سيقود انتخاب إسماعيل هنية لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس بما يملكه من علاقات قوية مع بعض الدول الأوروبية والغربية إلى إحداث تغيير في مواقف هذه الدول تجاه الحركة التي أعلنت ميثاقاً جديداً، وفق محللين.

ويقول هؤلاء في أحاديث منفصلة مع الوطنية إن شخصية هنية مقبولة ويستطيع التحرك ضمن التوازنات السياسية العربية والدولية، عدا عن وعيه السياسي العميق بالمنطقة، موضحين أنه لو استطاعت حماس ضبط خطابها الإعلامي في المرحلة المقبلة ستنجح خلال العام الجاري من رفع نفسها من قوائم الارهاب.

وكانت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي-وهي ثاني أعلى محكمة في الاتحاد - قضت خلال ديسمبر/كانون الأول من عام 2015 بضرورة رفع اسم حركة حماس من قائمة الإرهاب، ولكن لم ينفذ حتى اللحظة.

ضبط الخطاب الإعلامي

وقال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إن الوثيقة السياسية الجديدة لحركة حماس والتي تعتبر مرجعاً قانونياً وسياسياً من الممكن أن تساعد هنية في مهمته الجديدة

وأضاف الدجني  "اعتقد أن الوثيقة ستساعد بشكل كبير للارتكاز على منظومة قيم جديدة تبنتها حماس التي ممكن أن تنسجم مع منظومة القيم الغربية ومع القانون الدولي، وهذا ربما يفتح آفاق لحركة حماس في ظل حكم هنية لان تخترق بعض الدول الأوربية والساحات الدولية".

وتابع " هناك بعض الدول الأوروبية باتت تدرك أن هناك ظلم وقع على حماس من خلال عدم الاعتراف بتجربتها الديمقراطية، " والآن هي تقدم شيء للعالم ولا يعقل أن يبقى العالم بعيداً عما تقدمه".

وأوضح أن البديل سيكون التيار الراديكالي بحماس هو الذي سيسيطر في المرحلة المقبلة ما لم يتم التقاط الفرصة التي قدمتها من خلال وثيقتها.

وتنص وثيقة حماس الجديدة على العديد من القضايا والمواقف والرؤى التي قررت الحركة تغييرها، منها القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 دون الاعتراف بإسرائيل، والتأكيد على حق عودة اللاجئين.

وأعلن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، السبت، عن فوز نائبه إسماعيل هنية بمنصب رئاسة المكتب السياسي، ونقلت فضائية "الجزيرة" عن مشعل القول إن هنية فاز برئاسة المكتب بعد عقد اجتماع موحد بين غزة والضفة والشتات، عقب اختتام الانتخابات الداخلية للحركة بشكل كامل.

وأشار الدجني إلى أن حماس لو أحسنت خلال المرحلة المقبلة العمل واستثمار كافة الأدوات الدبلوماسية والشعبية والقانونية واستطاعت ضبط الخطاب الإعلامي اعتقد ستنجح خلال العام الجاري من رفع نفسها من قوائم الإرهاب، ولكن سيبقى الجناح العسكري لها تحت "قائمة الإرهاب".

وأكد أن حماس بدأت اعداد مناهج جديدة لتوعية الجيل القيادي بشكل عام.

كسر العزلة

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب إن الوثيقة الجديدة لحماس تعتبر موقف متقدم ومن شأنها أن تحدث تغييراً وتكسر العزلة السياسية المفروضة عليها.

وأوضح أن المسألة بحاجة لمزيد من الوقت، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن حماس حركة فلسطينية قوية قادرة على ايجاد حلول معها، وأن يلتقط هذه الفرصة جيداً.

وفيما يتعلق بإمكانية أن يلعب رئيس مكتب حماس السياسي الجديد إسماعيل هنية دوراً كبيراً في الانفتاح على أوروبا، شدد على أن ذلك سيكون له أثر ايجابي كبير على الانفتاح على الدول العربية والاسلامية وربما الغربية في القريب.

وقال : " هنية يتمتع بشعبية عربية واسلامية ويعتبر شخصية مقبولة ويستطيع التحرك ضمن التوازنات السياسية العربية والدولية، عدا عن وعيه السياسي العميق بالمنطقة، لكن ما يحكم حماس الأنظمة وليس الشخصيات".

 

المصدر : بلال عاشور - الوطنية