛ حتّى لا ترفع من فقدان السّوائل والشّعور بالعطش أثناء ساعات الصّيام.
  6.  تأخير السّحور إلى ما قبل الفجر بفترة بسيطة، والحرص على تناول الماء بكميّات مناسبة.
  7. عدم شُرب كميّات كبيرة من الماء قبل الفجر، حيث إنّ ذلك يُحفّز الكلى على التّخلص من السّوائل الزّائدة في الجسم، ممّا قد يسبّب اضطرابَ النّوم بسبب زيادة عدد زيارات دورة المياه أثناء ساعات النّوم المُتبقّية، ممّا يزيد من الشّعور بالإرهاق والتّعب خلال فترة الصّيام.

 

وختاما نتمنى لك سيدتي أنت وعائلتك سحورا خفيفا ومفيدا يمنح الجسم طوال اليوم بكل ما تحتاجونه , و في حال التزمت سيدتي بالأطباق والنصائح السابقة ستتمتعين بنهار دون الشعور بالجوع وستحل بركة السحور عليك وعلى عائلتك .

المصدر :